لم تأتِ إجراءات رفع الدعم عن الأدوية والمحروقات في لبنان من فراغ، بل هي تدلّ إلى أن الموجودات من العملات الأجنبية باتت متدهورة.
وفي ظل الأزمة القائمة، يبقى لزاماً على اللبنانيين الحفاظ على الدولارات في بلدهم نظراً إلى الحاجة الماسة إلى العملة الصعبة من أجل استقرار الاقتصاد. وفعلياً، فإن هذه النظرية لم تكن قائمة وسائدة بشكل مُطلق لدى الكثيرين، وما تبيّن هو أن هناك عوامل عديدة ساهمت في إخراج الدولار من لبنان من دون دخول أي مقابل إليه.
في السابق، كان اللبناني يحتاج إلى أكثر من 3 آلاف دولار للاستمتاع بإجازته في أي دولة، وهذه الأموال كانت تخرج من لبنان.
إلا أنه في ظل هذه الأزمة، فقد تبين أن هذا الرقم تناقص كثيراً حالياً، ويقول شمس الدين أن “الأموال التي أنفقها المواطنون على السفر خلال العام الجاري تقدر بأقل من 50 مليون دولار”، ما يعني أن المبالغ المنفقة على السفر تراجعت بنحو 650 مليون دولار بين الـ2018 و 2021.
ومن بين الأسباب التي أدت إلى هذا الأمر: إحجام اللبنانيين على السفر بسبب الضائقة الاقتصادية، وارتفاع سعر الدولار، وقيود فيروس كورونا. وعملياً، فإن كل هذه الأمور ساهمت في تراجع السفر، وأيضاً عملت على تخفيض الطلب على الدولار المخصص للسفر بعدما كان هذا الأمر مرتفعاً في السابق.