بدأت صهاريج تخزين النفط التي كانت ممتلئة قبل عام، عندما وقف تفشّي وباء كورونا الرحلات الجوية وأبقى سائقي المركبات في منازلهم، التفريغ في مركز التوزيع الرئيسي في الولايات المتحدة، وهي أحدث علامة على تعزيز الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم.
لأول مرة منذ فترة ما قبل الجائحة، تُعرَض خزانات فارغة للإيجار في كوشينغ، بولاية أوكلاهوما، وهي نقطة التسليم للعقود الآجلة لخام نفط غرب تكساس الوسيط.
قال ستيفن بارساميان، كبير مسؤولي التشغيل في شركة “تانك تايغر” لوساطة التخزين، إن ما سعته 1.4 مليون برميل على الأقلّ من المساحات المعدة للتخزين جاهزة للتأجير اعتباراً من شهر يوليو، مقابل 12 سنتاً تقريباً للبرميل شهرياً. هذا تناقض صارخ مع ما لا يقلّ عن 60 سنتاً تكلفة التخزين عندما كان مساحة صغيرة متبقية منذ نحو عام.
تسريع إنتاج الوقود لتلبية الطلب المتزايد
ينطلق الأمريكيون في رحلات السفر عبر الطرق والسماء بأعداد متزايدة مع اقتراب فصل الصيف وخروج البلاد من شهور من الإغلاق، إذ تعمل مصافي النفط على تسريع إنتاج الوقود لتلبية الطلب المتزايد. هذا الأسبوع، أعادت ولاية كاليفورنيا، أكثر الولايات الأمريكية اكتظاظاً بالسكان، فتح اقتصادها، فيما أنهت نيويورك معظم قيودها.
إنه تحوُّل دراماتيكي من انهيار السوق الذي شهد تخزين التجار الخام غير المرغوب فيه في ناقلات في البحر، واضطُرّ المنتجون الأمريكيون في مرحلة ما إلى الدفع للعملاء للحصول على نفطهم العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، يلتزم منتجو النفط الصخري تعهداتهم بالتركيز على ضبط الميزانية وتعزيز العوائد للمساهمين، بدلاً من زيادة الإنتاج. انخفض إنتاج الولايات المتحدة بنسبة 15% عن ذروته العام الماضي، مما حدّ من التدفقات إلى مركز التخزين.
لذلك يفرّغ التجار بسرعة صهاريج التخزين الخاصة بهم لتزويد المصافي بكل برميل من الموادّ الخام التي يحتاجون إليها.
تُعتبر الخزانات الفارغة نموذجاً معبّراً عن حالة السوق، إذ يتجاوز الطلب الإمدادات ويحصل التجار على زيادة في العائد على أقرب عمليات تسليم، مما يجعل الاحتفاظ بالنفط في التخزين غير مربح، وهو نمط يُعرف بالميل إلى التراجع (سعر العقود الفورية أعلى من العقود المستقبلية).
التخزين لرفع الأسعار
قبل عام، عندما كان التجار يخزنون أكبر قدر ممكن من النفط لانتظار أسعار أفضل، كانت أقرب عمليات تسليم لخام غرب تكساس الوسيط تبيع بسعر أقل من تلك القديمة، ويُعرف هذا النسق باسم “contango” تصفية العقود الآجلة (يتوقع أن يكون السعر الحالي أقل من الأسعار المستقبلية فيتعجل التسليم).
تؤثّر هذه الأنماط بشكل خاص في المستودعات التجارية المستخدمة في تجارة المضاربة، مثل تلك الموجودة في كوشينغ.
ونوّه بارساميان قائلاً: “عادةً، في سوق تميل إلى التأجيل، لا يُستخدم التخزين لأغراض تشغيلية مثل تلك الموجودة في مدينة كوشينغ بولاية أوكلاهوما، التي تُفرَغ أولاً”، وتابع: “يُستخدم التخزين في معظم المواقع الأخرى مثل هيوستن وميدلاند في تكساس للأغراض التشغيلية، وتُفرَّغ لاحقاً”.
قد يرى التجار مزيداً من الصهاريج الفارغة في أنحاء الولايات المتحدة خلال الأشهر المقبلة. من المتوقع أن يتعافى الطلب العالمي على النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة أواخر العام المقبل، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. تتوقع الوكالة نقصاً في الإمدادات بدءاً من النصف الثاني من هذا العام، مع استمرار منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” وحلفائها في إبقاء جزء من طاقتهم الإنتاجية خارج الخدمة.
المصدر: ترجمة “لبنان 24” – Bloomberg