بعد أن بات المغترب اللّبنانيّ ركيزة أساسية من ركائز الإقتصاد المنهار، يعوّل عدد كبير من القطاعات على عودته في هذا الموسم للتعويض عن تقصير السلطة الحاكمة في إجتراح حلول للأزمة، ولكن ماذا تقول الأرقام عن ارتفاع عداد المغتربين، وهل حقا ستؤثر دولاراتهم الطازجة على إنخفاض سعر الدولار في السوق الموازية؟!
الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين يكشف لـ “وكالة الأنباء المركزية” عن تدنيّ نسبة المهاجرين هذا العام، اذ بعد أن أقفل العام الماضي 2021 على هجرة نحو 80 ألف لبنانيّ الى دول الإغتراب بحثا عن مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم سجّل عام 2022 من شهر واحد وحتّى شهر 11، هجرة 45 ألف لبنانيّ.
تقلّص اعداد المهاجرين برأي شمس الدين يعود لأسباب عدة، وقد تكون أزمة جوازات السفر إحداها، إضافة الى الأزمة الإقتصاديّة العالميّة جراء تقلص فرص العمل في الخارج خصوصا أنّنا نشهد أزمة اقتصادية عالميّة جراء الحرب الروسية – الاوكرانية والتي أثرت على ذلك فإنعكس انخفاضا على عداد المهاجرين في الداخل، عدا عن أنّ الراغبين في الهجرة قد يكونون تركوا البلاد في السنوات السابقة.
في المقابل، ورغم الحملات الإعلانية والسياحيّة الداعية لتكرار تجربة الصيف، إلّا أنّ أعداد الوافدين، وفق ما يؤكد شمس الدين، لا تختلف كثيرا عن العام الماضي في الفترة الزمنية نفسها.
فحتّى تاريخه، وصل الى لبنان حوالى 28 ألف سائح ومغترب في الفترة الممتدة من 10 كانون الاول الى العشرين منه ، ومن المتوقع بحسب شمس الدين أن يرتفع العدد خلال الأيام المقبلة وقد يصل عدد الوافدين من سياح ومغتربين في الأيام الأخيرة من العام الى ما بين الـ 70 والـ 80 ألف سائح ومغترب.
وعن تأثير عودة المغتربين ومجيء السياح، على سعر صرف الدولار وإمكانية انخفاضه مجددا، يؤكد شمس الدين أنّ لا ترابط بين الأمرين، فموضوع ارتفاع الدولار ليس اقتصاديا كما يبدو، اذ في الصيف ورغم مجيء مئات الآلاف بين سيّاح ومغتربين لقضاء إجازاتهم في لبنان، وإنفاقهم ملايين الدولارات لم ينخفض سعر الصرف الدولار في السوق الموازية، فقد دخلنا العام الحاليّ بسعر دولار 27500 ل.ل وها هو يقفل العام بسعر يصل الى 47000 أي بزيادة تقريبيّة 20 ألف ليرة، رغم توافره في السوق، وهناك عرض وطلب عليه. وإنطلاقا من هذا يرفض شمس الدين التعويل على الحركة السياحيّة لخفض دولار السوق السوداء.