تراجع تحويلات المغتربين اللبنانيين بنسبة 25% في 2024: 4 أسباب رئيسية وراء الانخفاض
شهدت تحويلات المغتربين اللبنانيين انخفاضًا ملحوظًا في عام 2024، إذ تراجعت هذه التحويلات بنسبة 25.5% مقارنةً بالعام السابق، ليصل إجمالي المبالغ المحولة لأول مرة إلى 5.8 مليار دولار، بعد أن كانت قد تجاوزت حاجز الـ7 مليارات دولار في السنوات السابقة. ومع هذا الانخفاض الكبير، يُطرح السؤال: ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الحاد في قيمة التحويلات من المغتربين اللبنانيين؟ في هذا المقال، نستعرض الأسباب الرئيسية التي تسببت في هذا الانخفاض الكبير.
1. إدراج لبنان في “اللائحة الرمادية”
أحد الأسباب الأساسية التي ساهمت في تراجع تحويلات المغتربين اللبنانيين هو إدراج لبنان في “اللائحة الرمادية” من قبل مجموعة العمل المالي (FATF) في شهر تشرين الأول 2024. هذا القرار جعل عمليات التحويل أكثر صعوبة، حيث أصبحت البنوك والشركات المالية في الدول المرسلة للتحويلات أكثر حذرًا في التعامل مع لبنان، مما أضاف عوائق إضافية على تدفق الأموال. تجدر الإشارة إلى أن عملية التحويل تزداد بشكل كبير في شهري تشرين الثاني وكانون الأول، ومع ذلك، فقد شهد لبنان انخفاضًا في حجم التحويلات بسبب هذا التطور.
2. التكيف مع الانهيار المالي منذ 2020
منذ بدء الأزمة المالية في لبنان في عام 2020، شهدت البلاد تراجعًا كبيرًا في العملة المحلية، وهو ما دفع المغتربين اللبنانيين إلى إرسال المزيد من الأموال للبلاد لدعم العائلات والأقارب. ولكن مع مرور الوقت، بدأ اللبنانيون في التكيف مع الأوضاع الاقتصادية، حيث بدأت قطاعات عديدة في استعادة نشاطها. كما أن المواطن اللبناني بدأ في استعادة جزء من قدرته الشرائية بفضل بعض التسهيلات والآليات الاقتصادية التي وُضِعت في البلاد. وقد ساهم هذا التكيف في تقليص حجم التحويلات، إذ أصبح العديد من اللبنانيين في الخارج أقل احتياجًا لتحويل الأموال كما كان في بداية الأزمة.
3. التأثيرات السلبية للحرب في المنطقة
إن الصراع المسلح الذي اندلع في المنطقة في منتصف أيلول 2024 كان من العوامل المزعزعة للاقتصاد المحلي، حيث أن العديد من المغتربين قد قلصوا أو أوقفوا تحويلاتهم نتيجة للظروف الأمنية المتدهورة. في السنوات الأخيرة، يتزامن الفصل الأخير من السنة مع أكبر حجم لتحويلات المغتربين، وبالتالي فإن تأثيرات الحرب على الاقتصاد ساهمت بشكل واضح في هذا التراجع.
4. تأثير التضخم في الاقتصاد العالمي
أثر التضخم العالمي بشكل ملحوظ على القدرة الشرائية لمواطني الدول، وخاصة في الدول التي يقيم فيها المغتربون اللبنانيون. مع ارتفاع تكاليف المعيشة في الخارج، أصبح من الصعب على المغتربين اللبنانيين إرسال نفس المبالغ التي كانوا يرسلونها في السنوات الماضية. أدى التضخم والضغوط الاقتصادية العالمية إلى تراجع قدرة المغتربين على تحويل الأموال، مما ساهم في انخفاض التحويلات إلى لبنان.
الخلاصة
إن انخفاض تحويلات المغتربين اللبنانيين في عام 2024 بنسبة 25% يعد نتيجة لتضافر عدة عوامل، من بينها إدراج لبنان في اللائحة الرمادية، التكيف مع الأوضاع الاقتصادية المحلية، التأثيرات السلبية للحروب في المنطقة، وكذلك الظروف الاقتصادية العالمية التي تعصف بالقدرة الشرائية لمواطني الدول. هذه العوامل مجتمعة تؤثر بشكل كبير في تحويلات اللبنانيين المغتربين إلى وطنهم.
Why Lebanese Expatriates’ Remittances Dropped by 25% in 2024: 4 Key Reasons
In 2024, remittances from Lebanese expatriates dropped significantly, marking a decline of 25.5% compared to the previous year. The total amount transferred reached only $5.8 billion, after exceeding $7 billion in previous years. With such a sharp decrease, the question arises: What are the primary factors contributing to this decline in remittances from Lebanese expatriates? In this article, we explore the main reasons behind this significant drop.
1. Lebanon’s Inclusion in the “Grey List”
One of the primary causes of the decline in remittances is Lebanon’s inclusion in the “grey list” by the Financial Action Task Force (FATF) in October 2024. This move made remittance transfers more difficult, as banks and financial institutions in remitting countries became more cautious when dealing with Lebanon. This added barriers to the flow of funds. It's important to note that November and December are typically the months when remittances peak, yet Lebanon experienced a reduction in transferred funds due to this change.
2. Adapting to the Financial Collapse Since 2020
Since the onset of the financial crisis in 2020, Lebanon has seen a massive depreciation of its local currency, prompting many Lebanese expatriates to send more money home to support their families. However, over time, Lebanese individuals have adapted to the economic situation. Various sectors began to recover, and people regained some of their purchasing power through economic adjustments. This adaptation led to a decrease in remittances, as many expatriates felt less need to send as much money as before.
3. Impact of Regional Conflict
The armed conflict that erupted in mid-September 2024 also negatively impacted Lebanon’s economy, as many expatriates reduced or stopped sending remittances due to deteriorating security conditions. The last quarter of the year generally sees the highest number of remittance transfers. However, the ongoing conflict exacerbated this situation, leading to a decline in the volume of funds sent.
4. Global Inflationary Pressures
Global inflation has significantly affected the purchasing power of citizens in countries where Lebanese expatriates reside. With rising living costs abroad, it became harder for expatriates to send the same amounts of money they used to. Inflation and the global economic pressure led to a reduced ability for Lebanese nationals abroad to transfer funds, contributing to the overall decrease in remittances.
Conclusion
The decline in Lebanese expatriates’ remittances by 25% in 2024 is the result of a combination of factors, including Lebanon’s grey list inclusion, adaptation to local economic conditions, the adverse effects of regional conflict, and the global inflation crisis. These factors together have greatly impacted the amount of money expatriates are able to send back to Lebanon.
Translated by economyscopes team
المصدر: ليبانون ديبايت