هل؟ ومن أين دولار المنصة؟!

كتب ذو الفقار قبيسي في “اللواء “:

لو كان جنون الدولار يقاوم بالمنصات الإلكترونية والملاحقات القضائية، لكانت الأنظمة الديكتاتورية القمعية أكثر قدرة من سواها على ضبط سعر صرف عملتها الوطنية. وهذه الحقيقة تكفي لوقف التكهنات والتحليلات حول مدى جدوى أي ترتيبات «اصطناعية» للحد من الارتفاع المتواصل في سعر الدولار، ومنها «المنصة» التي جاءت اعترافا بالأمر الواقع في اعتماد سعر صرف للدولار قريب من سعره في السوق الموازية، جاء وكأنه «تبييض صفحة ما سميّ خطأ سوق سوداء» سعر الصرف فيها هو السعر الحقيقي لمعادلة العرض والطلب، وتأكيد على أن أي سعرا آخر حتى ولو جرى «حقنه» بدولارات يضخها مصرف لبنان، لن يكون فقط استنزافا أو تبديدا لاحتياطيات العملات الأجنبية، وإنما عملية «سوء ائتمان» باستخدام أموال المودعين في مغامرات مالية إرضاء لغايات سياسية ما يزيد من حجم المسؤولية والعقوبة الجزائية، توجب تجنّب التدخل من قبل مصرف لبنان لتغيير سعر المنصة، والاكتفاء بما يرد إليها من دولارات لبيعها الى التجار والمؤسسات والأفراد بسعر السوق، بدلا من أن ينحصر التداول كما هو حاصل الآن، بمؤسسات الصيرفة المرخصة وغير المرخصة في «سوق عكاظ نقدية» البليغ الفصيح فيها من يتحكم بالكمية الأكبر من العملات الأجنبية، وهو في هذه الحالة لم يعد البنك المركزي الذي سيكون في المنصة الجديدة «حكما» Arbitre لا حاكما gouverneur… إلا إذا حصل وتدفقت الى المنصة دولارات «طازجة» Fresh، وهذا ما يبدو مستبعدا على الأقل في المدى المنظور، في وقت بلغت احتياطيات العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان الخط الأحمر، وتراجع دفق الدولارات الخارجية، ولا سيما الاغترابية التي كانت تصل الى ٨ مليارات دولار سنويا وانخفضت تقريبا الى النصف نهاية العام ٢٠٢٠، مع تراجع الاستثمارات الخارجية المباشرة FDI وحتى غير المباشرة، بما لا يبقي أي فرصة أمام لبنان سوى الحصول على موارد بالعملات الأجنبية من الصناديق والأسواق الدولية والعربية، الأمر الذي يحتاج الى اصلاحات عبر تأليف حكومة لم تطل بشائرها حتى الآن في المدى القريب.
وفي هذه الحالة، واستحالة استمرار مصرف لبنان بدعم السلع الأساسية باستنزاف ما تبقّى من احتياطيات العملات الأجنبية، فإن الاضطرار الى وقف الدعم سيأخذ البلاد الى فوضى أمنية تطيح ما تبقّى من النزر اليسير من مقومات الدولة والمجتمع والمؤسسات، ويفتح الباب واسعا أمام النزاعات الأهلية والتدخلات الاقليمية والدولية في بلد بات يعاني من نسبة فقر ٦٠% وفقر مدقع ٢٥% وبطالة ٦٠% وانكماش اقتصادي ٢٥% (مضافا إليها ١٠% متوقعة لهذا العام) واستمرار انخفاض ايرادات الخزينة 17,58% خلال الـ١١ شهرا من العام ٢٠٢٠ الى ١٢٠٣٩ مليار ليرة (مقابل ١٤٦٠٧ مليار ليرة في الفترة نفسها من العام ٢٠١٩) ومنها تراجع الايرادات الضريبية ٢٠% وضريبة القيمة المضافة ٤٩% وايرادات الجمارك ٣١% وايرادات الاتصالات 7,34% (الى ١١٨٣ مليار ليرة نهاية تشرين الثاني ٢٠٢٠) مع استمرار العجز في الموازنة العامة بـ٤٠٣٨ مليار ليرة عن ١١ شهرا من العام ٢٠٢٠، وارتفاع لا يتوقف في «عداد» الدين العام باتجاه ١٠٠ مليار دولار هي بالمقارنة مع ناتج اجمالي بـ١٨ مليار دولار، بين الأعلى وربما الأعلى في العالم!
وهذا الوضع المالي الذي يزداد عجزا لا يمكن مواجهته بـ «منصات» ولا بطبع المزيد من الليرات، وإنما باجتذاب المزيد من الدولارات في اقتصاد مدولر من صادرات وسياحة وودائع وتحويلات واستثمارات. وآليات كل هذه القطاعات تعطلت واستنزفت بالفساد وسوء الاستعمال ولا بد من تغييرها، فهي لم تعد صالحة للعمل ولو بالمزيد من قروض ستكون مجرد «عطور» لا تنفع في إصلاح نظام أفسدته الدهور!

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

في أول يوم من العيد إليكم تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *