كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
ستبدأ في الساعات والأيّام القليلة القادمة مفاعيل “الأيّام المصيريّة” التي تحدّث عنها وزير الخارجيّة الفرنسيّة جان إيف لودريان حيال سلطة لبنان، فالمسألة لم تعد تقتصر على عقوبات ضدّ مُعرقلي تأليف حكومة جديدة وإفشال المبادرة الفرنسيّة، بل تصل إلى فرض إجراءات أوروبيّة مشتركة لحماية المصالح الأوروبيّة.
في الوقت الذي غادرت فيه السفيرة الفرنسيّة في لبنان آن غريو إلى باريس، لتعود بعد أسبوع من الآن، يأخذ حراك الإتّحاد الأوروبي بالتفاعل في وجه إيران وأذرعتها العسكريّة المتّهمة بتهديد الأمن القومي في دول أوروبا.
فبعد عقوبات الإتّحاد بحقّ ٨ قادة من الباسيج والشرطة الإيرانيّة، يُفيد مصدر دبلوماسي غربيّ، لموقع mtv، بـ”وجود توجّه أوروبي مشترك يقضي بتقويض حضور “حزب الله” في الأراضي الأوروبية، كمقدّمة لحظره رسمياً على مستوى الإتحاد، سيّما أنّ ألمانيا- التي تقود “الأوروبي”- تضع هذا الملف ضمن أولويّاتها وباشرت بالتدابير المتشدّدة المُقرّرة، على اعتبار أنّ الذراع العسكريّ والأمنيّ لـ”الحزب” أصبح خطراً قومياً على أوروبا الشرقيّة ومُنتهكاً لمصالحها، بعدما عمدَ إلى التوسّع في أوروبا الغربيّة”.
وبينما كانت أوروبا ملتزمة بقرار الفصل بين الجناحَين السياسي والعسكري لـ”حزب الله”، لن يبقى الوضع على حاله كما تكشف الأوساط، فـ”الجناح العسكريّ في ذمّته ممارسات وأعمال غير شرعيّة داخل الأراضي الأوروبيّة تصل إلى حدود تصنيع والمتاجرة بالممنوعات، في وقت أنّ الجناح السياسي هو مَن يُدير قرارات هذا الحزب وأداءه، وهو الجهة الأقوى في السلطة التي أغرقت الدولة اللبنانية في الفساد، لذا فإنّ التوجّه مرشّح للحظر الكامل بحقّ الحزب بشقَّيْه السياسيّ والعسكريّ”.
ويُشير المصدر إلى أنّ “باريس تجاوزت مرحلة دراسة حظر الحزب كاملاً، وأصبحنا أمام رغبة أوروبية، بقيادة ألمانيا التي تضمّ حضوراً شيعياً واسعاً من رجال أعمال ومموّلين ومسؤولين بارزين، لرسم الخطوط الحمراء حول النشاط السياسي والمالي للحزب داخل أوروبا بشكل عام كخطوة سابقة لحظره بالكامل”.
هذا الأمر، تجزم الأوساط، أنّه “سيقود “الحزب” إلى تعزيز إقتصاده الخاص على مستوى البيئة الشيعيّة وتحقيق اكتفاءٍ معيشيّ يحميه قدر الإمكان من ارتدادات داخليّة قد تنفجر في وجهه بفعل استفحال حالة الإنهيار في قيمة الليرة والإرتفاع الناري للأسعار”.