تحوّل الوضع الاقتصادي اللبناني إلى حديث روّاد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم. فبعد سنوات، كان يتناقل فيها اللبنانيون صوراً الفنزويليين يزنون رزم الأوراق النقدية بدلاً من إحصائها، يتناقل الرواد حول العالم صوراً تقارن بين ما يمكن شراؤه بـ10 آلاف ليرة اليوم وبين ما كان يمكن شراؤه في العام 2019.
يشير موقع “numbeo” الذي يحتسب أكلاف المعيشة حول العالم إلى أنّ لبنان يحتل المرتبة الأولى في قائمة البلدان العربية الأغلى معيشة، وبعد لبنان، تأتي قطر في المرتبة الثانية، ثم الإمارات وبعدها البحرين، وفلسطين خامسةً.
مصدر الصور المتناقلة بكثيرة- وهي عبارة عن “إنفوغرافيك”- يعود إلى تقرير على موقع “الجزيرة” باللغة الإنكليزية.
ويوضح التقرير أنّ لبنان يعيش أسوأ أزمة اقتصادية منذ 30 عاماً، حيث فقد عشرات الآلاف عملهم، في حين يعاني ملايين آخرون لشراء السلع الأساسية، وهذا كله يتزامن مع تفشي فيروس كورونا.
ويبيّن التقرير أنّ الليرة اللبنانية فقدت 80% من قيمتها، لافتاً إلى أنّ أسعار المواد الغذائية تضاعفت 5 مرات اليوم، فلا تكفي 10 آلاف ليرة اليوم إلاّ لشراء ليتر من الحليب.
وفي “إنفوغرافيك” يوضح مدى التدهور الحاصل، تظهر الأرقام أنّ 10 آلاف ليرة كانت تكفي في آذار 2019 لشراء ليتر من الحليب وكيلو من البندورة وكيلو من البرتقال وكيلو من التفاح وكيلو من الخيار وكيلو من الأرز وكيلو من الدجاج. أمّا في آذار العام 2020، فلم يعد مبلغ الـ10 آلاف ليرة يكفي إلاّ لشراء ليتر من الحليب وكيلو من البندورة وكيلو من البرتقال. واليوم، ومع تسجيل الدولار أرقاماً قياسية في السوق الموازية وصلت إلى 15 ألف ليرة، لم يعد المبلغ يشتري سوى ليتر من الحليب.
في السياق نفسه، يوضح “إنفوغرافيك” آخر أنّ سعر الزيت النباتي تضاعف 16 مرة، أمّا سعر الدجاج فـ8 مرات، وسعر الأرز 6 مرات. الدواء أيضاً تأثّر بحسب تقرير “الجزيرة” المستند إلى أرقام وزارة الصحة، إذ يوضح أنّ سعر الـ”إيبوبروفين” (مسكن للآلام) تضاعف مرتين.
إلى ذلك، ينشر التقرير رسماً بيانياً لتدهور الليرة في السوق الموازية، إذ يظهر كيف بدأت الليرة تفقد قيمتها تدريجياً لتسجل 4100 ليرة أمام الدولار في السوق الموازية في أيار العام 2020، ثم 8750 ليرة في تموز الفائت و12250 ليرة في آذار الفائت، ما يعني أنّها فقدت 8 مرات قيمتها، باعتبار أنّ سعر الصرف الرسمي محدد عند 1500 ليرة للدولار.
المصدر: لبنان 24