تقول أوساط سياسية واسعة الإطلاع، إن مسار التصعيد الإسرائيلي في سوريا، كما في الأراضي الفلسطينية، كان يؤشِّر إلى تصعيد عسكري على الحدود الجنوبية، وهو لم يتأخر وبدأ مع إطلاق الصواريخ، وبالتالي، فإن العملية متلازمة مع الإعتداءات الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أن إطلاق الصواريخ لا يحصل للمرة الأولى، فإن الأوساط تشير إلى أن إسرائيل تتهم “حزب الله”، وإن كانت حركة “حماس” قد أعلنت مسؤوليتها.
لكن الأوساط نفسها، تكشف عن إشارات واضحة بعدم وجود أي توجّه لدى إسرائيل، كما لدى “حزب الله”، بالذهاب نحو تصعيد واسع على الرغم من حملة التهديد والتهويل الإسرائيلية، ولذا، فإن قواعد الإشتباك في الجنوب، والتي لم تتغيّر منذ العام 2006، هي أمام منعطف خطير، لأن توجيه الرسائل الصاروخية يهدّد هذه القواعد، وقد يكون مقدمة لمرحلة جديدة قد تفرض قواعد اشتباك مختلفة، في ضوء قرار إسرائيلي بتفجير الوضع على الحدود مع لبنان، خصوصاً وأن إسرائيل تبحث عن موقعها في المشهد الإقليمي الجديد، حيث تسود التهدئة بفعل الإتفاق السعودي – الإيراني.
وعن الموقف الأميركي من أي تصعيد إسرائيلي ضد لبنان، تؤكد الأوساط لـ”ليبانون ديبايت”، أنه من غير الممكن أن تقدم إسرائيل على أي عدوان، أو على توجية ضربة عسكرية ضد لبنان، من دون الحصول على ضوء أخضر أميركي، وذلك، مع العلم أن الغموض يحيط بصورة الواقع اليوم، في ضوء حال الترقّب لنتائج الجهود المبذولة من قبل القنوات الدولية والعربية، من أجل لملمة المشهد المتفجِّر على الجبهة الجنوبية.
وعن انعكاسات أي تصعيد على الجبهة الجنوبية على ستاتيكو الإستقرار، وبالتالي عودة مشهد العام 2006، فإن الأوساط ذاتها، تتخوّف من أن يكون الجنوب، ضحية مخطّط إسرائيلي يستهدف دور قوات الطوارىء الدولية في الجنوب، من خلال توظيف عمليات إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، ومن مناطق تواجد قوات “اليونيفيل” من جهة، وتحويل الأنظار عن أزمتها السياسية الداخلية من جهة أخرى.