كورونا شلّت حركة الطيران… فكيف تبدو اليوم؟

لا تزال شركات الطيران تبدو عاجزة عن استئناف تحليقها المعتاد حول العالم. فعلى الرغم من اتساع حملة التلقيح في الولايات المتحدة، إلا أنَّ العديد من الدول الأخرى تواجه موجة جديدة من فيروس كورونا.

ومن المتوقَّع أن تنهي شركات الطيران عام 2021، وهي تعرض ثلثيّ المقاعد التي كانت تعرضها في عام 2019، وسط توقُّعات أن يكون الطلب من قبل الركاب أدنى من ذلك حتى.

وعلى الصعيد العالمي، لا تزال سعة رحلات شركات الطيران متوقِّفة عند 58% من مستويات ما قبل الوباء، بحسب جون غرانت، كبير المحللين في شركة بيانات الطيران (OAG)، مشيراً إلى أنَّه في مقابل كلِّ سوق يحقق نموَّاً، ثمة سوق يسجِّل تراجعاً.

واستناداً إلى تحديثات (OAG) الأسبوعية، توفِّر “بلومبرغ” أداة تتبع دولية من أجل مراقبة تعافي السفر الجوي، في حين يستبعد غرانت أن يحصل هذا التعافي سريعاً.

ويبلغ عدد المقاعد التي تعرضها شركات الطيران حالياً نحو 62 مليون مقعداً أسبوعياً، مقارنة بـ106 مليون مقعد أسبوعياً في عام 2019.

مقاعد أقل من أي وقت مضى
وعلى الرغم من أنَّ احتساب المقاعد المعروضة لا يشكِّل قياساً دقيقاً، بقدر تعقب الحركة الفعلية للركاب، إلا أنَّه أمر يمكن أن يساعد على تحديد الاتجاهات العامة، ويعطي لمحة مبكرة عمَّا يجري على الصعيد الدولي أو الإقليمي أو الوطني.

ففي أوروبا، أحبطت الإغلاقات الآمال بصيف مزدهر، ويتوقَّع غرانت أن تصل سعة الرحلات الجوية إلى معدَّل نحو 65 إلى 68 مليون مقعد مع حلول نهاية العام، مع انخفاض الطلب لدى الركاب بـ15 إلى 20 نقطة مئوية، تحت سعة الرحلات المتوفِّرة، ومن المتوقَّع أن يستمر ذلك الوضع “لفترة طويلة”، بحسب غرانت. الذي أضاف: “قد يكون هناك ضوء في نهاية النفق، إلا أنَّ النفق أمامنا لا يزال طويلاً جداً”.

كيف يبدو السفر الجوي هذا الأسبوع؟
تظهر بيانات (OAG) للأسبوع الذي بدأ في 12 أبريل، أنَّ حركة الطيران في الولايات المتحدة اكتسبت زخماً قوياً. واستفادت بعض الوجهات في الكاريبي من التحسُّن الذي حدث مؤخراً. فإلى جانب كانكون في المكسيك، تنقل الخطوط الجوية الأمريكيين إلى الجزر العذراء الأميركية، فقد ارتفعت سعة هذه الرحلات بنسبة 36% بالمقارنة مع 2019، وفي بورتوريكو ارتفعت السعة بنسبة 0.5% . وأما بالنسبة لرحلات سانت فينسنت وغرينادين، فإنَّه من المتوقَّع أن يقضي الثوران البركاني الذي حصل الأسبوع الماضي، على 13% من الأرباح.

وكانت شركات الطيران منخفضة التكلفة في الولايات المتحدة قد زادت سعة رحلاتها، بعد أن أسهم ارتفاع معدَّلات تلقي اللقاحات في تحفيز السفر الترفيهي. وبدت شركتا “فرونتيير غروب” القابضة، وخطوط “سبيريت” الجوية، الأكثر حماسة، فقد زادت عدد الرحلات قبل عطلة الربيع، على الرغم من أنَّ اندفاعاتهما تراجعت في الأسبوع الماضي.

آسيا تسبق الجميع في العودة للسفر
وعلى الرغم من النموّ الذي تسجِّله الولايات المتحدة في مجال الرحلات الجوية، إلا أنَّ آسيا في الطليعة. فمقاعد الطيران المعروضة في الصين ارتفعت بنسبة 5.1% بالمقارنة مع الأسبوع عينه من العام 2019. وفي فيتنام التي لا تزال مغلقة أمام السواح الأجانب، أسهمت السياحة الداخلية في عودة سعة الرحلات إلى ما كانت عليه قبل عامين، وينطبق الأمر نفسه على الهند، فقد تراجع عدد المقاعد المعروضة بنسبة 16% فقط.

بينما في أوروبا، تضاءلت الآمال بصيف واعد في القارة، حيث المقاعد المعروضة في رحلات دول مثل: إيطاليا، وفرنسا، وألمانيا لا تزال أقل بنسبة 25% أو أدنى بالمقارنة مع معدَّلات ما قبل الوباء.

أمَّا التطور المفاجئ، فيتمثَّل ببعض النقاط المضيئة في أفريقيا، التي تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية مع ارتفاع بنسبة 41% مقارنة بمعدَّلات ما قبل الوباء. وكانت الدولة الواقعة في وسط أفريقيا في أحضان الغابات الماطرة قد فتحت حدودها الدولية منذ أغسطس.

في الشرق الأوسط، يشهد اليمن الذي مزَّقته الحرب تحسناً في سعة الرحلات، بارتفاع بنسبة 19% مقارنة بمعدَّلات عام 2019. وعلى الرغم من أنَّ خيارات اليمنيين محدودة إزاء الدول التي يمكنهم التوجه إليها، إلا أنَّ الخطوط الجوية أعادت توفير رحلات إلى السودان وأثيوبيا، إذ من الأسهل لليمنيين الحصول على تأشيرات سفر.

لم تعد أي منطقة جغرافية إلى معدَّلات 2019
وقد تمكَّنت الصين بسرعة من السيطرة على تفشي فيروس كورونا، ونجحت في إبقاء الإصابات عند معدَّلات منخفضة. وهي تستمر في تمكين الخطوط الجوية في آسيا من الأداء بشكل أفضل مقارنةً بشركات الطيران الأخرى حول العالم، لكن لم يكن ذلك كافياً للعودة إلى سعة الرحلات الجوية التي تراجعت منذ العام 2019.

وكان التعافي في آسيا قد تعرقل لفترة وجيزة خلال عطلة رأس السنة القمرية في فبراير الماضي، بعد أن حثَّت الحكومة الصينية المواطنين على الامتناع عن السفر، بحسب ما أظهرته بيانات (OAG)، إلا أنَّ الأمور عادت وتحسَّنت بعد ذلك، على الرغم من تسجيل ركود في وتيرة التعافي في الأسابيع الماضية.

من جهتها، شهدت أمريكا الشمالية تحسناً واضحاً في بداية مارس مدفوعاً بالسفر لقضاء عطلة الربيع، واكتساب حملة اللقاحات المزيد من الزخم.

ويبدو أنَّ هذا التوجُّه سوف يستمر بعد أن أعلن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنَّ الأشخاص الملقَّحين يمكنهم العودة للسفر الترفيهي، إلا أنَّ هذه النظرة المتفائلة قد خفتت إثر ارتفاع معدَّلات الإصابة في منطقة الغرب الأوسط، التي رفعت عدد الإصابات بشكل عام في الولايات المتحدة إلى أعلى معدَّل لها منذ أسبوعين.

أمَّا أوروبا فتأتي في موقع متأخر عن المناطق الجغرافية الأخرى كافةً، إذ تجتمع عدَّة عوامل، مثل الاعتماد الكبير على الرحلات الجوية الدولية المعقَّدة حالياً بسبب إجراءات إغلاق الحدود، بالإضافة إلى نشوء سلسلات جديدة من الفيروس، والمشاكل التي سادت حملة التلقيح في الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، فإنَّ المملكة المتحدة التي كانت الأكثر نجاحاً في خفض عدد الإصابات، تبدو غامضة إزاء هدفها المحدَّد بإعادة الطيران الدولي في 17 مايو القادم. ومع ذلك هي تقول، إنَّها ملتزمة بهذا الهدف حتى الآن.

 

السفر الداخلي يعوض الخسائر
وفي الولايات المتحدة، لا تزال سعة رحلات شركة طيران “يونايتد” أقل بـ50% من المعدَّل السابق، بما أنَّها تركِّز على الرحلات الدولية. وقد حرصت شركة الطيران التي تتخذ من شيكاغو مقرَّاً لها على الموافقة بين السعة والطلب، لتضمن أنَّ طائرتها تحلِّق، وهي أكثر امتلاءً.

من جانبها، ستوفِّر شركة طيران “دلتا”، وهي أيضاً شركة طيران دولية ضخمة، المزيد من المقاعد للركاب ابتداءً من الأول من مايو، حين تصبح آخر شركة طيران في الولايات المتحدة ترفع الحظر عن بيع تذاكر للمقاعد في الصفوف الوسطى.

وفيما لا يزال السفر الدولي خجولاً، ازدهر الطيران الداخلي في بعض الدول الكبرى، فالسفر عبر القطار أو بالسيارات لا يتسم بالعملية الكافية. وقد استمرت كلٌّ من الصين والهند في استلام طائرات ذات ممر واحد من شركة “إيرباص”. كما أنَّ فيتنام التي تمتد على نحو ألف ميل من الشمال إلى الجنوب، قد حقَّقت تعافياً جيداً هي الأخرى، وتراجعت سعة رحلات شركات الطيران بنسبة 5.2% فقط بالمقارنة مع عام 2019.

وفي المقابل، فإنَّ سنغافورة وهونغ كونغ، تعتمدان على السفر الدولي بشكل أساسي، وبالكاد تسجِّلان أي حركة طيران. فأي تقدُّم يحقَّق على صعيد إنشاء ممرات جديدة يتعرقل بفعل تفشٍ جديد للفيروس. وذلك على الرغم من أنَّ أعداد الإصابات لا تزال منخفضة بالمقارنة مع الدول الغربية.

وفي ماليزيا، حيث تراجعت السعة إلى 85% دون معدَّلات العام 2019، كشفت شركة “إير آسيا” عن خسارة قياسية في الربع الأول من العام 2020 بعد أن عرقلت الإغلاقات المحلية الناجمة عن الفيروس خططها باستئناف أنشطتها المحدودة.

ما الذي ينتظرنا في مجال الطيران؟
فيما تستدعي شركات الطيران الأميركية طياريها الذين كانوا في عطلة، تبقى استمرارية الانتعاش الذي شهده شهر مارس رهن الأسابيع المقبلة. وقالت المحللة هيلاني بيكر من “كوين أند كو”، إنَّ ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا أدَّى إلى عدم الوضوح في أفق شركات الطيران.

وعلى الأرجح، ستكون معدَّلات التلقيح العامل الأساسي الذي سيساهم في رفع الحظر عن السفر في الأشهر المقبلة.

وفي هذا الإطار، علَّقت الولايات المتحدة هذا الأسبوع استخدام لقاح “جونسون أند جونسن”، كما تمَّ تأخير طرحه في أوروبا بعد تقارير ربطته بتجلُّطات دموية نادرة. كذلك، طُرحت الشكوك حول مدى فعالية بعض اللقاحات الصينية.

وتابع غرانت من (OAG): “من الصعب جداً توفير ما يكفي من اللقاحات على المستوى العالمي بحلول نهاية 2021 أو حتى 2022″، مضيفاً: “يكاد يصبح السفر الجوي منتجاً مترفاً مجدداً، بالأخص إذا كنت مضطراً للخضوع للاختبار قبل أن تغادر وحين تعود”.
المصدر: 24 – بلومبيرغ

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

سعر الذهب اليوم، أسعار الذهب، توقعات أسعار الذهب، تحليل الذهب اليوم، سعر جرام الذهب، أسعار الذهب في السوق، تداول الذهب، استثمار الذهب، سعر الذهب في مصر، سعر الذهب في السعودية، سعر الذهب في الخليج، أخبار الذهب، الذهب مقابل الدولار، أسعار الذهب العالمية، أسعار الذهب الفورية، شراء الذهب، بيع الذهب، سعر الذهب عيار 21، سعر الذهب عيار 24، سعر الذهب اليوم في البورصة، أسعار الذهب في الأسواق العالمية، استراتيجيات الاستثمار في الذهب، تحليل أسعار الذهب، أسعار الذهب في البورصة العالمية، مؤشر أسعار الذهب، توقعات الذهب، الذهب في السوق العالمية، أسباب ارتفاع أسعار الذهب، استقرار أسعار الذهب، سعر الذهب في السوق اليوم، الذهب عيار 18، أسعار الذهب والفضة، تجارة الذهب، الذهب الملاذ الآمن، شراء الذهب عبر الإنترنت، سعر الأونصة الذهب، أسعار الذهب في محلات الصاغة، أسعار الذهب في البورصة المصرية، تحليل فني لسعر الذهب، اتجاهات أسعار الذهب، سعر الذهب في دبي، سعر الذهب في الكويت، توقعات أسعار الذهب في 2024، أسباب انخفاض سعر الذهب، العوامل المؤثرة على أسعار الذهب، تداول الذهب عبر الإنترنت، سوق الذهب اليوم، الذهب عيار 14، أسعار الذهب التاريخية، أسعار الذهب اليوم بالدولار، تحليل أسواق الذهب، شراء الذهب كاستثمار، أفضل وقت لشراء الذهب، توقعات الذهب المستقبلية، أسعار سبائك الذهب، سعر كيلو الذهب، سعر الذهب في لندن، أخبار أسعار الذهب، اتجاه الذهب اليوم، أسعار الذهب في الهند، توقعات أسعار الذهب العالمية، أفضل شركات تداول الذهب، تداول الذهب في البورصة، التداول الإلكتروني للذهب، سعر الذهب في السوق السوداء، أسعار الذهب في محلات المجوهرات، التغيرات في أسعار الذهب، استراتيجيات تداول الذهب، سعر الذهب عيار 22، مستقبل سعر الذهب، أسعار الذهب اليوم في مصر، أسعار الذهب في الشرق الأوسط، مؤشرات أسعار الذهب، شراء الذهب في الخليج، سعر الذهب في السوق العالمية، اتجاه أسعار الذهب، تحديث أسعار الذهب اليوم، توقعات الذهب في 2024، استثمار الذهب في البنوك، سعر الذهب في السوق السعودية، سعر الذهب في مصر الآن، أسعار الذهب في الصين، الذهب والاقتصاد العالمي، تحليل سوق الذهب العالمي، استثمار الذهب في البورصة، سعر الذهب في الأسواق الناشئة، أسعار الذهب في قطر، سعر الذهب اليوم في الأردن، توقعات أسعار الذهب اليومية، سعر الذهب في السوق المصرية، أسعار الذهب في الأسواق الخليجية، سعر الذهب اليوم في الجزائر، تجارة الذهب في الشرق الأوسط، سعر الذهب اليوم في الإمارات، سعر الذهب في السوق العمانية، تحديثات سوق الذهب، التحليل الفني للذهب، سعر الذهب في السوق العراقية، تأثير أسعار الذهب على الاقتصاد، سعر الذهب اليوم في السوق السوداء، gold price today، gold prices، gold price forecast، gold analysis، gold investment، gold trading، current gold price، gold rate، gold price in USA، gold market، gold price per gram، buy gold online، sell gold، gold price per ounce، gold price per kilo، gold futures، gold ETF، gold price news، gold price live، gold price in Europe، gold price prediction، gold rate today، best gold investment، gold market trends، gold price historical، gold spot price، gold price updates، gold bullion price، gold vs dollar، gold price in Asia، global gold prices، gold market analysis، gold investment strategies، online gold trading، gold price in Middle East، future of gold prices، gold price in London، gold price trends، gold market updates، gold price in the stock market، gold price in China، impact of gold prices on the economy، gold price in emerging markets، global gold market، gold price fluctuations، gold price predictions 2024، gold price in UAE، gold price in India، gold price today USA، investing in gold ETFs، physical gold investment، trading gold futures، price of gold per gram today، buy gold as an investment، current price of gold per gram، buy gold bars، gold price chart، gold market price، gold price in Saudi Arabia، gold price in Dubai، price of gold in GCC، global impact of gold prices، real-time gold prices، Gold price trends, Investing in gold, Factors affecting gold prices, Gold investment benefits, Gold vs. currency stability, Historical gold price highs, Gold market analysis 2024, Impact of interest rates on gold, Geopolitical effects on gold prices, Central bank gold reserves, اتجاهات أسعار الذهب, الاستثمار في الذهب, عوامل تأثير أسعار الذهب, فوائد الاستثمار في الذهب, الذهب مقابل استقرار العملات, ارتفاع أسعار الذهب التاريخي, تحليل سوق الذهب 2024, تأثير أسعار الفائدة على الذهب, تأثير الجغرافيا السياسية على أسعار الذهب, احتياطيات الذهب للبنوك المركزية

“ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الخلافات التجارية والقلق الجيوسياسي”

“ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الخلافات التجارية والقلق الجيوسياسي” سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *