أساليب جديدة للسرقة: يدخلون البيوت وأصحابها نيام
تتعدّد المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع اليوم نتيجة الأزمة الاقتصادية التي يرزح تحتها اللبنانيون منذ سنوات، فانعكست على مختلف جوانب الحياة اليومية وسلوكيات الأفراد، وكثرت معها حالات السرقة بأساليب وفنون جديدة، إضافةً إلى قضايا أخرى ليس آخرها حالات الطلاق المتزايدة بكثرة.
تقع على عاتق الجيش اللبناني والقوى الأمنية مهمّات جسام، من الحدود الشمالية والشرقية ومكافحة موجة النزوح السوري، إلى الحدود الجنوبية وتعدّيات العدو، وما بينها المشاكل الداخلية من احتقان ببن اللبنانيين والسوريين كان آخره ما حصل في منطقة في الدورة أمس الأول، وأمن المخيمات الفلسطينية، وصولاً إلى ضبط الأمن الداخلي وملاحقة العصابات والمجرمين. ومع تردّي الأوضاع الإقتصادية وازدياد نسبة البطالة بين الناس، واتّساع رقعة انحراف الشباب نحو تعاطي المخدرات، تتزايد معدلات السرقة في البقاع بشكل فردي، ما يهدّد الأمن الاجتماعي ويضع الناس أمام امتحانٍ صعب يخيّرون فيه بين الدفاع عن ممتلكاتهم إلى حدّ قتل المعتدي، أو خسارة ما يُسرق مقابل عدم حمل دم برقبتهم.
أساليب جديدة لم تعتَدْ عليها بعلبك بدأت تظهر في مجال السرقات، وبات ينطبق عليها المثل القائل: «يلي استحوا ماتوا»، حيث وصل الحال بالسارقين إلى دخول المنازل ليلاً رغم وجود قاطنيها فيها، وهي حوادث تكرّرت خلال الأسابيع الماضية في بعلبك، وفي أكثر من حيّ ومنطقة، حيث يعمد السارقون إلى دخول المنزل والتسلق حتى الطابق الثالث، يصولون ويجولون كما يحلو لهم وأهل البيت نيام، يحملون ما يستطيعون من ذهب ونقود، ثم يغادرون بكل خفّة يد، ومن دون أن يرفّ جفن للنائمين.
وعلى مدى أسابيع سجّلت أكثر من حالةٍ تم توثيقها عبر محاضر لدى قوى الأمن الداخلي، حيث اشتكى العديد من أبناء المدينة ضدّ مجهول دخل المنزل وسرق ما تيسّر له. ففي حي البساتين يقول صاحب أحد المنازل التي سرقت في الطابق الثاني لـ»نداء الوطن»: «لقد دخل الحرامي، وربما كانوا أكثر من شخص، إلى منزلي ونحن نيام وكنا عائدين من نهار طويل، ولم يلاحظ أحدٌ منا أي حركة أو صوت جرّاء التعب الذي ألمّ بنا، وسرقوا 300 دولار وجواز سفر». أما وسط أحياء المدينة فتعرّض منزل آخر في الطابق الثالث للسرقة منذ يومين ليلاً وأصحابه في داخله، والمفارقة، وفق صاحبه، «كيف تمكّن هؤلاء من تسلّق هذه المسافة، فباب المبنى الرئيسي مقفل، ولا أحد يستطيع أن يفتحه من دون مفتاح»؟ كذلك سرق له مبلغٌ من المال ومجوهرات.
وإضافة إلى تلك الحوادث، تعرّض أحد أبناء المدينة في السوق، وفي وضح النهار إلى نشل هاتفه فيما كان يتحدّث عبره، غير أنّ الزحمة مكّنت بعض الشباب من القبض على السارق واسترداد الهاتف منه، قبل تسليمه إلى قوى الأمن، غير أن الأخطر وفق بعض المواطنين هو «التشليح» العلني بقوة السلاح نهاراً في بعض الأزقّة، بدافع الحصول على مبالغ مالية زهيدة.
وأوضح مصدر أمني لـ»نداء الوطن» أنّ «هذه الحالات هي عملٍ فردي محض ولا يتعدّى فاعلوه الشخصين أو الثلاثة، ولا يدخل ضمن اطار الجريمة المنظمة التي يديرها رأسٌ مدبر وتضم عديداً معيناً، ومعظم من يقوم بها، لديه سوابق سواء في عمليات النشل أو السرقة بدافع تأمين أموال لصرفها على الأكل والشرب، أو من أجل شراء مخدرات، وعددٌ من الذين تقدموا بشكاوى ضد سارقين مجهولين دخلوا منازلهم، يدلون بشهاداتهم التي تتضمّن في أغلب الاوقات رؤية شبان على دراجات نارية كانوا يجولون في الحي قبل يوم او يومين وهم من أصحاب السوابق أو متعاطي مخدرات، ولم يمض على خروجهم من السجن وقتٌ طويل».
وأكّد المصدر أن «قوى الأمن الداخلي لا سيما شعبة المعلومات، إضافة إلى القوى الأمنية الأخرى تقوم بواجبها، وتسيّر دورياتها ليلاً في الأحياء والمدينة، كذلك تم القاء القبض على عدد من السارقين الذين يعترفون بسرقاتهم، اضافة الى ملاحقة كافة العصابات والأفراد التي تدور حولها شبهات سرقة أو عمليات تشليح، ولن نتهاون في سبيل ضبط الوضع الأمني الذي ينعكس على الواقع الاجتماعي مهما بلغ الوضع الاقتصادي للعناصر الأمنية من تردّ، وما يعكسه الراتب المتدني والامكانيات المتاحة على وضعهم النفسي».
عيسى يحيى – نداء الوطن