قطاع التمريض يعاني: النقيبة ترفع الصوت.. وممرّضون وممرّضات صامدون
من المعروف أن لبنان يمر بظروف اقتصادية ومالية صعبة، أثرت في مختلف القطاعات الصحية والصناعية والزراعية، وحتى في ادارة الدولة وموظفيها، ومختلف طبقات الشعب اللبناني. وهذه الظروف أدت الى هجرة العديد من النوابغ والمتألقين في اعمالهم ووظائفهم، ومنهم الممرضون والممرضات.
وفي هذا المجال، قالت نقيبة الممرضين والممرضات ريما ساسين قازان لـ “الديار” إن “عدد الممرضين والممرضات المسجلين رسمياً في النقابة بلغ حتى آذار الجاري 21015″، مضيفة أن “عدد المهاجرين في تزايد مستمر ولا يوجد إحصاء دقيق، لأن بعضهم يترك لبنان دون إبلاغ النقابة، والعدد التقريبي حتى الآن هو 3500 ممرض وممرضة من أصحاب الخبرة والكفاءة”.
وتابعت “يعاني الممرضون والممرضات في لبنان من صعوبات كثيرة في العمل، وأهمها تدني الرواتب والأجور التي لم تعد تؤمن استقراراً اقتصادياً واجتماعياً بعد الأزمة المالية. بالاضافة الى ذلك، هناك ضغوطات العمل بسبب الهجرة، فيضطر الممرض أو الممرضة الى الاعتناء بعدد كبير من المرضى اكثر مما هو مسموح به عالمياً، وهذا يشكل ضغطاً وارهاقاً وصعوبة في تقديم عناية جيدة وبدون تأخير. أما بشكل عام فما يزال قطاع التمريض جيداً وصامداً بسبب إصرار العاملين فيه على الاستمرار والصمود لخدمة المرضى، وقد برهن الممرضون والممرضات على أهمية دورهم في النظام الصحي خلال أزمة كورونا وانفجار المرفأ”.
وضع نقابة الممرضين
وعن وضع النقابة، اشارت الى أن “النقابة تقوم بدورها ومهامها المحددة في قانون انشائها، وتحافظ على المهنة وتعمل على تحسين العناية من الناحيتين العلمية والعملية. كما أن النقابة تعمل على تصحيح الرواتب والأجور عبر سلسلة رتب ورواتب، وتأمين بيئة عمل آمنة ومؤاتية للحد من الهجرة. وقد قامت النقابة مؤخراً بتوقيع اتفاقية تعاون مع شركة تأمين خاصة قدمت أفضل العروض والأسعار، من أجل تغطية صحية واستشفائية للممرضات والممرضين وعائلاتهم، بسبب غياب تغطية الضمان الاجتماعي”.
وعن معاناة النقابة، أكدت أن “أهم ما تعاني منه النقابة هو الأزمة المالية ووضع المصارف، لان حساباتها بالليرة اللبنانية اصبحت دون قيمة فعلية ومجمدة في المصارف، وخاصة ايداعات صندوق التقاعد. واذا لم تبادر وزارة الصحة مع نقابة المستشفيات الخاصة الى تحسين ظروف عمل الممرضات والممرضين، وتحسين رواتبهم عبر خطة طارئة وخطة استراتيجية، فسيؤدي ذلك الى ازدياد الهجرة بحثاً عن ظروف عمل أفضل في الخارج (أميركا أوروبا، كندا، الدول العربية)، وسيصبح مستقبل المهنة في لبنان بخطر”.
واشارت الى “ان النقابة تطالب دوماً وفي كل مناسبة بحقوق الممرضات والممرضين، من أجل تأمين مستقبل المهنة من خلال ضمان مستقبل العاملين فيها”.
وضع المتخرجين
وعن وضع المتخرجين، كشفت قازان أن “عدد المتخرجين سنوياً في التعليم الجامعي والتعليم المهني التقني مقبول، حوالى 1500 – 2000 طالب، ولكن للأسف نسبة كبيرة من المتخرجين هي مشروع هجرة”.
وعن خطة النقابة، قالت “تندرج ضمن خطة النقابة المشاريع التي تتمحور حول إصدار عدد من القوانين، التي تعنى بالتمريض المدرسي والعناية التمريضية في المنزل، وقانون آداب واخلاقيات المهنة، الى جانب تعديل موارد صندوق التقاعد، التي تتضمن تعديل قيمة الطابع النقابي على الفواتير الاستشفائية، وإلزام الضمان الاجتماعي باعتماد الطابع على فواتير مرضى الضمان، وفرض رسم نسبي على الأدوية والمستلزمات الطبية المصنعة في لبنان والمستوردة من الخارج، من أجل تأمين ديمومة صندوق التقاعد وزيادة الراتب التقاعدي بشكل مقبول، بعد سنوات طويلة تقضيها الممرضة أو الممرض في الخدمة.
ماذا تقول الممرضات والممرضين؟
الممرضة سيلفا قالت لـ “الديار”، وهي من سكان برج حمود وتعمل في إحدى أهم المستشفيات في الاشرفية: “فكرتُ في الانتقال للعمل في إحدى دول الخليج، لكنني غيرتُ رأيي بعد الزيادات المقبولة التي طرأت على راتبي، إضافة الى المكافآت والمساعدات، إلا أن الرواتب ما زالت متدنية والوضع بقي صعباً بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار من مواد غذائية وتنقلات.
من جهته، كشف الممرض فادي (من سكان سن الفيل) لـ “الديار”: سافرتُ الى الخليج وعملتُ هناك لفترة من الوقت، ووجدتُ أن الوضع هناك أفضل بكثير من لبنان، لكنني لم اتمكن من البقاء لفترة طويلة، فعدتُ الى لبنان للعمل في إحدى مستشفيات بيروت، بعدما تلقيتُ عرضاً للتوظيف فيها.
بدوره، أشار الممرض يوسف، وهو من سكان برج حمود، الى أنني عانيتُ كثيراً في بداية الأزمة الاقتصادية في لبنان، ما جعلني اعمل في اكثر من وظيفة، لكنني اعترف بأن الأمور تحسنت عما قبل من ناحية رواتب الممرضين، لكنها ما زالت متدنية نسبة لمستوى المعيشة في لبنان، بيد أنه هناك بعض الحوافز والاكراميات من المرضى وأهاليهم، وهي قد تصل أحياناً الى مستوى الراتب الأساسي.
الى ذلك، اعتبرت الممرضة ألين، وهي أيضاً من سكان برج حمود، أن مهنة التمريض مرت بصعوبات كبيرة وما زالت حتى الآن، خصوصاً في بداية الأزمة الاقتصادية ومروراً بأزمة فيروس كورونا الصحية، حيث تعرضت الكثير من الممرضات للإصابة بالفيروس، ما حتم غيابهن عن العمل، وهذا ما أدى بالتالي الى ضغط كبير جداً على الممرضات، فبات على كل ممرضة استلام الطابق كله وحدها، بدلاً من سبع ممرضات في الأيام العادية.
هذه الشهادات الصريحة، تدل على أن الوضع التمريضي في لبنان بات أفضل من السابق، لكن الأمور بحاجة الى جهود مضاعفة من الدولة للعمل على تحسين مستوى المعيشة في لبنان، كيلا يفكر أحد في مغادرة البلد للعمل في الخارج.
جورج عون – الديار
اضغط هنا وانضم الى قناتنا على الواتساب لنشر الأخبار والوظائف على مدار الساعة