منصوري يحرج السياسيين: هاتوا إصلاحات وخذوا نقداً.. أو “دبروا راسكن”!

منصوري يحرج السياسيين: هاتوا إصلاحات وخذوا نقداً.. أو “دبروا راسكن”!

تحت عنوان “منصوري يُحرج السياسيين ويحشرهم بالإصلاحات”، كتبت كلير شكر في صحيفة “نداء الوطن” مقالًا يسلط الضوء على ثلاثة لاءات رفعها حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري خلال مؤتمر صحفي لم يعتد اللبنانيون على متابعة وقائعه. تجسدت هذه اللاءات في رفض المسّ بالاحتياطي، وعدم تغطية عجز الموازنة العامة عبر إقراض الحكومة سواء بالدولار أو الليرة، وكذلك رفض طباعة الليرة لتغطية نفقات الدولة.

وجاء في المقال…

لاءات ثلاث رفعها حاكم المصرف المركزي بالإنابة وسيم منصوري، في مؤتمر صحافي لم يعتد اللبنانيون على متابعة وقائعه: لا للمسّ بالاحتياطي، لا لتغطية عجز الموازنة العامة عبر إقراض الحكومة لا بالدولار ولا بالليرة، ولا لطبع الليرة لتغطية نفقات الدولة. في سياسة هي النقيض كلياً لسياسية رياض سلامة طوال ثلاثة عقود.

لا يُحسد منصوري على موقعه. بلغ المنصب النقدي الأول في لحظة إفلاس وعجز سيفرد لهما التاريخ فصولاً من سرد التفاصيل المشوقة والمبكية في آن معاً، حين سيقول إنّ منظومة سياسية – مالية – قضائية – أمنية نهبت شعباً بكامله من دون أن يرفّ لها عين، واذا ما أتيح لها أن تمد يدها إلى جيوب اللبنانيين لتسحب ما تبقى من دولارات طازجة، فلن تقصّر.

لا دولارات في المصرف المركزي كي يمارس الحاكم المهمة التي دأب عليها سلامة في الصرف من أموال المودعين، فيما طبع الليرات سيزيد من عمق الأزمة ويعقدها. ولهذا يحتمي منصوري وراء القانون، ويسير بجانبه على “المسطرة”. هاتوا إصلاحات وخذوا نقداً. أمّا غير ذلك، “فدبروا راسكن”. لكن حال العجز هذه، هي نفسها التي تقي الحاكم شرّ الوقوع في خطيئة الاستمرار في سياسات السلف “المتواري عن الأنظار”. لا يملك “قرشاً” كي يلبي طلبات القوى السياسية التي لم تحاول يوماً تدجين جشعها أو تهذبه، وها هي اليوم تصرف من اللحم الحيّ في معركة صمودها ولكي لا تعلن استسلامها.

حتى اللحظة، يتصرف الحاكم بالإنابة على نحو مختلف كلياً عن سلامة. سارع إلى قطع حبل السرّة حتى قبل تلقفه كرة النار. حين توجّه و”رفاقه” نواب الحاكم إلى مجلس النواب، حاول الأربعة تقديم نموذج مختلف، متسلحين بخطة اصلاحية، لا بدّ منها مهما طال الزمن، تساعدهم على عبور مرحلة “الموت السريري” للمالية العامة بأقل أضرار ممكنة.

طبعاً، ما يقوم به منصوري من تصويب للسياسات النقدية، كان يؤمل أن يكون موضع رصد واضح للعيان من جانب اللبنانيين حين كان خلف الكواليس في المجلس المركزي كنائب أول، ولو أنّ تقرير “ألفاريز أند مارشال” أنصفه بعض الشيء حين ذكر أن “النائب الاول للحاكم كان الاكثر مشاكسة لسلامة”. وها هو في مؤتمره الصحافي يعود إلى ألف باء الإصلاح: “لا بد من أن أدق ناقوس الخطر وأن أحذر أن المراوحة الحالية والتأخير في اقرار القوانين الاصلاحية يؤديان إلى تنامي الاقتصاد النقدي ما يؤثر سلباً على الاستقرار الاقتصادي السليم والمستدام ويعرّض لبنان لمخاطر عزله عن النظام المالي الدولي، ولهذا أثر سلبي كبير على الإقتصاد وحياة المواطن ومستقبل القطاع المصرفي”.

في كلّ ما يقوم به “الحاكم” يُحرج الطبقة السياسية، وتحديداً تلك القابضة على الحكم. سواء أعجبها ما يفعله أم لم يعجبها، والأرجح الثانية، فهي مربكة في مواجهته، وعاجزة عن الاعتراض على سلوكه وأدائه وسياساته، لكونه ينطلق من حقائق مالية ووقائع قانونية، تعطيه الحق بعدم الصرف عبر المس بالايداعات المالية، ليكتفي بـ”إنجاز” تأمين رواتب القطاع العام بالدولار لحوالى 400 ألف عائلة وتأمين حاجات القوى العسكرية والأمنية، من دون خسائر ولا أكلاف… ولو أنّ هناك من يصنّف أولوياته في الخانة السياسية بعدما استثنت مثلاً فيول الكهرباء.

لكن القوى السياسية ستواجه صعوبة في عدم التجاوب مع طلبات الحاكم بالإنابة، واستحالة اقناعها الرأي العام بأنها غير مقصّرة بواجباتها في وضع قوانين إصلاحية، والتي تؤجلها منذ أكثر من ثلاث سنوات، وما زالت، بحجة انتظار انتخاب رئيس للجمهورية.

ومع ذلك، تتواصل هذه الأطراف “بالمفرق” مع منصوري، وقد جرت اجتماعات عدة في الأيام الماضية، أعرب خلالها حاكم المصرف بالإنابة عن استعداده للمساعدة في تحديد أطر المصلحة المالية العامة في التشريعات الاصلاحية، التي لم تعد ترفاً.

كما يتبيّن أنّ أداء الحاكم بالإنابة موضع رصد تفصيلي من جانب الدول المعنية بالملف اللبناني، لا سيّما في ما خصّ خطّه البياني الإصلاحي المطلوب دولياً، على نحو يشكل تقاطعاً، والأرجح أنّه مقصود، مع الأجندة الدولية الداعية لتحقيق هذه الإصلاحات. ولعل هذا المسار هو الذي قد يسّهل عليه عقد لقاءات في الرياض على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر المصارف العربية.

في إطلالته الثانية، التي كانت بمثابة جردة حساب لشهر آب، تظهر أول ملامح سلوك منصوري وكأنّه يسعى إلى تكريس استراتيجية وتكتيك جديدين. لن يسمح بتحمل مسؤولية ليست من واجباته. والأرجح أنّ شهر ايلول سيكون أيضاً في مساحة الأمان النسبي. لكن من يضمن بعدها بغياب السياسات الاصلاحية؟

ستجد الحكومة ومعها القوى السياسية أنّها أمام واقع جديد لا يحتمل التسويف، لأنّ الهروب من اقرار الاصلاحات يعني:

ضرب الاستقرار النقدي القائم ولو أنّه مصطنع وهشّ.
اهتزاز الأمن نتيجة عدم تلبية حاجات القوى العسكرية والأمنية.
فقدان الثقة التامة بأي امكانية للبدء بمسار التعافي المالي.
خروج لبنان من النظام المالي العالمي نتيجة الاعتماد على سوق “الكاش”.
وعليه، يقوم منصوري بتعرية القوى السياسية أمام اللبنانيين والمجتمع الدولي، رافضاً تغطية تقصيرهم، لأنّ لا امكانات مالية لديه ولا قدرات للمصرف المركزي، بسبب قراره عدم المس بأموال المودعين أو المساهمة في زيادة التضخّم عبر طباعة أو ضخ الليرة.

المصدر: نداء الوطن

عن Jad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

هذا ما سجله تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *