16 ألف نازح «بين أهلهم»: «توأمة» بين طريق الجديدة والضاحية
وكأنّ أهالي طريق الجديدة «تكاثروا» هكذا فجأة، بين ليلة وضحاها. زحمتها زادت زحمةً إضافيّة، كما زادت أضعافاً الموتوسيكلات التي تجوب الأحياء الضيّقة مع السير وعكسه، وكذلك الباعة المتجوّلون في أحياء المنطقة. في أرض جلول كما في شارع كاراج درويش، وفي غيرهما من شوارع المنطقة التي تعلو جدرانها وفوق أزقتها صور الرئيس سعد الحريري، يندر أن تجد محلاً تجاريّاً غير «مفوّل».
هكذا، أنعش النّازحون طريق الجديدة، بحسب ما يؤكّد أكثر من صاحب محل، وإن كانت «الزحمة فيها صارت غير مقبولة». إذ تضم المنطقة 21 مركز إيواء يتوزع فيها نحو 16 ألف نازح، وهو رقم يتحرك يومياً، إضافةً إلى كثيرين نزلوا ضيوفاً لدى أقارب وأصدقاء.
فوْر توسّع الاعتداءات الإسرائيلية، لم يفكّر بعض النّازحين من الضاحية الجنوبيّة مرتين قبل التوجّه إلى المنطقة الواقعة على بُعد حجر من الضاحية، التي تُشبهها إلى حد التطابق – بل قل «توأمها» – بحركتها التجاريّة و«عجقتها» وتلاصق مبانيها وطيبة أبنائها. لذلك، «اندمج» فيها النّازحون سريعاً. هنا، كما في الضاحية، يستيقظون صباحاً على ضجيج الأسواق وأصوات بائعي الخُضر، وينامون ليلاً مع صخب الشبّان الذين يسهرون برفقة «أراغيلهم» على أرصفة الشوارع.
يستيقظ «أبو سليم» باكراً ويتوجّه من المدرسة التي نزح إليها إلى أحد المقاهي القريبة، يقول: «في الأيام الـ 40 التي مضت، صار لي الكثير من الأصدقاء، يُعاملونني كما لو أنني صديقاً منذ سنوات».
«ليسوا ضيوفاً»
داخل مدرستَي طريق الجديدة الأولى والثالثة في منطقة قصقص، يلعب الأطفال النّازحون وأبناء المنطقة بالورق، فيما تتحلّق نسوة في زاوية الملعب في جلسة «أراغيل».
«كأنّنا في منازلنا»، تقول إحداهن. وهو أيضاً ما يؤكده المسؤول عن المركز ومسؤول الشؤون الاجتماعيّة في «جمعيّة بيروت للتنمية الاجتماعيّة»، قاسم قصّار. يؤكّد «أنّنا نعمل ليل نهار لتلبية مستلزمات النّازحين من حاجات أوليّة أو ثانويّة، وهنا لا نقول كلمة ضيف، بل واجباتنا أن نُشعرهم كما لو أنّهم لم يخرجوا من منازلهم، وهذه أولى توصيات رئيس الجمعيّة أحمد هاشميّة».
ما يشير إليه قصّار يُمكن رؤيته داخل المراكز التي يتوزّع عليها عشرات المتطوّعين الذين لا يكتفون بإعداد الوجبات السريعة، بل «يتفنّنون» في تقديمها، فمرّة تكون الترويقة الجماعيّة (فول وحمّص وفتّة) على طاولات موزّعة في باحة الملعب، ومرّة أخرى مناقيش على الصّاج يتساعد الجميع في إعدادها.
«جمعيّة بيروت للتنمية الاجتماعيّة» تبدأ مشروع تدفئة غرف مراكز الإيواء
«صاروا بالنسبة إلينا أهلاً وأصدقاء، نطمئن عليهم ويطمئنون علينا»، يقول أحد المتطوّعين. هذه العلاقة تظهر أكثر عندما وصل تهديد إلى أحد المباني القريبة من المركز؛ حينها ترك قصّار عمله وجاء ليجلس بين النّازحين، مردّداً: «اللي بصير عليّي بصير عليكم». يؤكد قصّار أنه لم يكن يجامل، فهم «فعلاً أهلنا، وفي الأصل انفضّ الخلاف السياسي. كلّنا على دينٍ واحد، وبيننا وبينهم وطن وعيش مشترك»، لافتاً إلى أنّ «أبناء الضاحية قصدوا طريق الجديدة عندما بدأت الحرب، ما يدلّ على عمق العلاقة بيننا».
وعن التجهيزات، يؤكّد أنّ «بيروت للتنمية» تتكفّل بالمساهمة في توفير معظم حاجات مراكز طريق الجديدة من غذاء وفرش وحرامات وشراشف وتجهيز المراكز بسخانات المياه والغاز والبرادات والمازوت للمولّدات، إضافةً إلى تأمين الطبابة والمساعدات الطبيّة والأدوية، لافتاً إلى أنّ الجمعية ستبدأ في اليومين المقبلين مشروع تركيب أنظمة تدفئة لجميع الغرف داخل مراكز طريق الجديدة، مع توزيع مزيد من الحرامات مع اقتراب موسم الشتاء».
ضخامة المساعدات التي تقدّمها «بيروت للتنمية» تُقابلها هزالة في التقديمات الرسميّة، إذ يشير قصّار إلى «أنّنا تسلّمنا فقط من الهيئة الُعليا للإغاثة 40 فرشة و250 شرشفاً»!
«أبو شوقي» على «المربض»
«بيروت للتنمية» ليست وحدها في طريق الجديدة، بعدما انخرطت معظم جمعيّات المنطقة في عمليّات الإغاثة. «رابطة أبناء بيروت» واحدة منها، وهي التي صارت جزءاً من هويّة «البيارتة»، ومنها انطلق الكثير من الوجوه الاجتماعيّة والسياسيّة، وارتبط اسمها بمقاومة العدو الإسرائيلي وبالفصائل الفلسطينيّة وبـ«حركة المرابطون».
ولـ«الرابطة» ابنها البيروتي، ابراهيم كلش، الذي لم يتعب منذ حصار بيروت. يقف «أبو شوقي» على «مربض المُساعدات»، مُحاولاً تأمينها وتوزيعها على المراكز، بالتعاون مع مجموعات من شبّان طريق الجديدة، تسلّمت كلّ منها مركزاً، وتوزّعوا على 5 مدارس، من بينها مدرسة عمر حمد المُخصصة لأهالي العسكريين.
إلى جانب المُساعدات الغذائيّة والتجهيزات، تبحث «الرابطة» في كيفيّة إنجاح النشاطات الترفيهيّة، سواء تلك المخصّصة بالأطفال أو حتّى للأهالي، بعدما أقيم أخيراً نشاط لقص وتصفيف شعر النّازحات والأطفال، ونشاط آخر تضمن استئجار دراجات هوائيّة ووضعها بتصرّف الأطفال في المراكز ليومٍ كامل.
يؤكّد كلش أنّ «العمل جارٍ لبدء التجهيزات الشتويّة في المراكز وإطلاق مشروع يتعلق بالرعاية النفسية بالتعاون مع أطباء ومرشدين اجتماعيين وتوفير حقائب مدرسية وقصص أطفال وبرامج تفاعلية، حتّى لا يشعر الطّفل النّازح بأنّه محروم من مدرسته، فيما معظم أبناء المنطقة يتوجّهون إلى مدرستهم كلّ صباح»، مضيفاً: «لا نريد أن يشعروا بأنّهم على هامش الوطن، وكلّ ما نفعله من أجل التأكيد على التكاتف والتضامن».
وكما يشغل همّ النّازحين بال كلش، يشغله أيضاً همّ «البيارتة» من العائلات المضيفة التي باتت بحاجة إلى مساعدة، «لذلك سنقوم بتحرّك عبر ائتلاف 20 جمعيّة بيروتيّة نحو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأسبوع المقبل، لإيجاد سبل للتعاون»، مشيراً إلى «برنامج شامل» يعدّه رئيس بلديّة بيروت السابق بلال حمد في هذا الإطار.
جمعيات بيروتية على الأرض
ما إن شرّعت بيروت أبوابها أمام القادمين من الجنوب والبقاع، ومن ضاحيتها الجنوبية، حتّى «شمّرت» جمعيّات بيروتيّة عدة عن سواعدها لتوفير المُستلزمات الأساسيّة لهم. جمعيّات عدة من صلب العاصمة ونسيجها، بعضها أُسّس إبّان الحرب الأهليّة، والقسم الأكبر منها أُنشئ بعد الأزمة الاقتصاديّة لمُساعدة «البيارتة» الذين خسروا ودائعهم في المصارف، سارعت إلى مدّ يد العون لأكثر من 155 ألف نازح استقبلتهم العاصمة بحسب المنظّمة الدوليّة للهجرة، فيما يقدّر العاملون على الأرض الرقم بأكثر من ذلك، في ظلّ وجود العدد الأكبر من العائلات في بيوت مضيفين من أصدقاء وأقارب، إضافةً إلى شقق مستأجرة، من دون أن يتم تسجيلهم في القيود الرسميّة.
كلّ ذلك، أدّى إلى ضغطٍ كبير على جمعيّات بمعظمها صغيرة نسبياً، فلجأ المسؤولون عنها إلى إيجاد صيغ تعاون في ما بينهم، لتوزيع المتطوّعين على المدارس وتوزُّع المُساعدات في ما بينها. ويتّكل معظم هؤلاء على دوائر علاقاتهم الشخصيّة لتأمين المستلزمات، مع شحّ المساعدات الخارجية. هكذا، مثلاً، تأتي مُساعدات من الخارج باسم أحد أبناء بيروت، عبد اللطيف عيتاني، ليضعها في تصرّف الجمعيّات، ويحوّل رجال أعمال لبنانيون من الخارج أموالاً إلى «رابطة أبناء بيروت» لمساعدة النازحين.
تطول لائحة المانحين الذين يوفّرون مساعدات عينيّة وماليّة، بناءً على شبكة العلاقات التي تمتلكها الجمعيّات والمسؤولون عنها. فيما القسم الأكبر من المتطوّعين هم الشبّان الذين تسلّموا مهام التوزيع والنقل وحتّى التواصل مع العائلات داخل المراكز. وهو ما تمكن مُلاحظته داخل مراكز الإيواء في بيروت، حيث تحوّل شبّان كثر من «ضيوف دائمين» في مقاهي الأحياء البيروتيّة إلى عاملين في الإغاثة، من دون التوقف عند الخلافات السياسيّة والاختلافات المذهبيّة. يقول سامر، أحد هؤلاء: «أشعر بكثير من الرضى، وصار لديّ أصدقاء من الجنوب والضاحية».
«بيروت للتنمية»
تُعد المُساعدات المقدّمة من قبل «بيروت للتنمية الاجتماعية» الأضخم، بعدما تسلّمت مهمّة تجهيز وتوزيع مساعدات على نحو 34 مركزاً موزّعة بين بيروت (20 مركزاً) وإقليم الخروب (14) تضمّ أكثر من 11 ألف شخص، إضافةً إلى تأمين النواقص في عدد من المراكز الأخرى والتعاون مع جمعيّات أخرى لتأمين مستلزمات تحتاج إليها.
يُعدّد نائب رئيس الجمعيّة، هاشم عيتاني، المُساعدات التي تم تقديمها منذ بدء الحرب الإسرائيليّة على لبنان، وتتضمن مستلزمات أساسية (كاللحف والشراشف والوسائد ومواد التنظيف والتعقيم)، ومساعدات غذائية (وجبات ساخنة ومؤن غذائية وربطات خبز وغاز وبرادات…)، إضافةً إلى مستلزمات الأطفال والتجهيزات (تجهيز الحمامات والتدفئة وسخانات مياه ومياه ومازوت)، إضافة إلى الأحذية والألبسة والأدوية. ووزّعت الجمعيّة أكثر من 850 ألف وجبة ساخنة ونحو 7500 حصّة غذائيّة، وأكثر من 5 آلاف علبة حليب ومثلها من الحفاضات وحصص التنظيف.. إضافةً إلى تأمين الفحوصات الطبية لمئات الأشخاص ووضع عيادتين متنقّلتين بالتعاون مع «الجامعة الدولية الأميركية» في خدمة النازحين.
يؤكد عيتاني أنّ تأمين هذه المُساعدات تمّ «من خلال جهود الأعضاء وليس عبر جهات مانحة»، مشدّداً على أن «لا اختلاف في الأزمات. ونحن نقوم بواجباتنا تجاه إخوتنا وأهلنا، خصوصاً أنّ الجمعيّة تعمل في الأعمال الخيريّة في جميع الظروف وجميع المواسم، ولطالما وضعت السياسة خارج حساباتها».
«مؤسسة بدر»
الأمر نفسه ينطبق على «مؤسسة بدر» التي يرأسها النائب نبيل بدر التي تعمل في توفير المُساعدات للعائلات النّازحة مباشرة، إضافة إلى مُساعدة الجمعيّات البيروتيّة الصغيرة وتلبية النازحين الذين يقصدون مقرّاتها وتجهيز عدد من المراكز الأُخرى بالتجهيزات الأساسيّة كالغسالات وبرادات المياه والغاز ووجبات الطّعام السّاخنة.
وتوضح مسؤولة الخدمات والمساعدات في المؤسسة، ياسمينة الحكيم، أن الجمعية تسلّمت 4 مدارس تستضيف أكثر من 1100 نازح، وتُعنى في تزويدها بكلّ التجهيزات واللوازم من مواد غذائيّة (حصص و3 وجبات أساسيّة)، أدوات كهربائية (برادات مياه وغسالات وغاز للطبخ…) وأدوات أساسيّة (فرش ووسائد وحرامات وسجادات وثياب) والمياه والمازوت. كما وزّعت الجمعيّة «personal sets» تتضمّن لوازم شخصية من فرشاة أسنان ومناشف وشامبو وصابون.
وتشير الحكيم إلى تقديم الرعاية الصحيّة الدوريّة لبعض الحالات الخاصّة كالنساء الحوامل والعُجّز، إضافةً إلى إقامة أنشطة ترفيهية دورية للأطفال مع تقديم الرعاية النفسيّة بالتعاون مع اختصاصيين نفسيين. وبالتّعاون مع نقابة أصحاب المراكز البصريّة، قدّمت المؤسسة فحوصات طبيّة مجانيّة للنظر للنازحين من كل الأعمار وأمّنت نظارات لمن يحتاجون إليها. كذلك يشمل عمل المؤسسة بعض مراكز الإيواء في برجا والسعديات وعرمون، إضافةً إلى تأمين مسلتزمات عدد من العائلات الموجودة في المنازل. كما تعمل بالتنسيق مع السفارة العراقيّة لتوفير حاجات النازحين العراقيين في «مدرسة عمر الزعني الرسمية» التي خُصّصت لهم. وتستقبل المدرسة نحو 60 شخصاً، ويتحرّك هذا العدد يومياً لأنّ المركز يُعد مقراً مؤقّتاً لهؤلاء قبل أن تؤمّن السفارة ترحيلهم إلى بلادهم. وتشدّد الحكيم على أنّه باستثناء بعض المبادرات الفردية من أهالي بيروت، لم تستقبل المؤسسة أي مُساعدة مالية من أي جهة محليّة أو خارجيّة.
«بادر»
تُعد «جمعيّة بادر» أصغر الجمعيّات «سناً»، بعدما أُنشئت قبل نحو عامين، إلا أنّها سريعاً ملأت فراغاً في العاصمة وتركت بصمتها، إذ تضم هيئتها الإداريّة كفاءات متنوّعة، وأجيالاً مختلفة، الغلبة فيها لفئة الشباب.
فقد سارعت الجمعية إلى تأمين مراكز إيواء أو شقق لدى مضيفين، قبل أن تنخرط في عمليّة تأمين المُساعدات العينيّة، بحسب ما يقول رئيس الجمعيّة هشام طبّارة، مشيراً إلى أنّ «هذا العمل أكبر من قدرتنا، ومع ذلك يتركّز عملنا حالياً على توفير المساعدات العينيّة والغذائيّة وتأمين الدّواء للنازحين وللعائلات البيروتيّة أيضاً».
ويتحدّث طبّارة، الذي يُعد ضمن فريق عمل منسّق لجنة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين، عن شبكة علاقات «بادر» مع عددٍ من الشخصيّات التي تزوّد الجمعيّة بالأدوية والمساعدات الغذائيّة وأدوات التنظيف والتعقيم. كما يُساهم المنضوون في «بادر» في عمليّات التوزيع على مراكز الإيواء، بعدما صارت مهمّة البعض تتركّز في المراكز الواقعة في منطقة عائشة بكّار ومحيطها. وتحدّث طبّارة عن الأنشطة التي قامت بها اللجنة الثقافية في الجمعيّة داخل «مدرسة الزهراء» في عائشة بكّار، «والتي تضمّ العديد من الأطفال الذين يحتاجون إلى الرعاية والترفيه، ولذلك نظّمنا العديد من الأنشطة الهادفة، إضافةً إلى انطلاق العمل في مسألة الدّعم النفسي لهؤلاء بالتعاون مع اختصاصيين من الجمعية».
«اتحاد العائلات» و«الفتوّة»
وإلى جانب الجمعيّات، يبقى لـ«اتحاد جمعيّات العائلات البيروتيّة» حصّتها من تأمين المُساعدات ولو «باللحم الحي»، وفق ما يؤكّد مسؤول لجنة الكوارث عضو الهيئة الإداريّة في «الاتحاد»، الأستاذ الجامعي محمّد بالوظة، مشيراً إلى «أنّنا نعمل ما بوسعنا لتأمين بعض مسلتزمات النّازحين في مراكز الإيواء أو لدى العائلات البيروتية المستضيفة، والتركيز على توفير الأدوية والرعاية الصحيّة بالتّعاون مع الجمعيات البيروتيّة».
كذلك تهتم «جمعيّة الفتوة الإسلاميّة» بنحو 170 شخصاً في «مدرسة الإخاء الوطنيّة» في كركول الدروز، إضافةً إلى أكثر من 35 شخصاً يأتون يومياً لتمضية اليوم من دون منامة داخل المركز مع توفير مستلزماتهم، وفق ما يؤكد رئيس الجمعيّة عضو «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» الشيخ زياد الصاحب، مشيراً إلى أن 76 متطوّعاً يعملون في تأمين المستلزمات إضافةً إلى تنظيم الأنشطة الترفيهيّة الدوريّة لأكثر من 70 طفلاً يقيمون في المدرسة. ويشمل عمل «الفتوّة» توفير المساعدات لأكثر من 90 عائلة نازحة في منازل أعضاء الجمعيّة، كما تعمل على تأمين المُساعدات للنازحين عبر المساهمات التي تصل إلى حسابها.
«المقاصد» «من خارج الصندوق»
تعمل جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة على أزمة النزوح، «من خارج الصّندوق»، إذ عمدت إلى تجهيز المراكز التّابعة لها لاستقبال العائلات في «مدرسة عثمان بن عفّان» و«مدرسة علي بن أبي طالب» و«مدرسة أبو بكر الصدّيق» و«جامعة المقاصد».
ويشرف قادة مفوّضية بيروت في «جمعيّة كشافة المقاصد الإسلاميّة» على هذه المراكز لتوفير احتياجاتها، فيما أطلقت «كشّافة المقاصد» قبل يومين حملة للدعم التربوي والنفسي في مراكز الإيواء التابعة لها، بمُشاركة كشاف لبنان والمنظمة العربيّة الكشفيّة، على أن يتم تقديم برامج دعم نفسي للأهالي وإقامة نشاطات ترفيهيّة وتعليميّة للأطفال ودعمهم نفسياً، إضافةً إلى بدء تدريس الأطفال النّازحين كلّ المواد وبحسب الفئات العمريّة، على أن يقوم متطوّعو «المقاصد» بتأمين ما تتطلّبه عمليّة التعليم، بحسب ما قالت مسؤولة لجنة إدارة عمليّات طوارئ «المقاصد» ونائبة رئيس جمعيّة «كشافة المقاصد» ومسؤولة لجنة إدارة الكوارث فائزة قنبر.
فعلياً، استنفرت غالبية المؤسسات التّابعة لـ«المقاصد» في ملف النزوح، بما فيها «ورد المقاصد» التي تُعنى بتمكين المرأة، والتي يقوم مسؤولوها حالياً بتقديم الوجبات الساخنة للنّازحين في مدارس «المقاصد»، وحتى في المدارس الأُخرى.