كتبت زيزي اسطفان في “نداء الوطن”: “يؤكد مارون مدير أحد المطاعم في منطقة بدارو لـ”نداء الوطن” أن حالات التسمم التي تحدث نتيجة تناول الطعام خارج البيت أكثر من أن تحصى ولكن يتم التكتم على معظمها منعاً لنسف الموسم السياحي. وازدياد هذه الحالات ليس بالأمر المستغرب نتيجة سببين رئيسيين: الأول هو الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي الذي اثر على التبريد وسرّع عملية فساد المواد الغذائية، اما الثاني فهو اللجوء الى مواد اولية منخفضة السعر والجودة للحفاظ على اسعار مقبولة، فلو أرادت المطاعم المثابرة على النوعية السابقة لكان عليها ضرب الفاتورة أقله بأربعة اضعاف…
د. رولان واكيم الإختصاصي بالطب الداخلي أوضح أنّه مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي يفسد الكثير من المواد بصورة اسرع ولا سيما اللحوم على انواعها لكن في ظل الغلاء المستشري لا احد مستعد ان يخسر ما عنده من اطعمة حتى ولو فسدت. ويؤكد الطبيب ان سرعة فساد اللحوم تتوافق مع نوعيتها في الاساس. فاللحوم الجيدة والمحفوظة بشكل مدروس لا تتأثر سريعاً بغياب التبريد عنها بخاصة إذا كانت حرارة البراد منخفضة ولا يتم فتحه كثيراً. اما اللحوم الرديئة النوعية التي كانت قبل وصولها الى المطعم مبردة بشكل سيئ او تمت اذابة الثلج عنها وعرضها في البرادات على انها طازجة او اللحوم التي لا يعرف مصدرها او طريقة ذبحها وتخزينها وتلك التي تخضع لعروض كبيرة في السعر لسبب ما، فتلك تفسد سريعاً ما ان يغيب عنها التبريد.
يؤكد د واكيم ان اللحوم على أنواعها هي أكثر مسببات التسمم الغذائي وذلك ليس فقط لاحتوائها على بكتيريا يمكن ان تموت اذا ما طهيت اللحمة جيداً، بل لانها تفرز متى فسدت سموماً لا يفيد الطهي في القضاء عليها. وأخطر ما في الامر أن هذه السموم لا تنفع معها الأدوية المطهرة للمعدة والامعاء لأن هذه الاخيرة تعالج الالتهابات البكتيرية لا السموم.
ومن أعراض التسمم بالتوكسين الاسهال والاستفراغ اللذان يؤديان الى التجفاف الذي قد يؤدي بدوره الى الموت.
ينصح الطبيب مَنْ تعرض لحالة تسمم غذائي بالتوقف عن تناول الطعام والانتقال الى السوائل الغازية بعد ازالة الغاز منها وعدم المسارعة الى تناول دواء مطهر للمعدة قد يتم تقيؤه فوراً ولا يصل الى الدم، مع التنبه بشكل خاص من التجفاف الذي يجب معالجته بالمصل في حال لم تنفع السوائل ولا سيما عند الكبار في السن والاطفال”.
لبنان 24