«الأول من حزيران» موعد جديد ضربه مصرف الإسكان لإطلاق القروض السكنية، من خلال إعلانه أن عملية تقديم الطلبات للحصول على قرض سكني ستنطلق في هذا الموعد على أن تبدأ بعدها مباشرة عملية دراسة الملفات وتحديد أهلية الراغبين بالحصول على القرض،أتى هذا الموعد بعد سنوات من سعي ادارة المصرف الى ايجاد مصادر تمويل يمكن من خلالها امداد الشباب بالقروض الاسكانية بمبالغ جيدة وبفائدة تناسب الازمة وبدفعات شهرية يمكن لذوي الدخل المحدود او المتوسط تأمينها، وبعد أخذ ورد واتصالات مكثفة بدأ أول الغيث مع القرض الذي قدمه الصندوق العربي لمصرف الإسكان بما يعادل 165 مليون دولار أميركي ليعيد الأمل للشباب باسترجاع حقّهم بالتملّك في وطنهم بعد أن تم فقدان الأمل لسنوات نتيجة تفاقم الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في البلاد وتوقف القروض السكنية طيلة هذه السنوات.
أتى الأول من «حزيران» ودخلت هذه القروض حيّز التنفيذ بعد أن بشر فيها مصرف الإسكان منذ شهور،ولكن هل الشباب اللبناني الذي يعاني من هموم كثيرة أبرزها «تأمين البيت» ليتمكن من الزواج بدأ بالتفكير في اللجوء إلى هذه القروض كباب لمساعدته في تأسيس حياة له ضمن أرض أو بيت يأويه هو والأسرة الجديدة التي يسعى إلى تأسيسها ،أم أن ما زال أسير الأزمة الإقتصادية التي شلت قدرات البلد الإقتصادية ومنها قدرات الشباب وجعلته أسير «الضياع» و«العجز» بسبب عدم قدرته على تكوين مستقبل يضمن له تأسيس أسرة ضمن أرض أو بيت يأويهم؟ فمع نهاية شهر «حزيران» هل هناك إقبال فعلي من قبل الشباب اللبناني على هذه القروض أم أن الأمور لا زالت على حالها دون أي تقدم يذكر؟
أوضح رئيس مجلس إدارة والمدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب أنه لحد الآن سجل الموقع الإلكتروني لمصرف الإسكان حوالي 23 ألف زائر و350 ألف زائر دخل إلى الموقع من أجل تعبئة الطلبات، ولكن لم يتمكنوا من أن يكملوا بسبب عدم إستيفائهم للشروط المطلوبة، أما الذي دخل وقام بتعبئة الطلب واستوفى الشروط عددهم هو 1300 شخص.
وكشف حبيب أن حتى هؤلاء الأشخاص بالرغم من تعبئتهم لهذه الطلبات،فهذا أيضاً لا يعني بأنهم إستوفوا الشروط بسبب أن الموقع الإلكتروني عليه أن يدقق بهذه الطلبات ليتبين صحتها من عدمه لتكوين الصورة النهائية ما إذا كانت هذه الطلبات تستوفي الشروط أم لا،وعندما يؤكد الموقع الإلكتروني للمصرف هذه الطلبات عندها يتم الطلب بتحويلهم إلى أفرع مصرف الإسكان.
وأكد أنه بعد أن يتم تحويلهم إلى أفرع مصرف الإسكان،يتم التواصل مع صاحب الطلب من قبلهم لكي يقوم بتقديم المستندات اللازمة التي تثبت ما تضمن وعندما يحضر جميع الأوراق والمستندات اللازمة فيتم حينها تقدير قيمة العقار،وعندما يأتي هذا التقدير إلى مصرف الإسكان يتم تحويله إلى الكاتب بالعدل للإطلاع عليه ومن ثم يحول المبلغ إلى صاحب الشقة ليمضي العقد وفقاً للآلية المتبعة.
وشدد على أن الإقبال من قبل المواطنين على القروض السكنية موجود على جميع الأراضي اللبنانية، ومن جميع المناطق والمحافظات في لبنان،حتى من قبل المغتربين الموجودين في الدول الخارجية لشراء الأراضي أو الشقق داخل لبنان سواء في بيروت أو في الجنوب والشمال أو حتى في الجبل،بالرغم من أن أغلب الطلبات على هذه القروض تأتي لمصرف الإسكان من المدن ولكن أيضاً تأتي من محافظات ومناطق أخرى على الرغم من أنه ليس معلوم ما إذا كانت تستوفي الشروط أم لا.
وختم حبيب قائلاً:«إن الإحصائات حول إقبال اللبنانيين على القروض السكنية لا يمكن أن تبيين دقتها بشكل صحيح إلا في حين تبيان نتائج هذا الإقبال، وعندئذ يتبين نسب الإقبال في كل منطقة ونستطيع التقييم نسبة الإقبال في كل منطقة،وكل محافظة على الأراضي اللبنانية، مؤكداً أن القروض السكنية ستبقى مستمرة طالما أن الموازنة التي خصصها الصندوق العربي لهذه القروض لا تزال قائمة ولم تستنفذ.»
المصدر: عبد الرحمن قنديل – اللواء