في بلد يرتكز اقتصاده على الريع والخدمات، شكّلت الحروب والصراعات الإقليمية والداخلية، ضربة قاضية يستحيل بعدها ترميم ما تهدّم بسهولة. ومع ذلك، يراهن القطاع السياحي اللبناني على المغتربين اللبنانيين، وعلى ما تيسَّر من سياح عراقيين ومصريين وأردنيين، والقليل من السياح الخليجيين، وتحديدًا السعوديين منهم، بعد أن كانوا عصب السياحة.
تراجعت عائدات القطاع السياحي من مجمل الدخل القومي، من 9 مليارات إلى 6 مليارات دولار، بين العامين 2011 و2018، عقب الحرب السورية وما وصل منها إلى لبنان من تأثيرات، وذلك وفق ما يؤكده نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر، جان عبود، في حديث لـ”المدن”.
واستمر التراجع مع الأزمات الداخلية في لبنان، وصولًا إلى انفجار الشارع في 17 تشرين الأول 2019، بفعل بدء تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وتأزّم الوضعين السياسي والاقتصادي. وأسهَمَ تفجير مرفأ بيروت في تدمير فنادق ومطاعم تُعتَبَر واجهات سياحية من الدرجة الأولى، فخرجت فنادق مثل “الفورسيزونز والفينيسيا ولوغراي عن الخريطة لهذا العام، فيما نشطت الفنادق ذات الثلاث والأربع نجوم، وتلك المنتشرة في المناطق، لتستقبل المغتربين الذين ينشّطون الحركة السياحية الداخلية”.
ويتوقّع عبود أن تأتي السياحة بعائدات تتراوح “بين 3.5 مليارات و4 مليارات دولار. وهي عائدات غير متوقّعة بسبب ما تمر به البلاد من أزمات، لكنها مهمة جدًا كونها تعني إدخال دولار طازج إلى السوق”.