كتب زياد العسل في “الديار”:
انقلبت كل الموازين في المشهد اللبناني حتى وصل اللبنانيون الى مشهد لم يكن اشد المتشائمين يتوقع الوصول اليه، وسط انهيارات متتالية في شتى القطاعات الانتاجية المركزية التي تشي بانفجار اجتماعي كبير قد يعيد ترتيب المشهد برمته،لأن الجوع والفقر والبطالة وفقدان الدواء والرغيف وابسط حقوق الحياة البشرية هي عوامل لا يمكن لعزة النفس الانسانية ان تتحملها، تحت اي حجة او ظرف او مبرر كان.
رغيف العيش بخطر،هذه المرة الأمر جدي ويتم التداول به ليس على سبيل وصف واقع فحسب،او الاشارة الى عمق الهوة والانهيار التي وصلنا اليها في ظل سلطة من المؤكد أنها تقتات من دماء وقلوب اللبنانيين اكثر بكثير مما تأكل خبزاً….
عضو نقابة الافران عباس حيدر أكد ل «الديار» أن الافران هي الجندي المجهول في ضمان لقمة الفقراء، واليوم نحن نواجه مشكلة تتمثل في موضوع مادة المازوت بالاضافة للمطاحن، واليوم يجب على اصحاب الخير من المسؤولين، اذا كانوا موجودين تأمين هذه المادة، فالمطاحن توقفت عن العمل بسبب غياب مادة المازوت، ونحن كنقابة نتواصل مع جميع الجهات للحل، فوزارة الاقتصاد تتنصل من المسؤولية وترميها على وزارة الطاقة، ووزارة الطاقة ترمي ذلك على الاعتمادات من المصرف المركزي،فنحن مسؤوليتنا تصنيع الخبز، وليس تأمين المازوت،لذلك فالقطاع على وشك الانفجار، ولقمة الفقراء قد لا تكون متوفرة، فعلى المعنيين اتخاذ القرار قبل الانفجار الكبير.
من جهتها تقول مصادر مقربة من نقابة المحروقات ل «الديار» ان الجميع بانتظار القرار الواضح والتنفيذي الذي ما زال ضبابيا فيما يتعلق برفع الدعم، واعتبرت هذه المصادرالتي تتابع عن كثب الحوار القائم بين نقابة المحطات والموزعين والمصرف المركزي ، ان هذا القرار هو قرار خطير جدا وفي آوان خاطئ، واستغربت كيف يصار الى اتخاذ هذا القرار دون علم أحد من المعنيين، معتبرة ان ما حدث ضرب من الجنون والقلق في الانعكاس المباشر على القطاعات المركزية التي اضحت نتيجة غياب المازوت كجثة هامدة تنتظر الدفن.