تشهد اسواق الذهب في لبنان حركة غير اعتيادية اكان على صعيد استراد المعدن الأصفر من الخارج او على صعيد بيعه بأشكال مختلفة في الداخل اللبناني.كما اشارت المعلومات الى ان أرقام عمليات شراء الذهب في لبنان وصلت الى مبالغ طائلة جدا وغير مسبوقة.
في هذا الاطار، أكد مرجع اقتصادي لـ”لبنان 24″ ان “الذهب هو الملاذ الآمن في لحظة اضطراب الاسواق المالية والعملات واسعارها، واليوم يدور الصراع بين اميركا والمحور المقابل لها، آخذا بعدا اقتصاديا بامتياز، اذ يحاول كل طرف من الاطراف فرض غطرسته المالية.وبالتالي، ظهر عدد من العملات التي قد تكون منافسة للدولار كـ” اليوان” الصيني و”الروبل” الروسي او بعض العملات الاخرى الممكن استخدامها في المعاملات المالية الدولية او في شراء السلع الاستراتيجية كالبترول والقمح وغيرهما”.
وتابع المرجع: “ان استخدام العملات البديلة في العمليات المشار اليها سيؤدي بشكل من الاشكال الى اضعاف الدولار والى اهتزاز الثقة فيه”.
وقال” امام هذا الواقع، يمكن الاشارة الى ان المواطن اللبناني اعتاد تخبئة الاموال بالعملة الصعبة وتحديدا بالدولار الاميركي في منزله ، نظرا لعامل الثقة التي تميزه عن بقية العملات، لكن اليوم ومع التحولات الجديدة المشار اليها اعلاه، ذهبت الناس الى شراء المعدن الأصفر الذي يعتبر حاليا الأكثر حفظا للثروة، واللبنانيون منذ العام 2020 قاموا بعمليات شراء الذهب بدل الدولار، والارقام تشير الى انهم اشتروا في العام 2020 ذهبا بقيمة مليار و900 مليون دولار، في العام 2012 اشتروا بقيمة ملياري دولار . اما في العام الحالي فيمكن القول ان الاقبال يظهر بشكل شديد جدا لدرجة انه لا يمكن للمواطن شراء الليرة او الاونصة فورا، بل عليه ان يحجز طلبه لدى الجوهرجي او التاجر مسبقا، وهذا ما يشير الى ازدياد نسبة الطلب على الذهب في لبنان على الرغم من ارتفاع أسعاره عالميا”.
وختم المرجع حديثه بالقول” في المحصلة، في ظل نظام اقتصاد “الكاش” وفي ظل مخبأ الدولار المنزلي، يرى اللبنانيون انه من الاجدى التوجه الى الذهب باعتباره الأكثر امانا وربحا، مع العلم انه يمكن تسييله في اي وقت يرونه مناسبا”.