كتبت سينتيا سركيس في الـ”mtv”:
“إنقطعوا” اللبنانيين من بعض السوبرماركات بكل ما للكلمة من معنى… ومتى دخلتَ ستشعر أنك أنت الدخيلُ هنا، فاللهجة السورية تستقبلك بين الرفوف، حتى شعرتَ أنك سَهَوتَ على الطريق وحطّيت فجأة في حلب أو حمص. هذه السطور ليست عنصرية منّا ولا “ضيقة عين” إنما تعبير عن فائض وقاحة بلغت حدودا غير معقولة عند بعض أصحاب المتاجر والسوبرماركت في لبنان، التي استبدلت موظّفيها اللبنانيين بالسوريين.
لم نكن لنكتب الآتي إن لم تكن الأمور بلغت حدودًا غير معقولة، فنحن الذين بُحّت أصواتنا ونحن نطالب باستعادة حقوقنا وإنصافنا، نجد أننا نُظلم مجددا من مواطنينا…
كثيرة هي المقاهي والسناكات والسوبرماركات التي وظّفت سوريين في الفترة الاخيرة، بينما يرزح الكثير من اللبنانيين تحت خط الفقر ويبحثون عن أي وظيفة تخفف عنهم ثقل الأزمة.
تروي سيّدة أنها قصدت سوبرماركت في نهر ابراهيم قبل أيام لتُفاجأ بموظفين سوريين حلّوا تماما مكان اللبنانيين، والانكى أنهم لا يجيدون القراءة حتى، فإن سألتهم عن مزيلٍ للماكياج دلّوها على مزيل طلاء الأظافر، وعند بحثها عن “جيل مثبّت للشعر” دلّوها على كريم لترطيب الجسم.
ليس القصد من هذه الأمثلة التقليل من شأن احد، بل الإضاءة على انعدام الكفاءة عند هؤلاء الذين اختارت السوبرماركت توظيفهم!!
أحد أشهر السناكات في لبنان للوجبات السريعة، تقصدُهُ فتجدُ الموظفة على الصندوق سورية… إتّصل بمطعم بيتزا شهير في جبيل، ستردّ عليك موظفة سورية لتسألك عن طلبك… قد يكونُ تبرير بعض أصحاب هذه المحال أن السوريين يقبلون براتب أقلّ… وهو تبريرٌ أقبح من ذنب! فهل هؤلاء في حاجة فعلا للتوفير ولتخفيف مصاريفهم، هم الذين حققوا أرباح هائلة في عزّ أزمة تلاعب سعر الدولار، ولا يزالون؟!
أضف إلى ذلك أن السوريين يحصلون على مساعدات شهرية وعلى طبابة مجانية، وبالتالي فإن الراتب ومهما كان ضئيلا هو بمثابة قيمة إضافية على ما يتقاضونه اساسا فقط لانهم مسجّلين على أنهم نازحون.
والانكى أن كثرا في لبنان يتذمّرون من “الاجتياح السوري” لشوارعنا ومحالنا، وفي المقابل لا يشترون الخضار والفاكهة ومختلف الاغراض وحتى الألبسة إلا منهم…
ما يحصل في لبنان اليوم، هو من صُنع أيدٍ لبنانية، لا تجد للشبع مكانا، ولا للمواطنيّة مكانا…
“أكلونا”؟ صحيح لأن البعض، منّا، لا يشبع!