بيان سلامة يعيد مدّخرات صغار المودعين بعد شهرين؟

ينشغل اللبنانيون بالبيان الصادر عن مصرف لبنان حول تسديد تدريجي للودائع بدءًا من نهاية حزيران، بمبالغ تصل إلى 25 ألف دولار. وبصرف النظر عن توقيت صدور البيان عشية إطلاق منصّة “صيرفة”، وفي زمن البحث عن تمويل البطاقة التمويلية، ولكنّها المرّة الأولى التي يسمع فيها اللبنانيون عبارة “تسديد الودائع” منذ النكبة المالية والمصرفية، وذلك من قبل أعلى مرجعية نقدية في البلد.

 

توقيت إصدار البيان مساء الأحد في يوم العطلة الأسبوعية، يوحي وكأنّ الحاكم رياض سلامة كان على عجلة من أمره، وإلّا لكان انتظر حتّى صباح الإثنين لإصدار بيانه المفاجىء. ربما أراد الحاكم تهيئة أرضية مناسبة تساهم في فعالية المنصّة الجديدة، أو ربما أراد توجيه رسالة إلى الحكومة والقوى السياسية التي تضغط لتمويل البطاقة التمويلية من أموال الإحتياطي الإلزامي، فرمى بوجهها كرة البيان، على قاعدة إذا فعلتم نعيد الأموال إو جزءًا منها إلى أصحابها.

وفيما إلتزمت الحكومة الصمت حيال البيان، عبّرت المصارف عن سخطها وإن تحت مسمّى “مصادر مصرفية”، وراحت تشرح استحالة تأمينها السيولة اللازمة للبدء بإعادة جزء من المدّخرات، ولا عجب بذلك، وهي التي امتنعت عن تطبيق الدولار الطالبي بنسبة 10 الآف دولار سنويًا للطلاب الذي يتابعون دراستهم في الخارج، فكيف لها أن تعيد إلى الناس مبالغ تصل إلى 25 ألف دولار.

في قراءة اقتصادية لخلفيات مبادرة الحاكم، رأى الخبير الإقتصادي الدكتور باسم البوّاب أنّ البيان بمثابة ضغط على الحكومة منجهة، وعلى المصارف من جهة ثانية، مستبعدًا في حديث لـ “لبنان 24” أن تبدأ المصارف بتسديد الودائع، ليس لعدم تأمين السيولة الكافية فحسب، بل لأنّها وفي حال أمّنت السيولة لن تنفقها على إلتزامات قديمة بل على مشاريع جديدة.

أضاف البوّاب “من ناحية ثانية هناك ضغط على المركزي من المودعين ومن الطبقة السياسية لحماية الودائع الصغيرة ما دون الـ 25 ألف دولار، والتي تشكل النسبة الأكبر من الودائع، وتقدر بمئات ألوف الحسابات، من هنا طلب من المصارف تزويده بالحسابات خلال مُهلة أقصاها 17 أيار، بشرائح الودائع وأرصدة الودائع بالليرة اللبنانية وبالعملات الأجنبية كما في 31/10/2019 وكما أصبحت في 31/3/2021، مع استثناء أي حسابات مفتوحة بعد 31/10/2019 وأي أموال جديدة في الحسابات القائمة”.

 

اشتمل بيان المركزي على العديد من النقاط المبهمة، كالإشارة إلى التفاوض مع المصارف “لاعتماد آلية تبدأ بموجبها المصارف بسداد تدريجي للودائع التي كانت قائمة قبل 17 تشرين الأول 2019، وكما أصبحت في 31 آذار 2021، وبالعملات كافة”.

 

ماذا لو فشلت عملية التفاوض مع المصارف؟ ما مصير الودائع في هذه الحال؟ إشكالية أخرى تمثّلت باشترط الحاكم الحصول على “التغطية القانونية”، علمًا أنّ استرجاع الوديعة لا يحتاج إلى قانون كما يشير البوّاب، كما أنّ قانون الكابيتال كونترول الذي ينظم عملية السحوبات والتحويلات لم يقر بعد.

السؤال الأبرز من أين ستؤمن الأموال لإعادة الودائع؟ هل ستدفع المصارف من زيادة رأس المال الذي كوّنته بناء على التعميم 154؟ أم سيدفع مصرف لبنان من الإحتياطي الإلزامي؟

 

هذه المسألة لم تتوضح بدورها، وبالتالي يندرج البيان وفق البوّاب في إطار عملية “شراء الوقت لحين تأليف حكومة أو الوصول الى انفجار اجتماعي. وفي حال نجح التفاوض مع المصارف لإيجاد آلية تسديد الودائع تدريجيًا بدءا من نهاية حزيران، أعرب البوّاب عن اعتقاده أنّ الأموال ستُدفع بالليرة وليس بالدولار، ووفق سعر المنصّة الجديدة القريبة من سعر السوق الموازية، “وهكذا يتم إرضاء شريحة كبيرة من المودعين الذين سينزلون إلى الشارع للتظاهر،وبالتالي لا يبقى سوى كبار المودعين”.

 

بالمقابل تطبيق البيان ليس مستحيلًا،ومن خلال الوفر الذي سيتحقق بترشيد الدعم، يمكن تسديد الحسابات الصغيرة ولو بالتقسيط، ليصمد هؤلاء ستّة أشهر لحين تأليف حكومة أو تطبيق البطاقة التمويلية، وبذلك ” يكون الحاكم قد ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، خصوصًا بإشارته إلى نجاح تطبيق التعميم 154بزيادة رأسمال المصارف”

 

بأي الحال البيان ليس سوى تنفيسة صغيرة، ولا حلّ بعزل عن تأليف حكومة جديدة”.

المصدر: لبنان 24

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *