ينتظرُ مئات الآلاف من المودعين في لبنان حلول نهاية شهر حزيران الجاري كي يتمكّنوا من تحصيل الدفعة الأولى من إيداعاتهم بناءً على قرار مصرف لبنان الأخير القاضي بتسليم 400 دولار “فريش” و400 دولار على أساس سعر منصة “صيرفة” (12 ألف ليرة للدولار).
ووسط هذه الانتظار، يسودُ الترقّب الأوساط الاقتصادية والمالية مع وجود مخاوف من أن يسري هذا القرار لفترةٍ معينة ومن ثم يتم تعليق العمل به. إلا أنه حتى الآن “الأمور ماشية”، وثمة اتفاق ضمني بين مصرف لبنان والمصارف على دفع الإيداعات بالتقسيط لأن رفع الدعم بشكل نهائي بات قريباً جداً. وهنا، فإن المبالغ التي ستُدفع للمودعين يتم اعتبارها بمثابة التعويض عن الدعم المرفوع.
ماذا عن الدولار في السوق الموازية؟
ولم يكن قرار مصرف لبنان الأخير بشأن ردّ الإيداعات “إيجابياً” على دولار السوق الموازية، إذ شهد ارتفاعاً بارزاً خلال يوم أمس، وكاد يلامس الـ14 ألف ليرة. واليوم مساءً، تراوح سعر الدولار بين 13350 و 13400 ليرة لبنانية.
وفي الواقع، فإنّ خطوة ردّ الايداعات، وإن كانت مطلوبة، ستساهم إلى حدّ كبير بارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية بعد حزيران، وفق ما ذكر خبير اقتصادي تحدث لـ”لبنان24″ وطلب عدم الكشف عن اسمه.
وقال: “مصرف لبنان يحتاج لطباعة كميات كبيرة من الليرة في سبيل دفع مبلغ الـ400 دولار بالعملة الوطنية لكل مودع. وهنا، فإن حجم الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية سيكون كبيراً الأمر الذي سيؤدي إلى اغراق السوق وسط عدم وجود تغطية كافية بالدولار. وحُكماً في هذه الحالة، فإن التضخم سيزداد، وبالتالي سيرتفع سعر الدولار”.
وتابع: “أمّا الأمر الآخر، فهو أنّ الطلب على العملة الخضراء سيزداد أكثر، لأن المواطن فقد الثقة بالليرة. فعندما يتسلم المواطن مبلغ الـ400 دولار على أساس سعر 12 ألف ليرة، فإنه سيحاول قدر الإمكان تحويل هذا المبلغ إلى دولار حتى لو خسر فيه”.
والخلاصة، فإنّ سعر الدولار سيشهدُ ارتفاعاً اضافياً، و سيترافق مع غلاء في الأسعار، مما يؤكد ان كل الحلول المؤقتة غير مجدية والمطلوب حل جذري للازمة الاقتصادية والمالية وأسبابها وتداعياتها.
المصدر: خاص “لبنان 24”