المبادرات الفردية تنتظر عودة التسليفات المالية في لبنان

المبادرات الفردية تنتظر عودة التسليفات المالية في لبنان

يفتقد المجتمع اللبناني المبادرات التجارية الفردية التي اجتاحت البلاد قبل الانهيار المالي وضرب القطاع المصرفي منذ نهاية 2019، والسبب غياب التسليفات المالية، وعدم إقدام مستثمرين على المخاطرة في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة في المنطقة، وتصاعد العمليات العسكرية في الجنوب اللبناني.

وتكاد تقتصر المشاريع على تلك الممولة من مستثمرين، ينفقون فيها نقودا حفظوها ضمن مقتنياتهم الشخصية بعيدا عن المصارف التي فرضت قيودا على السحوبات النقدية، وحصرت منح الدولار الأميركي بفئة سمتها «الدولار الطازج»، الذي دخل إلى صناديقها بعد احتجاجات 17 أكتوبر 2019 غير المسبوقة في تاريخ البلاد، والتي ربطها قسم لا بأس به من اللبنانيين بـ «الانهيار المالي».

ويعكس المشهد في المصارف صورة عن «المبادرات الفردية»، بغياب الزبائن عن الفروع، واقتصار الحضور على قلة من الأفراد يجددون حساباتهم بتقديم أوراق ومعلومات جديدة. كما يؤشر إغلاق المصارف لفروع عدة منتشرة في المناطق لمشهد الركود، فضلا عن الاستغناء عن خدمات موظفين من طريق «التقاعد المبكر»، بمنح حوافز تعتبر مقبولة في ظل تردي الرواتب في أيامنا هذه، وفقدان الصناديق الضامنة الاستشفائية دورها الأساسي، ما يجعل الوظيفة «غير محببة» لدى صاحبها، ويدفعه إلى التفتيش عن عمل فردي بعيدا من الوظيفة.

ويجمع عدد من المصرفيين المعروفين على أن «غياب صغار المودعين يفقد المصارف حركتها، لجهة الإفادة من عوائد التسليفات المالية التي تمنحها لهؤلاء، والذي يكفل عددهم الكبير تحريك عجلة القطاع المصرفي».

ويقول عصام المدير المتقاعد بعد تمديد خدماته سبعة أعوام إضافية «كنا نستفيد من العمولات العائدة على ملفات التسليف الخاصة بالزبائن، وبينها رسم فتح الملف (كانت تتراوح بين 150 و200 دولار)، الى فرض تأمين على الوديعة وتأمين على حياة المودع، يكون غالبا من قبل شركة تأمين يملكها المصرف. وكانت القروض الصغيرة والمتوسطة تذهب الى زبائن يتعاملون بدورهم معنا بأحجام مالية أكبر، كتجار السيارات والمستثمرين في قطاع البناء. كانت دورة اقتصادية كاملة في فروع كل مصرف، وتتعلق بالمحيط الجغرافي الذي يقع فيه».

ويضيف ريشار، الذي دخل في تقاعد قسري «بعد قبولي عرضا لم استطع رفضه»، ان الحركة المصرفية لن تشهد نموا ما لم يعد الدائنون الى المصارف ويملؤون قاعاتها، ويضخون فيها الحركة مع الموظفين.

ويرى محمود الربعة، المدير العام للشركة الدولية للتمويل التابعة لمجموعة أرزان الكويتية، ان الحل يكمن بعودة التسليفات المالية الى الأفراد والشركات.

وقال الربعة ان التسليفات متوقفة منذ 2019، مشيرا الى «خسائر ألحقت أضرارا بعد 17 سنة من العمل الناجح (في مؤسسته)، جراء إلزامية قبولنا نيل مستحقاتنا على سعر الصرف الرسمي للدولار الأميركي البالغ بداية 1500 ليرة لبنانية، ثم 15 الفا».

لكن الربعة متفائل بعودة التسليفات التي كانت تقدمها شركته لمالكي السيارات العمومية «التاكسي» ولأصحاب شركات تأجير السيارات. تسليفات لا تتعدى الـ 65% من قيمة السيارة مقابل تسديد الزبون طالب القرض 35% من ثمنها، وقيد الاخيرة برهن للشركة. وتناول الربعة الشروط العامة للموافقة على منح تسليفات ومنها كشف حساب بمدخول طالب القرض، ومعرفة أوضاعه المالية، مكررا القول ان «تثبيت سعر صرف الدولار كفيل بتحريك العجلة الاقتصادية في البلاد ودفع الشركات الى المبادرة».

وتناول ما سماه «السلسلة المالية التي تكر سبحتها، ذلك ان صاحب معرض السيارات كان يستفيد من بيع سيارته، ويحصل على عمولة تصل الى 500 دولار جراء كل زبون يتولى توجيهه الى مصرف او شركة تسليفات طلبا لقرض».

التسليفات مطلوبة للمبادرات الفردية لجهة القيام بمشاريع صغيرة، في قطاعات عدة أبرزها الانتاج الزراعي، مثل معامل الحليب ومشتقاته من صناعة الألبان والأجبان، الى تصدير التفاح بعد حفظه، وتربية المواشي والدواجن، واللجوء الى زراعة فاكهة تباع بأسعار مرتفعة وتلقى إقبالا من الزبائن.

ويتحدث عدد من مديري التعاونيات الزراعية الغذائية «عن انحسار الدعم المالي والتسليفات واقتصارها تأمينها من قبل منظمات غير حكومية، وبرنامج المساعدات العائد للسفارة الأميركية، وهي مبالغ ليست كبيرة، لكنها تعين على اجتياز مرحلة والتأسيس لعمل منتج».

كثيرون يأملون توحيد سعر صرف الدولار الأميركي في السوق اللبنانية، فلا يعود السعر المعتمد ذلك المعروف بـ«السوق الموازية». ويأملون تحرير قسم من الودائع ولو بجزء يسير، ما يؤدي الى عودة التسليفات المصرفية، لتحريك الركود الاقتصادي، فلا يقتصر الأمر على إنفاق في المطاعم والمرافق السياحية، بل على استثمار في قطاعات يديرها أفراد وتعيل عائلات.

جويل رياشي- الأنباء الكويتية

للانضمام الى مجموعتنا لسعر الصرف عبر الواتساب اضغط هنا

عن Jad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

في أول يوم من العيد إليكم تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *