إستعادة الأموال المنهوبة: مسؤولية دولية أممية

كتب ذو الفقار قبيسي في “اللواء”:

عشرات وربما مئات مليارات الدولارات – كما في بعض التقديرات – عن الثروات المنهوبة من المال العام، بات استرجاعها يتعدّى اهتمام واختصاص ومسؤولية الدولة التي نهب المال منها، الى كل دول العالم.
فالاتفاقية التي أقرّتها الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي دخلت حيز التنفيذ عام ٢٠٠٤ حملت توقيع نحو ١٦٠ دولة التزمت بالمساعدة في جهود استقصاء الأموال غير الشرعية التي تنهب من أي دولة في العالم والمساعدة في جهود إعادتها لمصادرها الأصلية.
وفي دراسة أعدّها البنك الدولي ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الفساد مطالبة الدول الموقّعة على الاتفاقية بإنشاء أنظمة افصاح مالي فيما يخص الموظفين العموميين وتبادل المعلومات مع السلطات المعنية بالدول الأخرى، وذلك بهدف الحد من استغلال المناصب العامة لتحقيق منافع شخصية، عبر رصد المخالفات والمعاقبة عليها، وتطوير أنظمة الرقابة المالية على المداخيل والممتلكات لرصد أي تضخم في ممتلكات العاملين في الحكومة ومختلف أقسام ودوائر القطاع العام. وبالتالي اكتشاف حالات الفساد التي باتت مهمة مكافحتها مسؤولية عالمية في عصر العولمة كما الحال في مكافحة الارهاب وتبييض الأموال والمخدرات واستخدام الأطفال والنساء في مهن وقطاعات غير شرعية الى باقي الجرائم التي لها الصفة العالمية.
ويضاف الى هذا التطور الملفت عن المسؤوليات المالية في عصر العولمة، قبول المحاكم في دول عدة دعاوى أقامتها مؤسسات وأفراد ضد وكالات تصنيف دولية اتهمت بتلقي رشاوى من شركات كبرى ودول أعطت الوكالات الدولية عنها تصنيفات غير صحيحة ومعلومات إيجابية مخالفة لأوضاعها الحقيقية غايتها اجتذاب استثمارات من مؤسسات وأفراد تسببت بخسائر لأصحابها.

ولعله لهذا السبب حرص الكثير من المصارف ومؤسسات المال والاستثمارات والاستشارات في العالم على ختم نهاية تقاريرها عن اقتصاديات وعملات وسلع أي بلد في العالم عبارة تنص على أن المعلومات الواردة في هذه التقارير هي «للإطّلاع فقط». والعبارة السائدة التي درجت هذه المصارف والمؤسسات الأخرى وضعها في بداية أو نهاية تقاريرها هي «ان المعلومات التي تتضمنها هذه التقارير على هذا الموقع هي بغرض الإطلاع فقط، وهي ليست دعوة لبيع أو شراء أي عملة أو سلعة أو أي استثمار من أي نوع كان يبقى القرار فيه أولا وأخيراً على مسؤولية المستثمر» مع عبارة إضافية تطلب الى قارئ الموقع أن يؤكد إطّلاعه على هذا النص قبل أن يباشر مطالعة التقرير.
وفي السياق نفسه عن المسؤوليات المتعلقة بالمعلومات المالية، بلغ الأمر حدا أقصى في حالات أخرى أعلن خلالها خبراء عالميون ضليعون في النصوص القانونية ان هناك في الكثير من هذه النصوص ما يحمل تبعات وأعباء على أي مسؤول بصفته الشخصية، يعطي أو يعلن عن معلومات مضللة عن قوة اقتصاد بلاده تقنع المستثمرين الدخول في مشاريع محلية في ذلك البلد، وذلك بتحميل المسؤول التبعات القانونية الناتجة عن المعلومات الخاطئة المضللة التي وقع المستثمرون في «حبائلها».
أمام هذا الدفق من التطورات الحديثة في لم يكن من المستغرب أن تزداد حدّة التدقيقات والتحقيقات القضائية في عالم اليوم بشأن المسؤوليات المالية وسواها، كما حصل في الاتهامات الموجهة أخيرا للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أو للرئيس الأميركي السابق ترامب أو في التحقيقات مع المرشح السابق للرئاسة الأميركية «ميت رومني» واستغرقت وقتا طويلا قياسيا تناول مصادر ثروته وثروة عائلته وكيف بدأ وكيف نجح وكيف جمع تلك الثروة وماذا ورث عن آبائه وأجداده، وهل تكوّنت ثروته داخل أميركا أم خارجها، وكيف وأين ومتى؟ أو كما حصل مع رئيس المجر بسرقة اطروحة لنيل الدكتوراه فضّل الاستقالة حتى قبل ثبوت الاتهام وإنتهاء التحقيق قائلا: «انها قضية تسبب انقساما في بلادي وأفضل استقالتي والتخلي عن منصبي».
أو في الحكم الذي قضى بسجن رئيس وزراء إسرائيل خلال حرب لبنان ايهود أولمرت بسبب رشوة بمبلغ بسيط أو بالتحقيقات الجارية الآن مع رئيس وزراء إسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو حول تسهيلات مالية غير شرعية، وقبل الآن عن كيفية تمويل رحلاته ورحلات زوجته وولديهما وإقامتهم في فنادق فخمة في الخارج يوم كان نتنياهو وزيرا للمالية وكيفية تمويل رحلاتهم الخاصة الى الولايات المتحدة في آب وأيلول مباشرة بعد حرب لبنان.

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

في أول يوم من العيد إليكم تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *