أظهرت بيانات أن القيمة السوقية للعملات المشفرة سجلت أعلى مستوى على الإطلاق عند تريليوني دولار أمس، مع اجتذاب المكاسب التي سجلتها في الأشهر الماضية لطلب من المؤسسات الاستثمارية والمستثمرين الأفراد.
وبحسب “رويترز”، بلغت القيمة السوقية 2.02 تريليون دولار في منتصف جلسة التداول أمس. وجرى تداول “بيتكوين”، العملة المشفرة الأكبر في العالم، مرتفعة 1.4 في المائة عند 59 ألفا و25 دولارا، مع قيمة سوقية قدرها 1.1 تريليون دولار.
وفي حين يخشى بعض المراقبين في السوق تقلب سعر “بيتكوين” الذي لا يستند إلى أي أصول، يرى آخرون أن الوضع مختلف عما كان عليه في عام 2017، حينما قفزت أسعار “بيتكوين” بشكل كبير قبل أن تنهار مطلع عام 2018.
وعلق نيل ولسون المحلل في “ماركتس دوت كوم”، أخيرا “يوجد اهتمام ملحوظ أكثر فأكثر في عالم الأعمال بالعملات الافتراضية، حوّل السوق كثيرا مقارنة بعام 2017”.
وأثارت الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية “تسلا” مفاجأة باستثمارها 1.5 مليار دولار في “بيتكوين”.
ولا يتوانى إيلون ماسك مدير “تسلا” وأغنى رجل في العالم، عن الإشادة بميزات العملات الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أعلنت مجموعة “مايكروستراتيجي” الأمريكية الناشرة للبرمجيات والمتوسطة الحجم، التي استثمرت أواخر 2020 في “بيتكوين” السماح للمستثمرين في وول ستريت بالمراهنة على العملة الافتراضية عبر شراء أسهمهم، جمعها 600 مليون دولار لشراء “بيتكوين”.
ويزداد اهتمام المجموعات المصرفية والمالية أكثر فأكثر بـ”بيتكوين”. وأعلن أقدم مصارف وول ستريت، “بي إن واي ميلون” وشركة ماستر كارد، مشاريع جديدة في العملات الافتراضية أطلقت في الأشهر الأخيرة، وكذلك فعلت شركتا “بلاك روك” و”باي بال”. لكن سوق العملات الافتراضية لا تحظى بالإجماع، فعديد من حكام البنوك المركزية في العالم مثل أندرو بيلي في المملكة المتحدة، استبعدوا فكرة عدّ “بيتكوين” عملة منفصلة بحد ذاتها أو حتى اعتبارها بمنزلة “ذهب رقمي” يسهم في حفظ الثروة.
وتعود جذور الشكوك حول جدوى العملات المشفرة إلى إطار عمل الأموال باعتبارها وسيلة للتبادل، ووحدة حساب، ومخزنا للقيمة. يشير منتقدو “بيتكوين” إلى عدم استقرارها وافتقارها إلى الخفة في التعاملات، لكن توجد أسباب جيدة جدا لقادة الأعمال للاستثمار فيها.
من حيث التبادل، تعد العملات المشفرة مرهقة، وتنفيذ المعاملات بواسطتها بطيئا، مقارنة بالأدوات الموجودة، مثل بطاقات الائتمان والعملات التقليدية. في حين إن “فيزا” و”باي بال” يمكنهما تنفيذ 24 ألف معاملة و193 ألف معاملة في الثانية، على التوالي، يمكن لـ”بيتكوين” إكمال سبع معاملات فقط في الثانية. علاوة على ذلك، من أجل تحقيق مكانة باعتباره وسيلة للتبادل، يجب أن يكون المال محل ثقة على نطاق واسع، وأن يكون له عدد كبير من المستخدمين. اليوم فشلت “بيتكوين” في كلا الأمرين.
تريليونا دولار القيمة السوقية للعملات المشفرة .. مستوى قياسي
مقالات ذات صلة