منذ السبت وإنترنت أوجيرو مقطوع عن بلدة كفرجوز وجزء من بلدة حبوش، هذه المرّة ليس بسبب إضراب عمال أوجيرو المعلّق حالياً، إنما بسبب قطع بلدية النبطية الإشتراك عن محطة الإنترنت الخاصة بالبلدة، التي تزوّد قرابة ألف مشترك بالخدمة، وتتغذّى بالكهرباء من اشتراك بلدية النبطية. وتأتي خطوة البلدية بعد تأخر أوجيرو عن دفع الفاتورة الشهرية للإشتراك، ما أدّى الى عزلة كفرجوز وقسم من حبوش عن العالم الإفتراضي، وتعطل أعمال العديد من المصالح والمهن والتجار.
عتب كبير يسجّله أهالي كفرجوز على بلدية النبطية، ويعتبرونها سبب حرمانهم من خدمة الإنترنت.
هي المرة الثالثة التي تقدم فيها البلدية على قطع الإشتراك عن محطة الإنترنت التي بنيت على أرض قدّمتها البلدية نفسها هبة، وكانت تزوّدها بالكهرباء مجاناً طيلة السنوات الماضية، الى أن قررت قبل أربعة أشهر البدء بتقاضي ثمنها بحسب ما تشير مصادر في أوجيرو معتبرة خطوة البلدية استفزازية لأنها تقطع الخدمة العامة عن الناس. ووفق المصادر فإن «أوجيرو لا تتقاعس عن الدفع ولكنّ تحصيل الفاتورة يتطلّب بعض الوقت بسبب الروتين الإداري»، ولا تخفي المحاولات العديدة التي بذلت لتراجع بلدية النبطية بشخص رئيسها الدكتور أحمد كحيل عن قراره، ولكن من دون جدوى». وتؤكد المصادر أن كحيل «يحاول الضغط على أوجيرو عبر الناس للدفع، رغم أنها تدفع منذ ثلاثة أشهر وإن تأخر الأمر بضعة أيام». وتعيد المصادر سبب تأخر دفع فاتورة الإشتراك الى إضراب عمال أوجيرو» وأن ما يحتاجونه اليوم بضعة أيام لاستيفاء الفاتورة، وكان الأجدى برئيس البلدية مراعاة هذه الظروف لا أن يقدم على خطوة تحرم الأهالي من الخدمة العامة، وقد عمد أيضاً الشهر الماضي الى قطع الإشتراك بسبب تأخر الدفع واضطررنا الى دفع قسم عبر أحد الموظفين والقسم الآخر عبر أحد أعضاء البلدية، واليوم أعيدت الكرّة».
من جهته، أكّد رئيس البلدية لـ»نداء الوطن» أن أوجيرو لا تدفع «ونحن نتحمّلهم كثيراً والبلدية لا يمكنها حمل الدولة» وقال: «أقدر على حمل الناس الفقراء ولكن لا يمكنني حمل مؤسسات الدولة».
ولا ينكر كحيل أنه قطع الكهرباء لعدم تسديد الفاتورة، عازياً السبب الى المازوت وارتفاع أثمانه، «فالشركات تطلب تسديد الفاتورة قبل التسليم»، لافتاً الى أنه «طلب في حال تأخر الدفع ان تحوّل الفاتورة على الدولار، للحفاظ على استمراريّة المولّدات»، وأوضح «أن في النبطية عدة مراكز حكومية للدولة ولكنّها تدفع بانتظام، لماذا أوجيرو تتأخر رغم أنها تجبي الأموال من المواطنين؟».
بين تأخر دفع فاتورة اشتراك أوجيرو، وخطوة البلدية «طار الإنترنت» عن كفرجوز وحبوش، فصراع المؤسسات انعكس على المواطن نفسه، الذي كان ولا يزال يعتبر الإنترنت متنفسه من فوضى الأزمات المعيشية، وإذ بآخر نفس «مقطوع».
على ما يبدو إن الصراع الدائر بين بلدية النبطية وأوجيرو قد ينسحب على الكثير من الدوائر في المدى المنظور، مع اشتداد وتيرة الأزمات، فالبلديات لن تتحمّل الدولة ولن تكون بديلاً عنها، الدولة نفسها التي ألحقت الأذى بكل القطاعات، وتركت البلديات مشلولة كلياً عاجزة حتى عن جمع النفايات، كما تركت المؤسسات تتخبّط بأزمة المازوت وفقدان الحياة داخلها، ولعلّ أوجيرو أول الغيث في خطوة انهيار المؤسّسات. فهل سيفكّ أسر الإنترنت قريباً أم ستشعل فاتورة الإشتراك الصراع أكثر؟
نداء الوطن