سكوبات عالمية إقتصادية – EconomyScopes إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار الإقتصادية المحلية والعربية والعالمية على أنواعها
لبنان يواجه أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية بسبب تغير المناخ
في عام يُعتبر من الأكثر جفافاً في تاريخ لبنان، يواجه هذا البلد تحديات مناخية غير مسبوقة تهدد استدامته. لبنان، الذي يقع على ساحل البحر المتوسط، يعاني من نقص شديد في الأمطار هذا العام، وهو ما يعكس أزمة مناخية تهدد الزراعة، مياه الشرب، وتفاقم وضع البيئة. من خلال شحّ الأمطار، تقلصت الينابيع التي كانت تروي الزرع، وتراجعت المياه الجوفية إلى مستويات مقلقة، في وقت أصبح فيه نقص المياه يشكل تهديدًا حقيقيًا لجميع القطاعات في البلاد.
تُظهر التقارير أن لبنان يعاني من معادلة مناخية مختلة، حيث لا تعرف الفصول حدودها، والشتاء أصبح يتأخر بينما الصيف يزداد حرارة، وهو ما يسهم في تفاقم المشكلة. في عام 2024، شهد لبنان هطول أمطار غير منتظم أثّر بشكل كبير على موارد المياه، مع انخفاض حاد في مستويات التساقط مقارنة بالسنوات السابقة. كما أدت هذه الظواهر إلى كوارث بيئية من بينها الفيضانات والسيول التي تسببت في خسائر كبيرة، وأثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور علي فاعور، أستاذ الجغرافيا، إلى أن لبنان يواجه تغيرات مناخية حادة نتيجة للاحتباس الحراري، الذي أدى إلى زيادة درجات الحرارة بنسبة 0.74 درجة مئوية خلال القرن العشرين، مع زيادة أكبر في المنطقة المتوسطية. ويتوقع أن يواجه لبنان خسائر اقتصادية تصل إلى 14% من ناتجه المحلي بحلول 2040، و32% بحلول 2080 بسبب التغيرات المناخية. كما يعاني لبنان من أزمة مياه حادة، إذ سجلت مؤشرات خطيرة تتعلق بتلوث المياه والهواء، مما يساهم في زيادة الأمراض المزمنة والسرطان.
لبنان، الذي كان يعتمد على الثلوج في تغذية مياه الأنهار والآبار، بات يواجه أزمة خطيرة في الموارد المائية، مع تراجع كبير في مستوى هطول الأمطار، ما يهدد الأمن المائي والغذائي. إضافة إلى ذلك، يُحذّر الخبراء من أن استمرار هذه الاتجاهات قد يعرّض مستقبل لبنان لمخاطر بيئية وصحية جسيمة.
من جهة أخرى، تتزايد مخاطر تلوث المياه بسبب تصريف مياه الصرف الصحي في الأنهار، ما يزيد من معدلات الأمراض المعدية بين السكان، خاصة الأطفال. وقد أثبتت التقارير أن لبنان هو واحد من أعلى الدول في معدل الإصابة بالسرطان في المنطقة بسبب تلوث المياه. هذا التدهور البيئي يعكس حجم الأزمة التي يواجهها لبنان في ظل أزمة المياه المتفاقمة.
في مواجهة هذه التحديات، يتعاون لبنان مع دول أخرى لتطوير حلول لمكافحة تغير المناخ، مثل استخدام الطاقة الشمسية في المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الصحية، بالإضافة إلى جهود متواصلة لتحسين الأمن الغذائي وتخفيف الانبعاثات. لكن التحدي الأكبر يبقى في ضرورة تكثيف الجهود الدولية والمحلية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتحقيق استدامة بيئية.
Lebanon Faces the Largest Humanitarian Crisis Since World War II Due to Climate Change
In what is considered one of Lebanon’s driest years, the country stands at the forefront of an unprecedented climate crisis. Lebanon, with its Mediterranean climate, is experiencing severe water shortages, which is severely impacting agriculture, water resources, and environmental stability. The lack of rainfall this year is not just a statistic but a warning sign of the growing crisis that threatens Lebanon's agricultural future, water supplies, and further destabilizes the fragile environment.
Lebanon’s climate has become increasingly erratic, with winters becoming warmer and summer temperatures rising steadily. This has resulted in unseasonable rains, floods, and droughts, further exacerbating the environmental challenges. In 2024, Lebanon saw a significant decline in rainfall, further depleting water resources and leading to severe flooding that has devastated crops and displaced communities.
Dr. Ali Fawour, a geography professor, emphasized that Lebanon is experiencing extreme climate shifts due to global warming, with the country’s temperature increasing by 0.74°C over the 20th century. These changes are expected to result in significant economic losses, potentially reaching 14% of Lebanon's GDP by 2040 and 32% by 2080 due to the ongoing climate change impacts. In addition, rising temperatures have triggered destructive wildfires and increased pollution, leading to chronic health problems and higher mortality rates in major cities.
Lebanon, which once relied on snowmelt to sustain its water systems, is now facing severe water shortages, with groundwater levels depleting and rivers becoming polluted. According to experts, Lebanon’s water crisis is compounded by a high population density and an influx of refugees, causing both increased demand and pollution. This has led to a significant deterioration in water quality, contributing to health risks and infectious diseases, especially among children.
In response to the growing crisis, Lebanon is collaborating with international partners to implement solutions, such as solar energy in government hospitals and healthcare centers. However, the most pressing issue remains the need for both local and global action to combat climate change, reduce emissions, and ensure environmental sustainability for future generations.
Translated by economysopes team
المصدر: اللواء
