أزمات الرواتب والضرائب ترحّل إلى 2023!

شهد العام 2022 عشرات الإضرابات والاعتصامات والتحركات المطلبية، حتى انه يكاد يوصف بـ”عام الإضرابات والتعطيل” بلا منازع. يشارف العام 2022 على نهايته حاملاً معه سلسلة إضرابات إلى العام المقبل 2023، تنذر بمزيد من الشلل في قطاعات خاصة وعامة.

وإن دلت الإضرابات على شيء، فإنها تدل على عجز مؤسسات وقطاعات برمتها عن الاستمرار، في ظل الواقع الحالي المتعثر، والمعرض لمزيد من التدهور.

القطاع العام

عند الحديث عن الإضرابات وتعطيل المؤسسات، يتبادر إلى الأذهان فوراً الإضراب الأطول في تاريخ لبنان، وهو إضراب القطاع العام، الذي توقف موظفوه والعاملون في إداراته عن العمل تدريجياً منذ عام 2020، واستمر الحال حتى منتصف العام 2022، حين أعلن العاملون في القطاع العام التوقف التام والشامل عن العمل.

يعود إضراب القطاع العام الذي يقارب عدد مؤسساته وإداراته 115 وموظفيه نحو 230 ألفاً، إلى تآكل القدرة الشرائية لمداخيلهم. فالرواتب لا تزال تحتسب حتى اللحظة وفق سعر الصرف الرسمي للدولار، أي 1507 ليرات، في حين يفوق السعر الفعلي للدولار مستوى 46000 ليرة.

لم يحصل العاملون في القطاع العام على زيادات على أساس رواتبهم، ولم يتمكنوا من تحقيق مطالبهم المرتبطة بزيادة مداخيلهم وبدلات النقل والطبابة وغير ذلك، بما يوازي تراجع القدرة الشرائية. ولم يحصلوا حتى اللحظة سوى على مساعدات مالية بلغت ضعفي رواتبهم الأساسية بالإضافة إلى زيادة بدل النقل من 8 آلاف ليرة يومياً إلى 95 ألف ليرة (نحو دولارين).

وبعد توقف مستمر عن العمل دام لأشهر، انقسم الموظفون بين من استأنف عمله ليوم أو يومين في الأسبوع، بما يتناسب وقدرته المالية، وبين من استمر بالإضراب رافضاً العودة إلى العمل إلى حين تحقيق المطالب. وبذلك أصبحت غالبية المرافق العامة ومؤسسات الدولة خارج الخدمة بشكل كامل أو جزئي. وبات المواطنون عاجزون عن إنجاز ابسط المعاملات بما فيها وثيقة الولادة والأوراق الثبوتية.

قطاع التعليم

تستمر معاناة القطاعات التعليمية منذ سنوات، وقد وصلت إلى ذروتها في العام 2022. إذ تتوقف المدارس والمؤسسات التعليمية الرسمية عن العمل للسنة الثالثة على التوالي، وإن كانت تعمل في بعض الأحيان بشكل جزئي.

فعلياً، لم يتلق طلاب التعليم الرسمي في لبنان، تعليمهم بشكل طبيعي منذ 3 سنوات، أما في العام 2022، وعلى الرغم من محاولة وزارة التربية تحسين أوضاع الكوادر التعليمية الرسمية، إلا أن المعلمين لا يزالون عاجزين حتى اللحظة عن الحضور إلى أماكن عملهم، بمعنى أن رواتبهم لا تكفي اليوم لتأمين تنقلاتهم إلى المدارس والمهنيات والمؤسسات التعليمية.

من هنا، تم ترحيل أزمة قطاع التعليم إلى العام 2023، بكل ما يحمل من مطالب ترتبط بالنظام الصحي والرواتب وبدلات النقل. ولا تقتصر أزمة القطاع التربوي اليوم على أوضاع المعلمين وحسب، فوزارة التربية تعجز عن تأمين التدفئة والقرطاسية والمواد الأولية للمدارس الرسمية.

الكهرباء والاتصالات

وليس حال قطاعات الكهرباء والاتصالات بأفضل من باقي القطاعات، فالعاملون في الشركات المشغلة للقطاع الخليوي (ألفا وتاتش)، يختمون عامهم بإضراب يعود إلى رفض وزارة الإتصالات تحقيق مطالبهم. وتتركز المطالب على تعديل الرواتب والمداخيل وتكريس المساواة بين الموظفين.

ولا بد من الإشارة إلى أن رواتب موظفي القطاع الخليوي تم تعديلها مؤخراً، وهي بالطبع لا تُحتسب على أساس سعر الصرف الرسمي، غير أن التراجع المستمر بقيمة الليرة اللبنانية يجعل من تلبية المطالب العمالية حالة مؤقتة وغير نهائية.

وكما الاتصالات كذلك قطاع الكهرباء، فقد توقف عمال ومستخدمو مؤسسة كهرباء لبنان عن العمل رفضاً “للإجراءات التي تفرضها المصارف عليهم، والتي تحرم الموظفين من سحب كامل مداخيلهم. ونظراً لارتباط أزمة موظفي الكهرباء بوضع القطاع المصرفي وممارساته، فمن المرجّح ان تستمر التحركات المطلبية وتعطيل العمل حتى العام المقبل.

القضاء غائب

ويبقى الإضراب الأكثر قساوة، إضراب الجسم القضائي، أو ما يحرص القضاة على تسميته “الاعتكاف القضائي”. فمهما كانت تسميته يبقى مفعوله قاسياً جداً على المواطنين. فالإضراب المفتوح منذ أشهر رتّب نتائج كارثية على مئات القضايا العالقة في المحاكم، وألحق ظلماً بمئات الموقوفين في السجون اللبنانية.

فإضراب القضاة أدى إلى تعطيل على مستوى العمل الحقوقي والعدلي وشلل كافة المحاكم، ولم ينته حتى اللحظة. إذ ترتبط المطالب ببند أساسي هو “المداخيل”. ولأن المداخيل ترتبط بشكل مباشر بالقدرة الشرائية لليرة اللبنانية، فإن تعطيل المحاكم وإضراب القضاة غير واضح المصير، ولا شك تم ترحيل أزمة تعطيل القضاء اللبناني إلى العام 2023.

والمصارف كـ”الجُزر”

وإذا كان القضاء غائباً فإن القطاع المصرفي حاضر بسبب غياب القضاء. ويعتمد القطاع المصرفي إجراءات تجعل منه جزيرة منفصلة عن البلد. فلا مجال للعملاء المصرفيين الدخول إلى المصارف ولا تسيير تلقائي للمعاملات، ولا سحوبات نقدية إلا ضمن سقوف منخفضة ولا تحويلات. وليست أزمة القطاع المصرفي مؤقتة ولا حتى ظرفية، بل هي أساس الأزمات وجوهره. ولا شك سترحل إلى العام المقبل وسواه من الأعوام اللاحقة، إلى حين صوغ حلول نهائية لقطاع منهار.

أزمة الضريبة

إضرابات عديدة قد تكون موجعة تم ترحيلها تلقائياً إلى العام 2023، ويكاد يكون أخطرها إضراب النقل الجوي. إذ حذّر اتحاد النقل الجوي ومعه المستشفيات الجامعية وموظفو المرفأ، من تنفيذ إضراب عام وشامل بداية العام المقبل 2023 في حال لم يتراجع وزير المال عن قراره الأخير المرتبط بتعديل ضريبة الدخل.

ولأن غالبية أزمات القطاعات والإضرابات والتعطيل ترتبط بتراجع القدرة الشرائية للعملة الوطنية، فإنها من دون شك ستُرحّل إلى العام 2023، وربما تستمر لأكثر من عام ريثما تشمل الحلول النهائية العملة الوطنية وحمايتها من التآكل بوجه الدولار.

عزة حاج حسن – المدن

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

إليكم سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *