نعم لبنان تحت الحصار، لكنّه أولاً حصار من مسؤولين عديمي المسؤولية الذين أوصلونا إلى الكارثة المتوقعة، ولا زالت كرسي مِن هنا وهناك تؤخر حتى اللحظة إعلان تشكيل الحكومة.
وقد باتت الازمة المستفحلة اشد وطأة، والطوابير كارثية امام المحطات تتمدد، في حين شحّ المازوت في شكل شبه تام، وانعدمت التغذية بالتيار الكهربائي سواء من مؤسسة الكهرباء او من المولدات الخاصة.
انها فضائح بالجملة والمفرق، لا سيما معضلة التهريب الموثقة بالصور والفيديو والشهود، والتي لم تحرك الحكومة ساكناً لمواجهتها، إذ اقتصرت مواجهة هذه الفضيحة باتخاذ بعض التدابير الأمنية والجمركية والتي لا يمكن أنّ تكون الحل المطلوب لهذه المعضلة التي استنزفت على مدى السنوات الماضية احتياطي مصرف لبنان بالعملة الصعبة.
في هذا السياق، طرحت إمكانية الإتيان بالنفط الإيراني، الامر الذي يسوّق له حزب الله كتطمينات لسد النقص الحاصل. بل إنّ الأمين العام للحزب حسن نصرالله أعلن هذا الاقتراح في عدة مناسبات وأخرها خطابه الأخير أمس الاحد في ذكرى عاشوراء اذ قال فيه: “انّ النفط بات قريباً ومحسوماً وسينقل جهاراً نهاراً وسنعلن عن تفاصيله في اليومين المقبلين”، لافتاً أنّ في لبنان محتكرين يسرحون ويمرحون ومعروفون، لكنهم يحظون بالغطاء السياسي، وبالتالي هؤلاء وغيرهم تسببوا بفاجعة قرية “التليل” العكارية.
موضوع النفط الايراني طرحٌ يتكرر في كل حديث… ولكن في المقابل هناك الكثير من الاسئلة: هل سيشكل نافذة بالنسبة الى الكثير من اللبنانيين؟ وكيف سيصل الى لبنان في ظل الحصار على إيران، وما هي التداعيات؟ كيف السبيل إلى ذلك إذا كان الحزب يسيطر على كامل مفاصل الدولة؟
في هذا الوقت خطوط التهريب مفتوحة من لبنان إلى سوريا والعراق وايران لديها نفوذٌ قويٌ في هذه البلدان، حيث تكشف جهات حزبية ان هذه الخطوط عينها ستستخدم في إيصال المحروقات الايرانية إلى لبنان وستحظى بمواكبة امنية شرعية.
ولفتت الجهات عينها في حديثها الى وكالة “اخبار اليوم”، انّ وصول المحروقات الايرانية الى لبنان بات امراً قريباً، علماً انّ الحزب قام بما يشبه المناورة الميدانية المرتبطة بهذا الملف خلال الايام القليلة الماضية.
وتجدر الإشارة الى انه في حال قام حزب الله فعلاً بتسلّم النفط وتوزيعه على محطات وقود لبنانية، قبل توصل واشنطن وطهران إلى اتفاق في فيينا حول إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي، هل سيعرض ذلك المتورطين بهذه العملية -ومن خلفهم لبنان- لخطر عقوبات أميركية؟