اصرار المواطنين والتجار على الاحتفال بعيد الميلاد رغم الحرب الإسرائيلية على لبنان وتعويض خسائرهم مع انتظار مفاوضات عيد رأس السنة
تضغط الهيئات الاقتصادية والتجارية من اجل تمرير الاعياد بنسبة تشغيل تتعدى النسبة المتدنية الحالية حيث تشكل هذه الاعياد ربع التشغيل العام خلال السنة وبالتالي يركز التجار والمؤسسات على تقديم ما يناسب هذه الاعياد من زينة والبسة وقيام الاحتفالات وان كانت المطاعم العاملة لم تعلن عن حفلاتها وبرامجها الفنية في نهاية العام بانتظار معرفة الاتجاهات التي ستسلكها حرب اسرائيل على لبنان مع العلم ان نسبة تراجع حركة التشغيل فيها لا تتعدى ال 10 في المئة ايضا.
وقد عمد بعض التجار في الاماكن الامنة الى تزيين محلاتهم بمناسبة عيد الميلاد وذلك من خلال استعراض اشجار الميلاد وعدته وبابا نويل والالعاب حيث يركز هؤلاء التجار على هذا الموسم الوحيد الذي يشهد اقبالا من الاطفال ، وبثوا اغاني الميلاد من اجل جذب المواطنين الذين يصرون على الاحتفال بهذا العيد الديني لدى الطوائف المسيحية كما انهم عمدوا الى خفض الاسعار تشجيعا للبيع بدل ان تبقى في مستودعاتهم وخزائنهم املين التعويض عن الخسائر الجسيمة التي يتعرضون لها حيث ان نسبة التشغيل اليوم لا تتعدى ال ١٠ في المئة حسب تصريح رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير محمد شقير الا ان هذه النسبة تتفاوت بين منطقة واخرى
وفي تقرير صدر عن البنك الدولي، ، تُقدّر الأضرار اللاحقة بالقطاع التجاري بنحو 178 مليون دولار والخسائر بنحو 1.7 مليار دولار اغليها في المناطق التي تعرضت للقصف الاسرائيلي بحيث بات القطاع التجاري في مناطق الضاحية والبقاع والجنوب في وضع لا يحسد عليه ومن اقفل ابوابه انتقل الى مناطق امنة ومن بقي فيها لا يفتح الا اثناء الهدوء.
وتقول مصادر تجارية ان اغلب التجار لم يستوردوا الاشياء الضرورية للاعياد باعتبار ان لديهم الكثير منها في مستودعاتهم وهم يريدون تصريفها وبيعها على الاسعار القديمة ويمكن بسعر اقل من السابق لانهم يفضلون بيعها على الاحتفاظ بها، وبالتالي فهم يؤكدون ان بعض الزبائن سارعوا الى شراء شجرة العيد وزينتها لانه عيد لا يمكن ان يتخلوا عنه وهو عيد مبارك وتحتفل فيه الطوائف المسيحية مهما اشتدت عليهم الصعاب خصوصا انه في هذه المناسبات تكثر الاماني والصلوات من اجل عودة السلام الى وطنهم لبنان وهو عيد الاطفال بامتياز وينتظرونه بصبر نافد لانه عيد الهدايا التي تقدم لهم في هذه المناسبة.
وسيعمد عدد من البلديات ومنها بلدية جبيل الى وضع شجرة الميلاد في ساحة جبيل كما جرت العادة سنويا كما سيتم تزيين الشوارع لان المناسبة دينية وليست احتفالية وهذه البلديات ستراعي الظروف الصعبة التي تمر بها البلد واستمرار الحرب على لبنان.
واذا كان عيد الميلاد هو عيد المحبة والسلام حيث تكون اغلبية الاحتفالات دينية ومنزلية فماذا عن عيد نهاية السنة ؟
يبدو انه لغاية الان لم يعلن اي مطعم عن برنامجه او احتفالاته وكل المطربين الذين كانوا يغنون بمثل هذه المناسبات انتقلوا الى الخارج واتفقوا على الغناء بعيدا عن لبنان، لكن من الممكن ان تقام سهرات في الاماكن البعيدة عن القصف والقتال.
حتى ان رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الاشقر يقول:
ان الكلام على حرب طويلة كما هو متوقع، ونتيجة لهذا العامل المستجد فالتفكير في موسم الأعياد ونهاية العام هو مستبعد في الوقت الراهن في فترة الموت والدمار والهدم الذي يعيشه البلد يوماً بعد يوم وعلاج هذا الموضوع على ما يبدو أمر بعيد المنال.
اما رئيس جمعية تجار جونيه وكسروان الفتوح سامي عيراني فيؤكد ان الجمعية ستقيم زينة الميلاد بالتعاون مع بلدية جونيه كما اعتادت في كل سنة لانه عيد يحتفل فيه الصغار قبل الكبار ولم نقدم على الغاء الاحتفالات طوال السنوات الماضية
واضاف عيراني :ولكن تحسسا مع الظروف الامنية والاقتصادية التي تشهدها البلاد فان التجار في جونيه يعمدون الى تخفض الاسعار اولا لرفع نسبة المبيعات في هذه الاعياد وثانيا كي نتمكن من بيع الموجود لدينا قب محلاتنا ومستودعاتنا.
وينهي عيراني حديثه بالقول اننا بانتظار المفاوضات الجارية حيث نأمل ان يتوقف اطلاق النار ويتمكن النازحون من العودة الى منازلهم وقراهم ويحتفل اللبنانيون بالاعياد.
على اي حال التجار يتابعون اليوم المفاوضات الجارية وكلهم امل ان تتوقف الة الحرب والدمار لكي يحتفل الجميع بالاعياد ولة كانت الظروف مأسوية.