كثرة التحليلات قد تربك المواطن ولكن ثمة شعور عام يتزامن مع مواقف سياسية تنذر بتصعيد لاسيما وأن الملفات تزداد تعقيدا وتدفعنا الى توقع انفجار قريب.مع دخولنا شهرا جديدا من الفراغ الحكومي من دون أي رؤية سياسية جدية للخروج من الازمة الاقتصادية والمالية المستفحلة، وفي ظل حصار خليجي ودولي تتصاعد وتيرته مع الايام، بدأت سيناريوهات ما بعد الانهيار أو الانفجار تُطرح على الطاولة في أكثر من عاصمة وبعلم الطبقة السياسية التي تفتقر الى ادنى مقومات الاستمرارية بعد أن فقدت سلطتها على الطبقات الاجتماعية التي يتآكلها الفقر.
السيناريو الاخطر الذي يتم التداول به، هو الذي قد يأتي بعد عيد الفطر مع اتخاذ قرار رفع الدعم من قبل مصرف لبنان ما يرتب أعباء داخلية كبيرة قد تُولد الانفجار الاجتماعي الكبير، لاسيما وأن المصرف المركزي لم يعد قادرا على “سد فجوات” الطبقة السياسية غير الراغبة بايجاد حل سريع لتأليف الحكومة.
في ظل هذا السيناريو يعتقد اللبناني أن الدعم يقتصر على السلة الغذائية التي استنزفت الاحتياط المصرفي وتم توريدها الى الخارج، في حين يحذر خبراء ماليون من الاسوأ نظرا لحجم الدعم الذي يوليه المصرف المركزي للكثير من الخدمات في مختلف القطاعات ولا يشعر بها اللبناني، كفاتورة الكهرباء والانترنت والقروض على مختلف انواعها وغيرها من الامور التي لا يزال سعر الصرف فيها على ” 1500 ليرة أو 3900″، اما بعد ايار فكل هذه الامور قد تتبدل وتقع الكارثة التي نخشاها منذ سنوات.
في رؤيته لسيناريوهات الاشهر المقبلة توقعات غير مطمئنة يتحدث عنها الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة الذي يشرح عبر ليبانون فايلز مجريات الامور واتجاهاتها، فيؤكد أن حوالى الستين في المئة من العمليات التجارية لازالت مدعومة، ومن بينها حوالى الاربعين في المئة من التعاملات لا تزال تدفع على منصة ال 1500 كالمحروقات والضمان الاجتماعي والقروض بالدولار الانترنت الهاتف والكهرباء، هذه الخدمات كلها لا تزال مدعومة من المصرف المركزي.
كما يشير الى وجود حوالى الثلاثين في المئة من المواد الغذائية والمواد الاولية التي يستوردها الصناعيون على سعر منصة الـ 3900، أما الخدمات الاخرى والتي تصل الى حوالى العشرين في المئة فتعتمد سعر سوق السوداء.
يحذر عجاقة من أن توقف المصرف المركزي عن دعم الخدمات التي لا تزال على منصتي ال 1500 ليرة وال 3900 سيدخلنا في كارثة كبيرة لاسيما أن جزءا كبيرا من المواطنين لا يزال يسدد قروضه وفق المنصة المدعومة وفي حال تم رفعها عندها سيجبر المواطن على تسديد متوجباته على سعر الصرف في السوق السوداء.
عجاقة يؤكد أن الامور تتجه الى مزيد من التعقيد مرشحا أن يتم رفع الدعم عن المواد التي تُعَدُّ للتهريب كالمازوت والمواد الغذائية، داعيا في السياق الى اختيار حوالى الثلاثين سلعة غذائية ضرورية لضمان استمرارية المواطن.
عجاقة الذي يحذر من التجار الذين يعمدون الى تهريب المواد المدعومة لابقاء الـ fresh money في الخارج وبالسعر المدعوم، أكد أن مصرف لبنان لا يستطيع لعب دور الدولة في الكثير من الامور وعلى رأسها التهريب المنظم.
يرسم عجاقة صورة قاتمة لمرحلة ما بعد عيد الفطر حيث يؤكد أن هناك استحالة لرفع الدعم بشكل كامل بغياب البطاقة التموينية.
ورأى عجاقة أن السلطة السياسية غير مكترثة أو لا تعي خطورة هذا الامر لذلك لم تأخذ قرارا باقرار البطاقة التموينية التي تحد كثيرا من التهريب لان اللبناني يحصل مباشرة على المبلغ المالي.
سيناريو رفع الدعم .. ماذا عن القروض وفواتير الكهرباء والاتصالات؟
مقالات ذات صلة