كتبت “الشرق الأوسط”: معصرة العسل الهوائية، نموذج أول من نوعه على مستوى العالم، يقع في محافظة رجال ألمع بمنطقة عسير (جنوب غربي السعودية)، عبر مشروع أطلقه المهندس محمد الألمعي، وهو شاب استطاع إيجاد أول معصرة هوائية للعسل.
تحوّلت المعصرة إلى مزار سياحي، مع وجودها أمام كوخ العسل الريفي، وأضخم برج نحل، إلى جانب أكبر صالة عرض لمنتجات النحل جنوب البلاد، ليس العسل فقط، بل يشمل أيضاً منتجات النحل الستة: العسل، والغذاء الملكي، والعكبر، وغبار الطلع، وسم النحل، وشمع النحل. الأمر الذي يجعل زيارة هذا المكان أشبه برحلة كاملة في عالم صناعة العسل، وتجربة العيش في الكوخ الذي يحمل هوية التراث العسيري، ونقوش القط الأثرية، ومجاورة أكثر من نصف مليون نحلة. حيث يتيح المكان لزائره قطف العسل ثم الصعود إلى الأعلى لعصره، متأكداً أنه استطاع الحصول عليه من مصدر موثوق، وهو ما جعل عدد الاستفسارات التي تسلمها الألمعي حتى الآن تفوق الـ70 ألف سؤال للاستعلام عن الموقع من الراغبين بزيارته.
يقول الألمعي: «أعمل على 50 ملفاً يجمع الترفيه والسياحة والاستثمار، جميعها تحت منصة الاقتصاد التشاركي»، مفيداً بأنّ ذلك يجمع أصولاً بشرية ومادية ومقومات سياحية غير مستغلة، تحت منصة تشاركية، بحيث يتنافس عليها أكثر من شركة ويستطيع السكان المحليون مع القطاعين العام والخاص الخروج بأكبر ربح مع أقل عبء ممكن.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ المشروع يجمع 27 نحالاً في المعصرة التشاركية، بحيث يعصرون في الساعة الواحدة نحو 600 كيلوغرام من العسل، ويستطيعون استقبال 30 سائحاً في الساعة الواحدة، ليجرّبوا قطف العسل والصعود لعصره في أعلى البرج، في تجربة يؤكد أنّها تجمع بين الترفيه والاستثمار والسياحة.
وعلى الرغم من أنّ المشروع لا يتجاوز عمره سبعة أشهر، فإنه استطاع استقطاب قرابة 4 آلاف زائر، كما يفيد الألمعي.
وأبان الألمعي أنّ النموذج المستقبلي يدور حول زراعة مليوني شجرة في منطقة تقع بين جازان وعسير (جنوب السعودية)، وذلك خلال أقل من سنة، بواسطة الجمهور من زوار المكان وعبْر عدد من الفعاليات الترفيهية التي توضح الأسلوب الأنسب لزراعتها بطريقة ممتعة للزوار.
ولا تقتصر زيارة المكان على كونها جولة زراعية وثقافية فقط، بل تشمل أيضاً تذوُّق الأطعمة والحصول على جلسات للتشافي، إذ يوضح الألمعي أنّ الزائر بإمكانه الاستلقاء على سرير بانورامي، ويحيط به نحو 500 ألف نحلة، ويستنشق الهواء من أنبوب خاص، وهو ما يؤكد أنّه يعد علاجاً للأمراض الصدرية مطبقاً في عدد من دول العالم.
المصدر: الشرق الأوسط