أمضت شركة الخطوط الجوية القطرية سنوات في ظل شركة طيران الإمارات، إلا أنها نجحت في استغلال وباء كورونا للتفوق على منافستها الإماراتية، وأصبحت أكبر شركة طيران لمسافات طويلة في العالم في الوقت الحالي، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
خلال الوباء، سيرت الشركة القطرية طائرات غالباً ما تكون شبه فارغة على مسارات حول العالم لزيادة حصتها في السوق. كما استغلت تقليص عدد الموظفين في طيران الإمارات لتوظيف الموظفين جدد.
وفي الوقت الذي قلصت فيه شركات الطيران الأخرى خدماتها إلى الأسواق بسبب تداعيات الوباء، تسعى الشركة القطرية المدعومة من الدولة للحصول على حقوق هبوط جديدة لتظهر أقوى بعد الوباء.
في الأشهر الـ 12 الماضية، نقلت الخطوط القطرية مسافرين أكثر من أي شركة طيران أخرى على خطوط عابرة للحدود، وفقًا لشركة البيانات OAG. لكن لا تزال شركة الخطوط الجوية الأميركية هي الأكبر في العالم في عدد الرحلات المحلية والدولية
وقال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، في مقابلة في إشارة مستترة لطيران الإمارات “نحن جاهزون للمنافسة، لم نبتعد عن المنافسة، نحب المنافسة”.
كانت شركة طيران الإمارات أعلنت الشهر الماضي أنها ستسير أول رحلة بطاقم وركاب تم تطعيمهم بالكامل. من جانبها، ردت الشركة القطرية بتسيير رحلة مطعمة بالكامل قبل أربعة أيام من إقلاع الرحلة الإماراتية المخطط له.
كانت طيران الإمارات أكثر حذراً من منافستها القطرية خلال الوباء. أوقفت معظم أسطولها في آذار من العام الماضي، وأوقفت أكثر من 100 طائرة عملاقة من طراز إيرباص A380 وأعادت مسارها ببطء.
في الأشهر الأربعة الأولى من الوباء، أعادت قطر حوالي 3.2 مليون مسافر لبلادهم، وهي خطوة قال الباكر إنها نالت ولاء العملاء الجدد. كما فتحت خطوط مواصلات جديدة إلى أماكن مثل سان فرانسيسكو وبريسبان في أستراليا وأبيدجان في ساحل العاج وأكرا عاصمة غانا، وهي وجهات تخطط لإبقائها في شبكتها.
هذه الاستراتيجة الجديدة أتت ثمارها بالفعل. فقد أطلقت قطر رحلات إلى سياتل في وقت سابق من هذا العام وحصلت على 22.3٪ من حصة السوق من حركة المسافرين من آسيا في مارس، مقابل 16.7٪ لطيران الإمارات، التي بدأت العمل هناك قبل تسع سنوات، وفقًا لإحصائيات مطار سياتل تاكوما الدولي.
في أستراليا، حيث حدت الحكومة من عدد الركاب المسموح لهم بدخول البلاد كل أسبوع، قامت العديد من شركات الطيران بتخفيض الخدمة. في حين قامت طيران الإمارات بتسيير 118 رحلة إلى أستراليا في فبراير، وهو ثلث رحلاتها قبل عام، سيرت قطر على ما يقرب من 145 رحلة إلى البلاد ، وفقًا لإحصاءات حكومية.
ووسعت حصتها في السوق من 3.6٪ من الركاب الدوليين الذين تم نقلهم من وإلى أستراليا في فبراير من العام الماضي إلى 16.2٪ هذا العام، بحسب البيانات.
وقال الباكر: “بغض النظر عما سيحدث في جميع أنحاء العالم، ستكون هناك دائمًا أسواق يرغب الناس في السفر إليها. نحاول أن نأخذ كل دولار على الطاولة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة الطيران المدعومة من الدولة تحمل تكاليف التوسع لأن قطر الغنية بالغاز هي واحدة من أغنى دول العالم. وتريدالحكومة استخدام ناقلتها لتعزيز السياحة قبل استضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.
المصدر: الحرة