تصدّر القطاع السياحي قائمة القطاعات التي تأثّرت بتدهور الأحوال في لبنان، منذ نحو سنتين، وصولاً إلى اليوم. ومع ازدياد الوضع سوءاً تسجّل المطاعم والفنادق تراجعات دفعت ببعضها إلى الإقفال. ومع اقتراب نهاية العام حيث من المتوقّع أن تتحسّن الحركة السياحية مع عيديّ الميلاد ورأس السنة، تطلّ الأحداث الأمنية بدءاً من أحداث الطيونة، لتقلّص الآمال بالتحسّن.
ارتفاع أسعار المحروقات انعكس سلباً على القطاع، وخصوصاً في الأطراف. وحسب رئيس اتحاد النقابات السياحية، نقيب أصحاب الفنادق في لبنان، بيار الأشقر، فإن “بعض المؤسسات السياحية كالمطاعم والمقاهي والملاهي في المدن الكبرى تشهد بعض الحركة، أما في المناطق البعيدة فالوضع مأساوي، لا سيما بعد تخطي سعر صفيحة البنزين 300 ألف ليرة. فالقفزات التي شهدها سعر صفيحة البنزين شكلت ضربة قاضية للسياحة الداخلية، وحركة السياح من المدن باتجاه المناطق الجبلية ستكون شبه متوقفة، فعبء سعر صفيحة البنزين أصبح ثقيلاً جداً على كاهل المواطن”.
وتعليقاً على الأحداث الأمنية، أوضح الأشقر في بيان له، أن “من كان يخطط لزيارة لبنان لا سيما خلال فترة الأعياد، فقد ألغى حجزه، فهذه الأحداث الأمنية دفعت ببعض الدول إلى تحذير رعاياها من زيارة لبنان، فيما دول أخرى طلبت من رعاياها الموجودين أصلاً داخل لبنان مغادرة البلد”.
الآمال التي انعقدت على تشكيل حكومة نجيب ميقاتي سرعان ما تبدّدت، فبرأي الأشقر، “الوضع كان سيئاً واليوم أصبح أسوأ. والقطاع كان يأمل خيراً بتأليف الحكومة لتتبنى حلولاً للمشاكل الاقتصادية، لكن اليوم الحكومة مشلولة. لقد خاب أملنا بعمل الحكومة بعد أن تبين لنا أنه حتى الجهات المشاركة فيها تعطل عملها وتحول دون الوصول إلى الحلول المطلوبة للتخفيف من معاناة القطاعات الاقتصادية”.
المدن