أسئلة جوهريّة أصبحت تُطرَح اليوم عن مصير الطبقة الوسطى في لبنان، وهي التي لطالما شكّلت التوازن الإجتماعي والإقتصادي في المجتمع اللبناني.
يُذكّر الخبير الإقتصادي وليد أبو سليمان، في حديث لموقع mtv، بأنّ “الطبقة الوسطى كانت تُشكّل، قبل الحرب اللبنانية، وحتّى مع مطلع الثمانينات، ٨٠ في المئة من الشعب اللبناني، إلاّ أنها تراجعت بشكل كبير حتّى باتت تُشكّل منذ ٤ سنوات حتّى اليوم ٢٠ في المئة فقط من اللبنانيين”.
وإذ يُشير إلى أنّ “حجم الطبقة الوسطى في لبنان كان العَمود الأساس للنموّ الإقتصادي والإزدهار مع أوائل السبعينات”، يشرح أنّه “في ظل الأزمات المالية والنقدية والمصرفية والمعيشية والسياسية، تسلك هذه الطبقة طريقها سريعاً إلى الإنقراض، علماً أنّ تقرير البنك الدولي أخيراً أفاد بأنّ نسبة ٥٥ في المئة غدت اليوم تحت خط الفقر، ما يعني أنّ الفجوة الإجتماعيّة في لبنان تعمّقت كثيراً وأصبحنا أمام طبقة أثرياء لا تتجاوز الـ٢٥٠ ألف شخص، بينما تتوزّع الشريحة الباقية بين عتبة الفقر وتحتها”.
ويلفت أبو سليمان إلى أن “معظم مداخيل اللبنانيين، أي نسبة ٨٥ إلى ٩٠ في المئة، هي بالليرة التي خسرت ٩٠ في المئة من قيمتها، وتالياً فإنّ القدرة الشرائيّة آخذة بالتآكل، الأمر الذي يحدّ من النموّ الإقتصادي ويعدم فرص الديمومة”.