أسعار العملات الرقمية والذهب تتصاعد.. هل يجب أن يستغل اللبنانيّ الفرصة؟
حسب خبير اقتصاديّ تواصل معه “لبنان24″، فإنّه يؤكّد أن الأسباب البارزة التي تقف وراء الارتفاع الكبير والتاريخي للذهب تتلخص بالاحداث الجيوسياسية الراهنة، مع توقعات بتخفيض أسعار الفائدة على الدولار في الولايات المتحدة الأميركية، واستمرار الحرب الروسية على أوكرانيا.. كل هذه العوامل ساهمت بتحفيز المستثمر على شراء الذهب، لأجل ادخاره، مع توقعات مستقبلية على المدى الطويل أن يحقق أرباحًا طائلة وكبيرة، خاصة وأن الذهب لا يعتبر أبدًا عنصر استثمار قصير الأجل، على عكس العملات الرقمية التي تشهد ارتفاعًا وانخفاضًا متتاليًا. ويضيف:” بالاضافة إلى القرار الفيدرالي بتخفيض الفائدة على الدولار، فإنّ ملامح مشابهة صدرت من أوروبا وتحديدًا من المركزي الأوروبي الذي ينوي خفض أسعار الفائدة بعد 3 أشهر، أي في شهر حزيران المقبل، هذا عدا عن نية البنوك المركزية العالمية رفع احتياط الذهب لديها، والذي بدأ مع انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفعت وتيرته مع الأحداث المتلاحقة في الشرق الأوسط. ومن دون أدنى شك فإن هذه الهجمة على رفع احتياطي الذهب أثرت على أسعاره بشكلٍ مباشر.
الذهب كأداة استثمار
خلال حديثه، يؤكّد المصدر الإقتصادي لـ”لبنان24″ أن الذهب لم يعد أبدًا أداة للتخزين في البلدان العربية، كما كان سائدًا قبل عشرات السنوات، إذ اقتنع سكان هذه الدول بضرورة تخزين الذهب واستثماره، وفي مقدمتهم البلاد التي لا تشهد عملاتها استقرارًا طويل الأمد، كلبنان ومصر وسوريا. ومن هنا يُنصح بأن لا تقل المحفظة الإستثمارية التي تضم ذهبا عن 20%، ومن المتوقع أن تصل إلى حدود 55% في حال تطورت الأوضاع أكثر، علمًا أن المؤشرات كلها تؤكّد أن المرحلة المقبلة ستشهد ارتفاعًا جديدًا بأسعار الذهب على المديين القصير والطويل، وبهذا السياق لن يكون من المستغرب أن يصل سعر أونصة الذهب إلى 3500$ في حال فعلا لجأت الدول التي تحارب الدولار كالصين والهند وتركيا وروسيا إلى استبدال احتياط الدولار بالذهب، وهذا من شأنه أن يمتد بشكل كبير إلى الدول العربية، وفي مقدمتها الدول الخليجية التي تصوّب على التخلص من النفط والدولار بأسرع وقت ممكن.
هل يجب شراء الذهب اليوم؟
باعتبار الذهب ليس أدارة استثمارية قصيرة الأجل، فإن من ينوي الشراء اليوم يجب أن لا يكون مُستَهدفًا تحقيق أرباح سريعة، بمعنى أن النتائج لن تأتي قبل 3 أو 4 أشهر، وبالتالي يشير المصدر الاقتصادي إلى أنّه ليس من المستحب بالوقت الحالي شراء الذهب بعد تسجيله الارتفاعات العالية الأسبوع الماضي لأنّه بطبيعة الحال، أي ارتفاع كالارتفاع الذي شهدناه، سيُجابه بعملية تصحيح فورية، وهذا ما سيؤدي إلى خفض سعره، والبوادر باتت تظهر بعد انخفاض أونصة الذهب ما يقارب 14$، عقب وصولها لمستوى قياسي. وعليه فإن شراء الذهب اليوم بهدف تحقيق ربح هو ضرب من الخيال قبل إتمام عملية التصحيح.
تمامًا كالذهب، شهدت العملات الرقمية فورة كبيرة بأسعارها، وعلى رأسها كانت عملة البيتكوين التي شهدت ارتفاعًا تاريخيًا وقياسيًا لم تصل إليه من قبل، بعد تداولها فوق 73 ألف دولار، حيث كانت قبل أشهر تتراوح قيمتها بين 48 و 49 ألف دولار.