بالتزامن مع الذكرى العاشرة لدخولها للخدمة في 26 تشرين الاول، باتت طائرة البوينغ “787 دريملاينر” من الطائرات التي تغير قواعد اللعبة بعد أن أخذت مكانها بين وسائل النقل الأسطورية، لكنها ربما تحولت من حلم إلى كابوس بالنسبة لبوينغ، وفق تقرير لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.
يقول التقرير إن “الاستعانة بمصادر خارجية عالية للتصنيع كانت مشاركة مبتكرة ومثيرة للجدل وموفرة للتكاليف على حد سواء، ولكن في النهاية كانت أكبر نقطة ضعف في دريملاينر”.
في يوليو، كشفت بوينغ عن مشكلة جديدة في طائرة “787 دريملاينر ” ذات البدن العريض، والتي تواجه العديد من المشاكل منذ آب 2020، إذ قالت الشركة إن بعض أجسام الطائرات لم يتم ربطها ببعضها البعض لتلبية المعايير الدقيقة.
منذ تلك الرحلة الأولى لها، كانت طائرة “787 دريملاينر” حلما وكابوسا في ذات الوقت، طبقا لتقرير الشبكة الأميركية. وساهمت الطائرة في تفعيل أكثر من 315 مسارا مباشرا جديدا، ونقل أكثر من 559 مليون مسافر على خطوط الطيران المختلفة، حيث أكملت أكثر من 2.7 مليون رحلة.
قال نائب رئيس قسم التحليل في مجموعة “تيل”، ريتشارد أبو العافية، “قدمت طائرة 787 بعمل رائع في إيصال الناس إلى حيث يريدون حقا الذهاب … الأمر الذي ساعد بالتأكيد في تحفيز حركة الملاحة الدولية”.
قبل وباء فيروس كورونا، كانت الطائرة تحلق في أكثر من 1900 مسار حول العالم، وكان يمكن رؤية طائرة بوينغ التي دشنت لأول مرة في العام 2007، هي الفائز الواضح على المنافس الأكبر من إيرباص “A380” العملاقة ذات الطابقين.
وحققت “787 دريملاينر” وهي طائرة عريضة البدن من بوينغ نجاحا مذهلا باعتبارها أسرع الطائرات مبيعا عبر التاريخ، حيث تفوقت على منافسيها المباشرين في إيرباص ا من طراز “A330neo” و”A350″.
من جانبه، يقول المحلل في شركة “ليهام”، سكوت هاميلتون، “كانت اقتصاديات الطائرة هي ما كان مطلوبا في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. أثبتت الطائرة قيمتها كواحدة من الطائرات الأساسية المستخدمة في حركة الملاحة الدولية التي تعافت خلال وباء كوفيد”.
كانت “787 دريملاينر” أكثر الطائرات العريضة استخداما خلال الوباء، بناء على النسبة المئوية لأسطولها الموجود في الخدمة مقابل وضعها في التخزين مقارنة بمنافسيها المباشرين.
في عام 2013، وبعد مرور أكثر من عام على دخول الخدمة، شهدت طائرتان من طراز 787 نشوب حريق كهربائي بسبب ارتفاع الحرارة في بطاريات الليثيوم أيون. اضطرت إحدى الطائرات التي كانت تحلق في اليابان إلى الهبوط اضطراريا ولم يصب أي من الركاب بأذى، كما لم تضرر الطائرة بشكل كبير.
وفي غضون أزمة طائرة “737 ماكس” ذات البدن الضيق والتي أضرت بسمعة الشركة، علقت بوينغ تسليم الدفعات الجديدة من “787 دريملاينر” للعملاء خلال العام الماضي بسبب برامج مراقبة الجودة، بالإضافة إلى مشكلات إضافية تتعلق بالأنظمة الكهربائية والزجاج الأمامي.
وأدى ذلك إلى إعادة إصلاح حوالى 100 طائرة من نوع “787 دريملاينر” لم يتم تسليمها بالفعل، حيث تأثر التدفق النقدي للشركة بالمليارات، وتحول برنامج مبيعات دريملاينر الذي كان مربحا في السابق إلى خسارة كبير للأموال.
وتخضع هياكل الطائرات التي لم يتم تسليمها للإلغاء من قبل شركات الطيران، فضلا عن تعويض كبير من قبل بوينغ.
يعتقد هاميلتون أن مبيعات “787 دريملاينر” كلف ما يقدر بنحو 50 مليار دولار في تطوير البرنامج، إذ تجاوز التكاليف وتعويضات العملاء.
وأضاف: “لو تم تسليم طائرة 787 في الوقت المحدد، لكانت بوينغ تتقدم بسهولة بخمسة إلى ثمانية أعوام على شركة إيرباص (المنافس الأوروبي) حيث منحت أزمات بوينغ إيرباص الريادة في قلب سوق الطائرات ذات الهيكل الضيق”.
ويذهب أبو العافية في اتجاه مقارب بقوله إن أكبر تهديد لطائرة الدريملاينر يتمثل في الطلبات المستقبلية للطائرات ذات الممر الواحد، لا سيما إيرباص “A321neo”.
المصدر: الحرة