تواصل الأزمتان المالية والإقتصادية بالتفاقم لترمي بالمزيد من أثقالها على المواطنين الذين يعانون من غلاء الأسعار في مختلف المواد الأساسية التي يحتاجونها في يومياتهم، كأسعار المواد الغذائية، وغيرها من المواد، ما يؤثّر أكثر عل قدرات اللبنانيين الشرائية التي تراجعت مقارنةً بالعام 2018، أي ما قبل اندلاع الأزمة، فكيف أصبحت نسب إستهلاك المحروقات؟!
تشير المعلومات، إلى أنَّ استهلاك مادة البنزين إنخفض بنسبة 45% مقارنة بنسبته في مرحلة ما قبل الأزمة، بينما انخفضت نسبة إستهلاك المازوت ب % 30، وذلك بنتيجة الأزمة التي حدّدت الأولويات لدى اللبنانيين وضيّقتها، علماً أن ألواح الطاقة الشمسية، لعبت دوراً كبيراً في تراجع نسبة استهلاك المازوت، بسبب إنتقال المواطنين، وخصوصاً في المناطق الداخلية، إلى تركيب هذه الألواح بهدف التخلّي عن الإشتراكات في المولدات لتخفيف المصاريف التي ترتفع شهراً بعد شهر بسبب انهيار الليرة مقابل الدولار.
وتلفت المعلومات، إلى أن إقفال بعض المعامل والمصانع أبوابها بسبب عدم قدرتها على الإستمرار بسبب الأوضاع المالية الصعبة، وكذلك، تخفيض المولدات من ساعات التغذية الكهربائية وجمود العمل في لبنان، قد أثّر على نسبة الطلب والإستهلاك على المحروقات، ولا سيما مادة المازوت.
ورغم مشهد الإزدحام على الطرقات، إلاّ أن نسبة استهلاك مادة البنزين تراجعت بنسبة 45%، فازدحام السير في بعض الطرقات لا يشكّل دليلاً على أن اللبنانيين يستهلكون البنزين بالوتيرة نفسها في مرحلة ما قبل الأزمة.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر موزّعي المحروقات أنَ هذه النسب ستستمر بالإنخفاض، والأزمات ستتفاقم أكثر فأكثر مع استمرار ارتفاع أسعار المحروقات، التي لن يكون لها أي سقف إن لم يتحدّد مستوى معيّن لارتفاع سعر صرف الدولار”.
وترى أنه “من غير المعقول اليوم، أن مادةً أساسية كالمازوت يتم استخدامها واستهلاكها للزراعة وللتدفئة وللصناعة، يرتفع سعرها بشكلٍ يومي، ولذا، يجب وضع حدّ لارتفاعها وإيجاد الحلول”.