لا جديد تحت سماء لبنان السياسي. الاستحقاق الرئاسي في جمود. الاستحقاق البلدي والاختياري في المجهول. والدولار، على غير عادة، في ثبات، يقترب من عتبة المئة ولا يتجاوزها.
وفي بيروت يكثر “النقّيقة”، وفق موقع “mtv”, وقد بثّوا في الأيّام الماضية أخباراً عن توقف التفاوض بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وسحب الأخير يده من الملف المالي والاقتصادي اللبناني. الأنباء من واشنطن تقول العكس.
فقد تابع رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان لقاءاته في العاصمة الأميركيّة، فعقد اجتماعين في مقر البنك الدولي، الاول مع نائب رئيس البنك لشؤون الشرق الاوسط فريد بلحاج والمدير الاقليمي لدائرة الشرق الاوسط جان كريستوف كاريه، والثاني مع المدير التنفيذي لمجموعة البنك الدولي منصور الشمالي والمستشارة وفاء شرف الدين، وجرى العرض خلال الاجتماعين للتعاون القائم بين البنك ولبنان وسبل تطويره في مختلف المجالات لاسيما على صعيد تمويل المشاريع الاجتماعية والصحية والتربوية منها في ضوء الأزمة التي يعاني منها لبنان.
“اجتماعات الربيع”… وربيع لبنان
وكان كنعان، وبدعوة من صندوق النقد والبنك الدولي، شارك على مدى يومين في “اجتماعات الربيع” لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن والتي انعقدت للمرة الأولى حضورياً منذ جائحة كورونا، بحضور برلمانيين ووزراء ووفود من حول العالم، حيث جرى بحث ملفات الأزمات المالية والتضخّم والشفافية والاصلاح في النقاشات التي دارت بحضور رئيس البنك الدولي دايفيد مالباس ومديرة صندوق النقد كريستالينا جورجيفا وبرلمانيين من حول العالم.
وعلى هامش هذه الاجتماعات، حضر لبنان في لقاء كنعان مع مدير دائرة الشرق الاوسط في صندوق النقد جهاد أزعور ورئيس بعثة الصندوق الى لبنان ارنستو راميريز واعضاء بعثة اتفاق الاطار مع لبنان، لأكثر من ساعة.
وقدّم كنعان خلال الاجتماع عرضاً مفصّلاً حول الملفات المالية والتشريعات الاصلاحية وخطة التعافي الحكومية، بالاضافة الى مناقشة ملاحظات بعثة الصندوق على بعض القوانين التي اقرها المجلس النيابي. واتفق الجانبان على استمرار المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد للوصول الى اتفاق نهائي، وشدّد كنعان على البناء على ما تحقّق بدل العودة الى النقطة الصفر ووضع كل شيء في خانة الانتظار الى حين انتخاب رئيس للجمهورية.
وجرى التركيز على العمل المشترك التحضيري ما يسمح بإنضاج الملفات، ليتم اقرارها وتنفيذ ما هو مطلوب ما بعد انتخاب الرئيس.
كذلك، جرى التشديد على الاصلاحات البنيوية في موازنة الدولة وحساباتها، واستعادة الثقة لاستعادة الاستثمارات وتحسين الوضع الاقتصادي، وهو ما يحتاج، وفق ما شدّد كنعان، الى إرساء ثقافة جديدة بإدارة البلاد تقوم على الحوكمة السليمة والشفافية والمحاسبة والأفكار الخلاّقة الجديدة التي تؤمّن استثمارات ومداخيل وايرادات للبنان.
وتتحدّث المصادر بإيجابيّة عن هذه اللقاءات، مشيرةً الى أنّ المجلس النيابي نفّذ، حتى الآن، الكثير من مطالب الصندوق، لكنّ العبرة ليست في إقرار القوانين بل في تنفيذها.إلا أنّ لبنان سيكون جاهزاً، متى انتُخب رئيسٌ للجمهوريّة وشُكّلت حكومة وعُيّن حاكمٌ لمصرف لبنان، لتطبيق الورشة الإصلاحيّة، علّه يبلغ حينها “الربيع” المرجو.
وسيتابع كنعان، في اليومين المقبلين، لقاءاته حيث من المرتقب ان يلتقي مسؤولين في البيت الأبيض والخارجية الأميركية ووزارة الخزانة. وفي ختام الزيارة سيقيم القائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم عشاءً جامعاً على شرفه يضمّ عدداً من أبناء الجالية اللبنانية في واشنطن وممثلين عن الادارة الأميركية.