كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
يُعتبر توفّر الكهرباء 24/24 حلماً من أحلام اللبنانيين البعيد المنال، خصوصاً أخيراً، مع ما نعانيه من انقطاع شبه كامل للكهرباء عن المنازل، ومع العودة إلى أيّام الشمعة والقنديل والـ”لوكس”. وبسبب الهدر الكبير في هذا القطاع دخل ضمن أهمّ البنود الإصلاحية التي يُطالب بها صندوق النقد الدولي. فكيف ستُصبح التعرفة بعد تطبيق ما يطالب به الصندوق؟ وما الإصلاحات التي ستُطبّق ليتحوّل حلم اللبنانيين حقيقة؟
يرى عضو مجلس إدارة كهرباء لبنان طارق عبدالله، في حديثٍ لموقع mtv، أنّ “صندوق النقد يطالب برفع الدعم عند العمل على أيّ إصلاح، ولكن في الوقت عينه الصندوق والبنك الدولي لا ينظران إلى هذه المواضيع على مبدأ “كن فيكون” وعلى اعتبار أنّ الفئات المجتمعيّة كلّها متساوية، إنّما يتمّ العمل على تركيبة التعرفة لتُلائم كافة الفئات، ليبقى الدعم للوحدات السكنية الفقيرة ولتُرتفع الأسعار للوحدات التجارية التي تجني أرباحاً طائلة”.
ويُضيف عبدالله: “صندوق النقد لا يدخل في التفاصيل وطريقة احتساب التعرفة، إنّما يتحدّث عن سياسات عامّة مثل رفع التعرفة وتخفيض الهدر”، مشيراً إلى أنّه “من واجبات الدولة والحكومة ووزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان أن تقدّم دراسات تثبت المضي في الخطة التي تعتمد على البنود الإصلاحية لصندوق النقد، إلا أنّ النقاش حول وضع تصوّر لهذه الغاية لا يزال في العموميات”.
أمّا في ما يخصّ التعرفة، مع ما يطالب به الصندوق بتحرير السعر، فيقول الأخير: “التعرفة سترتفع طبعاً على الأقل كي تردّ كلفة إنتاج الكهرباء ونقلها. ولا يمكن تحديد نسبة الزيادة والتكلفة نظراً لتأثّرها بعوامل متحركة عدّة مثل سعر الصرف الذي سيُعتمد والمادة الأوليّة المستخدمة لتوليد الطاقة (غاز – فيول) والخسائر والجباية وغيرها”.
هل يُصبح الحلم حقيقة؟ يُجيب عبدالله: “إذا طُبّق الإصلاح كما يجب يصبح لدينا كهرباء 24/24 ولن نعود بحاجة إلى المولدات الخاصة وأهمّها انشاء الهيئة الناظمة ووجود الإرادة السياسيّة لكفّ اليد عن ملف الكهرباء وتجاوزاته في بعض المناطق. ولكي يتمّ تأمين الكهرباء 24/24 من دون الحاجة إلى المولدات الخاصة نحن بحاجة إلى 3 معامل كبيرة إضافيّة وإذا بدأ العمل فوراً عليها نحن بحاجة إلى 29 شهراً من اليوم الأوّل لإنشائها”.
يمكن أن يكون أكثر ما نحن بحاجة إليه في حياتنا اليوميّة هو الكهرباء، ولكن أكثر ما يحتاجه لبنان هو مسؤولين ينيرون درب الإصلاح بعيداً عن عتمة جهنّم.