إيرادات موازنة 2024 “تفيض” رغم الحرب: كيف يتعامل لبنان مع العجز في موازنة 2025؟

إيرادات موازنة 2024 “تفيض” رغم الحرب

مخاض موازنة 2025 عسير وصعب. فتلك الموازنة تعاني من عجز كبير خلافاً لما كان الوضع عليه في موازنة 2024. وهناك حلّان أحلاهما مرّ: الإجازة للحكومة استردادها أو مناقشة لجنة المال والموازنة في بنودها وتحويل نفقات وإيرادات من قطاع إلى آخر .

إذا اعتُمد خيار الإجازة للحكومة استرداد الموازنة أو ردّها اليها، تُقدِم الدولة من خلال هذا التدبير، على تعديل بنودها وتضمينها نفقات تواكب مرحلة الحرب والخسائر التي مني بها الاقتصاد اللبناني المباشرة وغير المباشرة، بما سيؤدّي إلى تفاقم العجز المالي مقابل تراجع الإيرادات المتوقّع.

أما الخيار الثاني، فيقوم على مباشرة النواب، وتحديداً لجنة المال والموازنة، مناقشة بنود الموازنة وإجراء ما يجب من تعديلات من خلال “التخفيف” من نفقات قطاع وزيادتها على قطاعات أخرى لمواءمة بعض الحاجيات، على أن يتم في ما بعد عند الحاجة فتح اعتمادات للإنفاق على غرار ما يحصل عادة، فيتمّ تقطيع تلك السنة من دون عجز على غرار سنة 2024.

ويبدو أن الخيار الأقل “مرارة”، لأن الإيرادات المتوقعة هي نصف ما كان مقدّراً في موازنة 2025، هو الثاني، باعتبار أن ذلك سيؤدّي إلى تفادي الدخول في مغامرات غير محسوبة ستدفع بالاقتصاد إلى معضلات معقّدة استناداً إلى القانونيين.

الإيرادات تنخفض 50%

تأتي الحاجة إلى تعديل بنود نفقات الموازنة لأن الإيرادات المرتقبة في 2025 ستكون نصف 2024 كما أوضح النائب والاقتصادي رازي الحاج إلى “نداء الوطن”. مشيراً إلى أن الواردات المتوقعة بـقيمة 4,7 مليارات دولار في مشروع القانون الذي أقرّته الحكومة، من المتوقّع أن تتراجع إلى النصف أي نحو 2,4 مليار دولار.

هذا بالنسبة إلى التوقعات للسنة المقبلة، ماذا عن حركة الإيرادات خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة؟

نسب تراجع الإيرادات نهاية العام

لم تصدر أرقام دقيقة حتى الساعة حول نسب تراجع الإيرادات المحقّقة خلال الحرب الشاملة في الشهرين الماضيين. ولكن استناداً إلى مصادر وزارة المالية لـ “نداء الوطن”، فإن إيرادات شهر تشرين الأول انخفضت بنسبة نحو 20% أو 25%، أما إيرادات شهري تشرين الثاني وكانون الأول فلا تزال غير دقيقة. واستناداً إلى المصادر “مهما انخفضت إيرادات شهري تشرين الثاني وكانون الأول، من المتوقع أن يبقى المجموع المحصّل في نهاية 2024 أعلى مما كان مرتقباً في موازنة 2024، نظراً إلى وتيرة التحصيل المرتفعة نسبياً خلال الأشهر الـ 9 الأولى من العام الجاري”.

وعلمنا من مصدر مطلع آخر أن “واردات شهر تشرين الثاني سجّلت زيادة عن تشرين الأول بسبب تسديد مستحقّات الرسوم على القيمة المضافة التي كانت مستحقة في الفصل الثالث، أي تموز وآب وأيلول خلال هذا الشهر”.

على صعيد النفقات في موازنة 2024 يقول المصدر إنها “زادت بسبب الحرب ونتيجة رفع رواتب القطاع العام، ولكن رغم ذلك لن ينتهي عام 2024 مسجّلاً عجزاً بل سيكون هناك فائض محدود ومقبول، قد يتراوح بين 400 و500 مليون دولار بحسب التقديرات”.

أرقام الموازنة غير صالحة

يقول النائب والاقتصادي رازي الحاج إن “أرقام الموازنة لم تعد صالحة لتقييم واقع الإيرادات مع مرحلة ما بعد الحرب، لذلك يترتّب على لجنة المال والموازنة مناقشة مشروع قانون موازنة 2025 وتعديل أرقام نفقاتها، لتتماشى مع الواردات كي لا تؤثّر الموازنة على واقع الانتظام المالي والنقدي الذي كنا بدأنا نرسم خطواته بدقة في موازنة العامين 2022 و2024”.

أضاف الحاج: “الجهد الكبير الذي كنا نقوم به في اللّجان رغم معارضتنا لمشروع الموازنة كما ورد وطريقة إعداده يحمل الكثير من الأخطاء. عطّلنا في موازنة 2024 ألغاماً كثيرة كانت ستنفجر في وجه كل المجتمع. كنّا نؤسّس لإصلاحات أساسية كان من المفترض أن تعتمد في موازنة 2025، ولكن للأسف توسّعت رقعة الحرب فجاء تأثيرها كارثياً على القطاعات كافة. على الأقلّ، نسعى للبقاء في المستوى نفسه وعدم تحقيق عجز في الموازنة ورصد كل الاحتياجات المطلوبة، وتصحيح الأخطاء لبعض الشرائح المجتمعية، تمهيداً لتحريك عجلة الدولة والإنفاق في المكان الصحيح الذي نحتاجه، فيتحسّن واقع الإدارة العامة، وتؤدّي إدارات الدولة عملها مثل الجمارك اللبنانية التي يترتّب عليها وضع حدّ لسكك التهريب، وقمع التهرّب الضريبي…”.

إلى ذلك، يضيف الحاج، “يجب إعادة النظر في كيفية تحسين وضع الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تلعب دوراً مهماً على صعيد الوطن. وسنبحث في كيفية تحسين واقع المتقاعدين غير القادرين على العودة إلى سوق العمل. وغيرها من القضايا الاجتماعية، وكل ما يتعلق بالصحّة والتربية. لا تستطيع الحكومة غضّ النظر عن الموازنة التي أقرتها والتي باتت غير صالحة، وغضّ مجلس النواب النظر عن طرح هذا الموضوع على طاولة النقاش وعن الأحداث السياسية التي تحصل”.

إيرادات قطاع الاتصالات

بالعودة إلى الإيرادات المرتقب أن تتراجع في العام المقبل، فإنها تتفاوت في الوزارات نسبة إلى الأضرار المادية التي لحقت بالمنشىآت والخدمات التابعة لها. وعكس ما هو متوقّع، لن تتراجع إيرادات وزارة الاتصالات بشكل كبير بسبب الحرب، لأن وضعها أصلاً سيّئ، وأعمال الصيانة وتطوير بنية القطاع التحتية كان يجدر أن تتمّ مع حرب أو من دونها. وفي هذا السياق أوضح وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم لـ “نداء الوطن”، أن 30 ألف مشترك في الإنترنت من أصل 700 ألف أي ما يقارب نسبة 5% فقط من المشتركين في الإنترنت على صعيد لبنان، لا يتوفّر لديهم إنترنت في “أوجيرو” وهو رقم غير كبير”.

وبين مؤسسة “أوجيرو” وشركتي “تاتش” و”ألفا”، يقول القرم: “قدّرت قيمة خسائر الحرب الأولية وغير النهائية بنحو 88 مليون دولار، وننتظر اليوم نتائج المسح الشامل والدقيق الذي سيجري للخروج برقم نهائي.

شركتا “ألفا” و”تاتش” حافظتا على الواردات، ولم تخسرا زبائن أكثر من نسبة 2 في المئة، فزاد الاستهلاك على الـ “داتا” وكذلك الأمر بالنسبة إلى “أوجيرو”، لأن المناطق المتضررة غير مكتظّة سكّانياً نسبة إلى سائر المناطق”.

وهنا لفت القرم إلى أنه لم يتمّ إقرار موازنة “أوجيرو” في موازنة 2025 وبذلك تمّ تخصيص نصف المبلغ الذي تحتاجه “أوجيرو”، ولم نحصل على المبالغ التي كنا ننوي إنفاقها على الصيانة وتطوير شبكات الاتصالات. “فمنذ العام 2017 لم تجر “الاتصالات” الصيانة والتطوير المدرجين في موازنة 2025 “، يضيف القرم. موضحاً أن “الاتصالات لم تحصل على الأموال لتحديث الشبكة وتحويل الشبكات في كل المناطق من الـ DSL إلى الـ “فايبر”، والموازنة تضمنت فقط الإصلاحات التي يجب القيام بها. وهناك فارق بالكلفة بين أن نقوم ببعض الإصلاحات الموقتة لـ “تمشية” الأمور وأن نمدّ شبكة “فايبر” حسب الأصول.

وضع الـ “إنترنت” في الجنوب

في الجنوب، على سبيل المثال، لا يزال نظام الـ DSL قائماً، ولا يمكننا أن نمدّد كابلات “فايبر” حالياً فهو لن يعود علينا بالعائدات، لأن التكلفة كبيرة لكل مشترك، نظراً إلى المسافات الشاسعة بين كل مشترك وآخر في الجنوب وعدم وجود كثافة سكّانية.

مع الإشارة هنا إلى أن الشبكة “الممدودة” في الجنوب غير مرخّصة وكانت وزارة الاتصالات تنوي شراء محطات LTE لتوفّر الاشتراك في الإنترنت على الخطّ الثابت مع “أوجيرو”. وكما سبق أن أعلنت الوزارة عن نيتها استقدام 250 محطة LTE وبدأنا إعداد المناقصة لتلك الغاية قبل الحرب. وأيضاً كنا طلبنا من الصين استقدام 350 محطة ضمن المساعدات التي ستردنا منهم، لذلك فتلك الخطة سارية بالحرب ومن دون الحرب”.

إذا في الخلاصة، جاء ضرر الأحداث الحربية على قطاع الاتصالات أقلّ من سائر القطاعات، ووارداتها لم تتأثر سلباً بشكل كبير. فشركتا “ألفا” و”تاتش” لم تخسرا زبائن بل زاد الاستهلاك على الـ “داتا”، وكذلك الأمر بالنسبة إلى “أوجيرو”، لأن المناطق المتضررة غير مكتظّة سكّانياً نسبة إلى سائر المناطق. وفي ما يتعلّق بقرارات وقف الفوترة في المناطق المتضررة والتي خرجت سنترالات الاتصالات فيها عن الخدمة، “لن يؤثّر ذلك بشكل كبير على الإيرادات على غرار سائر القطاعات المتضرّرة في الدولة”، كما ختم القرم.

Revenues of the 2024 Budget Surpass Expectations Despite the War: How Lebanon Handles the Deficit in the 2025 Budget

Lebanon’s 2025 budget is facing significant challenges due to the ongoing war, which has caused a large deficit in revenues compared to the 2024 budget. As the economic crisis persists, the government is left with tough decisions to balance expenditures and revenues.

The Difficult Path of the 2025 Budget

The 2025 budget is expected to lack the revenue estimates from the 2024 budget, with a forecasted drop in revenues by approximately half. Given this situation, there are two options for addressing the crisis: the first involves returning the budget to the government for revisions, adding war-related expenses and losses. The second option is for the Finance and Budget Committee in Parliament to adjust budget lines, redistributing funds across sectors to avoid a deficit.

Revenues and Expenditures in the 2024 Budget

Revenues for 2024 continue to surpass expectations despite the ongoing war. Although there has been a slight decrease in revenues as the year progresses, the total amount collected by the end of the year is expected to exceed earlier forecasts. The surplus for the 2024 budget is estimated to be between $400 million and $500 million, despite higher expenditures due to wage increases and war-related needs.

The Decline in Revenues for 2025

According to MP and economist Razi Al-Haj, revenues for 2025 are expected to drop by 50% compared to 2024. The projections indicate that revenues will decline from $4.7 billion to about $2.4 billion, reflecting the direct and indirect losses from the war.

The War's Impact on Revenues

While some sectors remain less affected by the war, such as the telecommunications sector, the impact on revenues will vary across ministries. For instance, the telecommunications sector in Lebanon has not seen a significant drop in revenues despite the ongoing crisis. “Alfa” and “Touch” companies have maintained their customer base with minimal losses.

Expenditures and Increased Deficit in the 2025 Budget

Projections suggest that the government will need to increase expenditures in 2025 to cope with the effects of the war. Al-Haj emphasized that the amended budget will need comprehensive measures to control spending across various sectors, such as improving the status of the Lebanese Army and security forces, and achieving fundamental reforms in the health and education sectors to ensure the continuity of public services in Lebanon.

The Telecommunications Sector in Lebanon

One of the sectors least affected is telecommunications, where revenues have not dropped significantly due to the crisis. However, the sector still faces major challenges, such as the urgent need for infrastructure development and improved internet services. Minister of Telecommunications Johnny Karam estimated the war-related losses at around $88 million, though some services have been less affected than others.

Conclusion

Despite the significant challenges Lebanon faces due to the ongoing war, revenues in the 2024 budget will still exceed expectations. However, Lebanon faces major challenges in the 2025 budget due to declining revenues and the need for adjustments in expenditures. The government and Ministry of Finance will need to take decisive steps to maintain fiscal stability and achieve a balance between revenues and expenditures during this difficult period.

Translated by international scopes team

المصدر: باتريسيا الجلاد – نداء الوطن

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *