ما لم يذكره بيان سلامة عن المنصة!

حمل بيان سلامة خمس دلالات جديدة، تشير إلى منحى تراجعي عن بعض ما ورد في مضمون التعميم رقم 157، الصادر في 10 أيار 2021، الذي افتُرِض أنّه سينظّم عمل المنصّة بيعاً وشراءً. وهذه الإشارات هي التالية:

أوّلاً، مضمون البيان يؤكّد أنّ اعتبار ما يُسمّى “صيرفة” منصّةَ تداولٍ هو أمر غير دقيق، طالما أنّه تحدّث حصراً عن تسجيل “طلبات شراء” فقط، ولم يأتِ على ذكر عمليات مبيع، إن وُجدت طبعاً، وهذا الأمر باقٍ على ما هو عليه ما دام الهامش بين سعريْ الصرف في المنصّة ولدى الصرّافين غير متطابق، ولو بأقلّ من ألف ليرة لبنانية. ولا يُستبعد أن يستمرّ هذا الهامش ويكبُر.

ثانياً، لم يخاطب البيان إلاّ المصارف. لم يأتِ على ذكر الصرّافين الذين بُذِلت جهود في دورة لتدريب مندوبيهم، نظّمها مصرف لبنان على مدى 3 أيام. وهذا بدوره يشير إلى أنّ الهدف من المنصّة كان ولا يزال سحب المستوردين والتجّار من “السوق الموازي” فحسب. وهو أمر محمود إن استطاع المصرف المركزي أن ينجح فيه.

ثالثاً، ترقّب مصرف لبنان وإرباكه ما زالا سيّديْ الموقف. فقد حدّد الحاكم هامشاً من الوقت بين تسجيل الطلبات من خلال دفع الأموال بالليرة اللبنانية “كاش” من أجل الحصول على الدولارات (تبدأ اليوم الجمعة)، وبين عملية تسلّمها بعد نحو أسبوع (27 من الشهر الجاري). وهذا يدلّ على أنّ المركزي ربّما يحتاج إلى الوقت للتأكّد من صحّة هذه الطلبات ومن قانونيّتها، وحتّى لا تنتقل تُهم “التهريب” و”التلاعب” و”سرقة الدولارات” من “السوق الموازية” إلى أحضان المصرف المركزي والمصارف.

رابعاً، كشف بيان سلامة أنّ هذه الدولارات ستُدفع “للمصارف المراسلة حصراً”، أي أنّها ستُدفع في الخارج في حسابات المصارف المحلية ولمصلحة مسجّلي الطلبات الذين يُفترض أنّهم من المستوردين والتجّار، وذلك وفق ما ينصّ مضمون التعميم 157. وحَصْر عمليّة الدفع بالمصارف المراسلة يُقصي الأفراد عن عمليّات شراء الدولارات من أجل الاستخدام الشخصي.
ربّما استدرك “المركزي” هذا الأمر، واكتشف أنّ المادة الثانية من تعميمه رقم 157، التي تجيز توفير “الحاجات الشخصيّة لعملائه”، كانت فخّاً نصبه لنفسه، لأنّها قد تتيح للعملاء الالتفاف عليه بمساعدة المصارف، وسحب الدولارات المحتجزة (لولارات) بسعر 3900 ليرة، ثمّ شراء الدولارات بسعر المنصة (12000 ليرة)، وهو ما تراه مصادر مصرفية متابعة “باباً مقنّعاً لعملية Haircut جديدة وغير معلنة، قادرة على فتح شهية المودعين على التخّلي عن ودائعهم لقاء دولارات مصرف لبنان الطازج، وهذا ما يؤدّي إلى استنزافها من جديد”. فالشيك بالدولار يُصرف اليوم بنحو 25%، أي أنّ كلّ ألف دولار تُدفع 250$، لكنّ بيعها على 3900 ليرة، ثمّ شراؤها على سعر المنصة الذي حدّده سلامة بـ12000، سيجعلان الألف دولار تعادل 325$… ولعلّ هذا ما يبرّر جعل سعر الصرف في المنصّة أقرب ما يكون إلى سعر “السوق الموازي”.

كشف بيان سلامة أنّ هذه الدولارات ستُدفع “للمصارف المراسلة حصراً”، أي أنّها ستُدفع في الخارج في حسابات المصارف المحلية ولمصلحة مسجّلي الطلبات الذين يُفترض أنّهم من المستوردين والتجّار

خامساً، الحديث الدائم عن “عدم إتمام المصارف للجهوزيّات التقنيّة”، من أجل التداول في منصة “صيرفة”، بات مكشوفاً اليوم، خصوصاً بعد إعلان مصرف لبنان أنّ عمليات الدفع ستكون للمصارف المراسلة، إذ تعود عدم جهوزيّتها إلى انكشاف بعض هذه المصارف أمام مصارف الخارج، وإلى أنّ تحويل الأموال لمصلحتها في الخارج سيحرمها إياها، وسيوقعها في أزمات مع زبائنها الذين يُفترض أنّهم دفعوا. ولهذا آثر بيان الحاكم أن يخاطب “المصارف المشاركة في المنصّة فقط”، وليس جميع المصارف، التي لم يبدِ عدد منها الحماسة اللازمة للأسباب المذكورة سابقاً.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *