يؤكد رئيس المجلس الإقتصادي الإجتماعي شارل عربيد، أنّ “اليوم ما حدا مبسوط” لا صاحب مؤسسة ولا الموظف ولا حتى المستهلك”.
ويرفض عربيد، في حديث مع “نداء الوطن”, التعميم والقول إنّ جميع المؤسسات تقبض فريش دولار وتدفع رواتبها بالليرة”، ويشير إلى أنّ “هناك مؤسسات تقبض باللبناني وتدفع باللبناني، وأخرى تقبض فريش وتدفع فريش، فكل شركة تختلف عن أخرى”.
ويلفت عربيد إلى أن “الموضوع ليس كما يتمّ تصويره. فهناك قطاعات مرتاحة وقادرة، بينما هناك قطاعات أخرى متعثرة”، ويشدد على أنّ “لا أحد يعلم قدرات وإمكانيات المؤسسة مثل موظّفيها وصاحب العمل”.
من هنا يدعو عربيد إلى “التفاهمات المرنة بين صاحب العمل والعمال، وأن لا ينتظروا الدولة أو أي طرف آخر لكي تجد لهم حلاً، رغم الجهود التي يقوم بها وزير العمل ومحاولاته الدائمة لإيجاد مخارج ترضي الجميع”.
ويردف، قائلاً “لنرتّب أمورنا قدر المستطاع، حسب إمكانيات المؤسسة وحسب إنتاجية الموظفين”. ويصف عربيد الواقع الحالي بـ”مرحلة إدارة الأزمات، فلا حلول جذرية”، وبالتالي يرى أن “الجميع يعيش في مرحلة من الضياع”.
وفي ظل هذا الواقع، وإذ يستبعد عربيد “إمكانية إعتماد خطة متكاملة بسبب القلة والأزمة التي تمسّ الجميع من دون إستثناء”، يقترح “العمل وفق سلّم متحرك للحدّ الأدنى وحتى لبدل النقل يكونان مرتبطين بسعر السوق”، ويلفت إلى أنّ “هذا ما يطالب به باجتماعات لجنة المؤشر وبالإجتماعات مع كافة قوى الإنتاج، لكي يكون هناك تعويض ولو بحد أدنى للموظف ليتمكّن من تسيير أموره”.
وحول تهرّب بعض الشركات من دفع الضرائب؟، يتساءل عربيد “هل هناك شركات تحقق أرباحاً اليوم؟ لأن دفع ضرائب يجب أن يكون مبنياً على تحقيق الأرباح”.
وبغض النظر عن “الربح أو الخسارة”، يرى عربيد أنه في “المرحلة الحالية من المهم جداً المحافظة على إستمرارية العمل لأننا بكل وضوح نحن في مرحلة إدارة الأزمة”.
ويشير إلى “مؤسسات تربح القليل، وتحاول المحافظة على استمرارية العمل وإيجاد توافق بينها وبين عمالها”.
ويدعو إلى ضرورة الحوار بين المعنيين لأن حل المشاكل لا يتم إلا عبر الحوار، فالتهديد “والهوبرة” لا تفيد أحداً بل على العكس تؤزّم القضية”.
ويصف كل مواطن لبناني يستفيق صباحاً ويذهب إلى عمله بـ “البطل في ظل هذا الظرف الصعب”.
ويأسف لأن “الأفق في السياسة ما زال مسدوداً، ما ينعكس سلباً على الاقتصاد، وسنبقى على هذا الحال إلى أن تفرج سياسياً، فلا إرتياح إجتماعياً إذا كان الإقتصاد يعاني ولا إقتصاد في ظل أزمات سياسية”.
ويلفت إلى بقعة ضوء في هذا الظلام، إذ “هناك قطاعات تنمو وتتطور وتصدر”. ولا يرى أي خيار سوى “الصبر والمحافظة على الموجود إلى حين إيجاد حلول سياسية تعيد انتظام العمل في لبنان على كافة المستويات”.