كتبت بولا اسطيح في”الشرق الاوسط”: تعاني المصانع اليوم من أزمة كبيرة تهدد استمراريتها، مرتبطة بشح وفقدان مادة المازوت الأساسية لتشغيل المصانع والماكينات، والتي ازداد الطلب عليها لتشغيل مولدات الكهرباء بسبب التقنين القاسي الذي تفرضه مؤسسة كهرباء لبنان.
وحذر النائب ميشال ضاهر، وهو من كبار الصناعيين في لبنان، من «كارثة صناعية وزراعية» إذا لم تحل أزمة المحروقات، لافتا إلى أن «الشح بمادة المازوت بدأ منذ أسبوعين علما بأن الاستهلاك ازداد بسبب انقطاع التيار الكهربائي».
وقال ضاهر لـ«الشرق الأوسط»: «منذ أسبوع لم نتمكن من الحصول على المازوت، علما بأن المخزون يكفينا 10 أيام، ما سيضطرنا لإقفال مصانعنا منتصف الأسبوع المقبل». واعتبر أن «الحل يكمن في رفع الدعم وضبط الحدود لمنع التهريب، علما بأننا نخشى أن يكون هناك مخطط لتدمير القطاع الذي انتعش مؤخراً وكأن هناك قرارا بتدمير كل القطاعات في البلد».
وأشار رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل إلى أنهم بدأوا يستشعرون الأزمة قبل نحو شهرين، «مع بدء عملية تقنين الفيول الذي تستخدمه بعض المصانع لتشغيل ماكيناتها وقد تفاقمت الأزمة مع شح المازوت الذي يستخدم اليوم لتوليد الكهرباء عبر المولدات نتيجة التقنين القاسي بالتيار الكهربائي كما لتشغيل المكنات».
ووصف الجميل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الوضع بـ«الصعب والخطير خصوصاً أن توقف مصانع المواد الأساسية والضرورية يهدد الأمن الغذائي والاجتماعي خاصةً في ظل تعذر الاستيراد نتيجة شح الدولار».
لكن الأزمة لا تتوقف على الكهرباء بالنظر إلى أن بعض المصانع تستخدم المازوت لتوليد الكهرباء، كما يستخدمه المزارعون لاستخراج مياه الري أو لتشغيل جراراتهم، ما يهدد الموسم الزراعي بالكامل، وهو ما أشار إليه رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع إبراهيم ترشيشي الذي تحدث عن «نكبات متتالية يتعرض لها القطاع، انطلاقا من ارتفاع سعر صرف الدولار وصولا لأزمة التصدير وقد وصلنا إلى الذروة مع تعذر ري المزروعات في فترة نحن الأحوج فيها للري».
وتحدث ترشيشي لـ«الشرق الأوسط» عن «احتكار التجار لمادة المازوت وتخزينها لبيعها بأسعار أعلى عند رفع الدعم».
المصدر: الشرق الأوسط