كتبت صباح وتّار في موقع mtv:
الغلاء ما ترك للفقير حيلة. راوي العطاشى تغيّرت أحواله وتبدّلت اسعاره من 11,000 ليرة الى 62000 ليرة، أو أكثر وفق الصنف.
ما عاد ظمأ العطشان، وتقاليد الصائم، الذي ينوّع بالمشروبات، يرتوي بغير رشفة الماء. فمن الجلّاب إلى ماء الورد والتمر الهندي (33,999 ل.ل.)… يا قلبي لا تشرب.
تشكيلة المشروبات الرمضانيّة ذهبت مع الريح، كما ولّت أيام موائد رمضان. وأصبح محسوب كميّة إستهلاك الزيت (قبل الأزمة 8 ليتر 21,000 ل.ل.) أمّا الان (5 ليتر 95،000 ل.ل) هذا ناهيك عن الحليب، السمنة، السكّر…
لا الليرة بخير ولا طعم الجلّاب عاد مألوفاً. فقلّة قليلة تستطيع أن تشتري الجلّاب وحتّى من يشتريه تنتابه غصّة. الأولويّات باتت مختلفة عند المواطنين، والمؤكد أنّ الجلاب ليس من بينها، حيث يتنافس هنا الزيت مع السكّر والحليب على الصدارة، في رمضان كما في الأشهر كلّها.
أمّا كوب الجلّاب فما عاد يغري الكثيرين، خصوصاً أنّ زينته من حبّات الصنوبر بعيدة المنال، إذ ربح كيلو الصنوبر سباق الغلاء، ونال المليون، وأكثر.
تبدلّت أيام زمان، ومنظر الروشة الخلّاب، مع كأس جلّاب من ابو حلب مفعمة بالثلج ومليئة بالصنوبر بسعر لا يتعدّى الليرة. حتّى أسعار رمضان الماضي، مع كأس جلاب بـ 6 آلاف ليرة، باتت موضع حسرة. يكاد هذا المبلغ يشتري اليوم حبّة صنوبر، لا أكثر!
بتنا نفتّش اليوم عن البديل الأوفر. العلامات التجاريّة ذات الجودة تتراجع لصالح الأرخص. رحم الله أيّام زمان، ورحم معها الفنّان عصام رجّي الذي غنّى ذات يوم للتمر الهندي، ولو أنّ حال هذه الأيّام تجير تغيير كلمات أغنيته لتصبح: “يا سمرة يا تمر هندي يا أغلى مشروب عندي كل ما بقلا سقيني شوي بتقلّي ما في مصاري بالحيّ… الغلا دبحنا يا افندي”.