تدعم وزارة الطاقة الأميركية حالياً بحثاً مستمراً عن وقود جديد يحتوي على ما يصل إلى 3 أضعاف محتوى الطاقة من البنزين. والأهم من ذلك، أنه يمكن أن يكون الوقود الوحيد على وجه الأرض الذي لا تنتج عنه أي انبعاثات عند الاحتراق.
حتى وقت قريب، كان هذا الوقود “المدهش” يعتبر خطيراً جداً ومكلفاً لاستخدامه تجارياً، لكن يبدو أن اختراقاً تقنياً جديداً جعل اعتماد هذا الوقود الفائق أكثر ترجيحاً.
ويبدو أن شركة واحدة غير معروفة، يرأسها مهندس سابق في وكالة ناسا تدعى آمباور AmmPower Corp، تسبق المنافسين بمراحل لترويض هذه المادة في سوق من المتوقع أن يتجاوز حجمها 81 مليار دولار، وفقاً لما ذكره موقع “ياهو فاينناس”.
ومن المحددات الهامة للمادة الجديدة، كثافة وجودها، حيث تمثل ثاني أكثر المواد الكيميائية غير العضوية وجوداً في الكون، وهو ما يجعل أمر ندرتها مشكلة محلولة.
لكن ما يثير القلق إلى الآن هو كيفية الحصول على التكنولوجيا التي تجعل كل هذا ممكناً، لتسخير مصدر طاقة متجدد قد يكون أقوى بثلاث مرات وأكثر نظافة من البنزين.
خلال السنوات الماضية دائماً ما كان هناك تحدٍّ أمام كل بديل للطاقة، منذ تكرير النفط الخام إلى مشتقات أكثر كفاءة، مروراً بالغاز الطبيعي ومشكلة نقله والتي تطلبت تبريداً من نوع خاص لتقليل حجمه، إلى الليثيوم والذي لا يمكن التعويل عليها في نقل كميات كبيرة من الطاقة لتشغيل الآلات الكبيرة، وحتى ظهور الهيدروجين مؤخراً، رغم صعوبة تخزينه ونقله، والذي يشهد استثمارات عملاقة لتطويع هذه المادة لتكون وقود المستقبل.
وقال بنك أوف أميركا إن تكنولوجيا الهيدروجين وصلت إلى نقطة تحول، ويمكن أن تنفجر بإجمالي إمكانات سوقية تصل إلى 11 تريليون دولار بحلول عام 2050. يأتي ذلك، فيما وضع الاتحاد الأوروبي استراتيجيته الجديدة للهيدروجين، العام الماضي.
بدأ بعض قادة الهيدروجين الأخضر في العالم التعاون مع هدف طموح لزيادة حجم إنتاجه إلى 50 ضعف الإنتاج الحالي خلال السنوات الست المقبلة.
ويدلل على ذلك مبادرة Green Hydrogen Catapult، التي أسستها مجموعة الطاقة النظيفة السعودية أكوا باور، ومطور المشروع الأسترالي CWP Renewables، وعمالقة الطاقة الأوروبية Iberdrola وØrsted، فضلاً عن الشركة المصنعة لتوربينات الرياح الصينية Envision، ومجموعة الغاز الإيطالية Snam، وYara، منتج الأسمدة النرويجي.
وتهدف المبادرة إلى إنتاج 25 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر – القابل للنقل بسهولة – بحلول عام 2026.
وقد يؤدي هذا الاختراق في النقل إلى دفع تكاليف الهيدروجين إلى أقل من دولارين / كجم، مما يجعله قادراً على المنافسة مع الوقود الأحفوري.
المصدر: العربية