الأحد, نوفمبر 24, 2024
الرئيسيةأبرز الأخبارالتلويح بالحرب: “الاحتمال الأبعد” أم “الوارد”؟

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

التلويح بالحرب: “الاحتمال الأبعد” أم “الوارد”؟

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

لا ينحسر التلويح بنشوب حرب ضروس بين “حزب الله” وإسرائيل على وقع تصريحات متوازية، من دون الوصول إلى مؤشرات مواجهة فعلية حتى الساعة. وبات يعتبر الرقص فوق وتيرة المواقف المنذرة بالحرب رغم غياب أصداء قرع طبولها، فعلاً اعتياديّاً يعكسه الاحتدام الخطابي المتصاعد مع مرور الوقت. ولا تزال أوساط لبنانية مطّلعة على التطوّرات الجديدة لمسار المفاوضات في شأن الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، تقلّل من فرضية اندلاع حرب مماثلة استناداً إلى جملة معطيات. أوّلها، التقدّم الذي يسلكه ملفّ الترسيم تباعاً بحسب المعلومات، وإن بوتيرة بطيئة؛ علماً أنّ ثمة من يعبّر عن أسباب بأبعاد سياسية خاصة بالبلدين، قد تجعل المسألة مرتبطة بالبحث عن توقيت مناسب لإعلان الاتفاق الذي أضحى على مقربة من خواتيمه الإيجابية. وبمعنى أوضح، يشيرون إلى أنّ أسباباً متعلقة بالجهات الداخلية على مستوى لبنان وإسرائيل التي يمكن أن تقطف ثمرة التوافق المنتظر ليست خارجة عن سياق التمهّل على الجهتين. وهنا، يتمثل التساؤل الأول المطروح في المجالس السياسية باستفهامات حول ما إذا كان الترسيم سيتبلور قبل الانتخابات الإسرائيلية أو بعدها؛ كما قبل نهاية العهد الرئاسيّ اللبنانيّ أو بعد تشرين الأول المقبل.

وعملياً، لا مؤشرات جدّيّة يُرتكز عليها حول التحضير للحرب على المقلب اللبنانيّ. وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط توجه بأسئلة من وحي هذا الموضوع إلى موفد “حزب الله” الذي زاره قبل أسابيع في كليمنصو. وتشير معطيات “النهار” إلى أنّ جنبلاط لم يتلقَّ أجوبة واضحة أو محدّدة حول أسئلته التي أبرقها حول “احتمال الحرب” كمصطلح لا معيار حسيًّا أو فعليًّا له حتى الآن، لكنّ رئيس التقدمي حصل في المقابل على مقاربة إيجابية حول الرهان على التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي رغم بعض التحفّظات؛ وهذا من شأنه تغليب “الحلّ الاقتصادي” على الاحتكام إلى لغة نزاعية لدى الملوّحين لبنانياً بإمكان نشوب الحرب أنفسهم، كخيار ليس قريبًا أو محسوسًا حتى اللحظة. ولا يغفل مراقبون الإشارة إلى أن موضوع الترسيم غير محصور بلبنان وإسرائيل فحسب، بل هو بمثابة “معطى دولي” أوسع وأشمل بأهداف تدخل في إطار تأمين الغاز الذي يشهد حاجة عالمية مرتفعة.

وفي سياق آخر، يضعف وضع الأرض لبنانياً معنى “الجهوزية للحرب”، وهو سؤال يبرز بقوة على لسان نائب سيادي: “هل لبنان جاهز للحرب فعلاً، في وقت يواجه العسكري صعوبات في الوصول إلى مكان خدمته نتيجة الظرف الاقتصادي؟ وأيّ جهات ستتولّى إعادة الإعمار راهناً بعدما اضمحلت علاقات لبنان العربية نتيجة ممارسات “حزب الله” وتدخله الإقليمي؟”. وهناك تفسيرات تربط لغة التلويح بالحرب من جانبي إسرائيل و”حزب الله” بالتوجّه الخطابي إلى الجمهور الداخلي، خصوصاً لجهة تصعيد الأمين العام لـ”الحزب” السيد حسن نصرالله، الذي ثمّة من يقرأ فيه محاولة ضخّ بعض المعنويّات على نطاق البيئة المؤيّدة وسط الأزمات الاقتصادية والمعيشية العميقة. وهنا، تتعرّض مواقف نصرالله لانتقادات القوى السيادية اللبنانية لناحية اختزاله الأزمة والاضاءة على “ثروة بحرية”، علماً أنّ بدء استفادة لبنان يحتاج إلى تأكيد وجودها وإخراجها من “الحقل الافتراضيّ” للتوقّعات كمرحلة أولى، وإلى ما لا يقلّ عن سبع سنوات لاستخراجها إذا تأكّد توفّرها كمرحلة ثانية.

خطابيّاً، يستمرّ التلويح براية الحرب في اتّخاذ المنحى التصاعديّ في المؤشر الكلامي المتقابل بين “حزب الله” وإسرائيل. وكان نصرالله حذّر في 13 تموز الماضي من “اندلاع حرب، حال لم يحصل لبنان على حقّه بالغاز والنفط من البحر المتوسط”. ثم ارتفع سقف موقفه في 25 تموز، عندما أشار في حديث تلفزيوني إلى أنّه إذا “وقعت الحرب بين لبنان وإسرائيل ليس بالضرورة أن تبقى بينهما، فدخول قوى أخرى فيها احتمال وارد وقويّ جدّاً”. وصعّد الأمين العام لـ”حزب الله” هجومه الخطابي في 31 تموز، مشيراً إلى “أنّنا وضعنا أنفسنا أمام خيارين، إمّا حلّ الأمور بإيجابية لمصلحة لبنان أو الذهاب إلى حرب، واتخذنا هذا القرار”. وتوعّد بالردّ على أيّ هجوم إسرائيلي في 9 آب، قائلاً: “في الأيام القليلة الماضية سمعنا تصريحات وتهديدات تجاه لبنان، وهنا حسابنا معكم حساب آخر، وما حرب تموز ببعيدة”.

وفي الموازاة، كان رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي أعلن في كلمة ألقاها خلال “المؤتمر الوطني للجبهة الداخلية” في 12 حزيران الماضي، عن “تحديد آلاف الأهداف بينها منظومة الصواريخ والقذائف والراجمات التي ستضرب في حال نشوب حرب مع لبنان”. ثمّ هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، بـ “إعادة اجتياح لبنان وتكبيد “حزب الله” ثمناً باهظاً بأيّ عملية عسكرية محتملة ستكون قوية ودقيقة”، وفقاً لما تضمّنته تغريداته عبر التويتر. وفي 22 آب الماضي، قال غانتس في حديث إذاعي ردّاً على سؤال حول احتمال نشوب حرب، إذا شنّ “حزب الله” هجوماً على حقل غاز إسرائيلي: “قد يؤدّي ذلك إلى قتال لأيّام عدّة وإلى حملة عسكرية. نحن أقوياء ومستعدون لهذا السيناريو لكنّنا لا نريد ذلك”. كذلك، رصدت أعلى المؤشرات في وثيقة عسكرية أعدّتها القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، قبل أيام، معبّرة عن “احتمال معقول لنشوب مواجهة مع “حزب الله”، بالتزامن مع تصاعد حدّة التوتر حول الحدود البحرية”. فهل سترتفع حدّة المواقف المتقابلة بشكل أكبر في الأسابيع المقبلة؟ وماذا يمكن أن تحمل معها؟

المصدر : النهار

Ads Here

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة