في ظل تواصل الحرب الدائرة في الجنوب، ارتفع خلال الأيام القليلة الماضية منسوب التصاريح والنطورات السلبية التي رفعت مستويات القلق والتوتر وصُنِّفت ضمن الحرب النفسية.
وفيما يعيش الإقتصاد تداعيات الحرب الدائرة منذ تشرين الأول الماضي، يبقى السؤال هل ارتفاع وتيرة الحرب النفسية سيعمّق التداعيات السيئة للمواجهات على الإقتصاد اللبناني؟
في هذا الإطار، اعتبر الخبير الإقتصادي وعضو المجلس الإقتصادي والإجتماعي أنيس ابو ذياب في حديث لموقع Leb Economy ان “ما حصل في اليوم الأخيرين من تصريح لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ضد قبرص واتهامها بأنها تسهل العمليات الإسرائيلية ضد لبنان وسوريا ولاحقاً ما نشرته صحيفة “تليغراف” بأن مطار بيروت يستخدم كمستودع للأسلحة لحزب الله، يأتي في إطار الحرب النفسية بين الكيان الصهيوني وحزب الله، ولن يؤثر بشكل مباشر على الإقتصاد اللبناني لأننا في خضم الحرب منذ 8 تشرين الأول و لن يكون هناك تأثير اكبر إلا إذا توسعت الحرب إلى حرب شاملة وأدت إلى إقفال المطار و المرفأ”.
و إذ لفت أبو ذياب الى أننا “لم نشهد إثر هذين الحدثين توقف لقدوم المغنربين إلى لبنان، بل على العكس كان هناك طفرة في حركة المغتربين”، توقع بأن يشهد لبنان خلال فصل الصيف حركة ناشطة، لكنها لا تشكل حركة سياحية مستدامة لأن الإغتراب ممكن ان يؤدي إلى تنشيط الحركة في المطاعم و السياحة الداخلية لكن الفنادق ستكون نسبة الإشغال فيها متدنية.
و استبعد أبو دياب ان يكون هناك تأثير مباشر لهذه الحرب النفسية على الصعيد الإقتصادي، لافتاً إلى أن “التأثير الأكبر هو بسبب غياب الدولة اللبنانية”، مؤكداً أننا “ما زلنا في وضع إقتصادي غير سليم وما زلنا في حالة ركود وإنكماش كبير وتراجع الإستهلاك واضح جداً، لكن هذا سيعوضه الإغتراب اللبناني الذي لا يشكل حركة سياحية مستدامة .”
و تحدث أبو ذياب عن حركة سياحية من قبل العراقيين والمصريين والأردنيين، مستبعداً ان ينقطعوا عن زيارة لبنان لأسباب عديدة منها أنهم يعرفون وضع لبنان وهم على دراية كاملة بالتفاصيل، اضافة الى سهولة دخولهم وخروجهم من لبنان مقارنة بالسياح من الدول الأخرى”.
واذ أكد ابوذياب انه على رغم ما شهده لبنان من توتر في الأيام القليلة الماضية، لا تزال الحفلات قائمة والحياة طبيعية”، أشار إلى ان “واقع لبنان ما زال في نفس السوء لا سيما وان الدولة لم تقدم على أي خطوة إيجابية حتى الساعة”.
المصدر: أميمة شمس الدلين – Lebeconomy