تتوالى الأزمات الاقتصادية على لبنان وسط انعدام الأمل لدى العديد من المواطنين بعودة استقرار الوضع ووقف الارتفاع الجنوني لدولار #السوق السوداء. فالليرة اللبنانية في تدهور مستمرّ، ما ينعكس سلباً على نمط حياة المواطن وقدرته الشرائية.
والسؤال عينه يكرّر نفسه في كلّ مرّة: إلى أيّ مستوى سيصل الدولار في الأسابيع المقبلة؟
يرى الخبير الاقتصادي الدكتور فادي خلف أنّ “الدولار ارتفع في السوق السوداء إلى ما يزيد عن الـ10 آلاف ليرة لبنانية خلال هذا العام ووصل إلى 23 ألفاً و400 ليرة بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، ثمّ عاد وتراجع لكنه صعد مجدداً وتقلّب ضمن هوامش ضيّقة باتت الآن مرتفعة. ذلك أنّ هامش الدولار بات 21 ألفاً و23 ألفاً، لذلك فإن تراجعه إلى 21 ألف ليرة يُنظر إليه على أنّه نزول لسعر صرف الدولار. وتالياً يكون المتعامل بالدولار قد اعتاد على السعر العالي. وأصبح المواطنون، من الناحية التقنية، مستعدين لقفزات جديدة”.
وتابع خلف: “نترقب أن يحصل تمويل خارجي بدءاً من نهاية العام وصولاً الى بدء الانتخابات لتمويل الحملات الانتخابية، وهذا الأمر من شأنه أن يحدّ من الارتفاعات المتوقعة للدولار في الفصل الأوّل من العام 2022، وسيكون صعود العملة الخضراء دون الـ30 ألف ليرة”.
ويعتبر خلف أنّه “بعد الانتخابات النيابية، ستعتبر الحكومة مستقيلة حكماً، وستصبح حكومة تصريف أعمال، وبعد ذلك تأتي الانتخابات الرئاسية التي تطيح بدورها بالحكومة في حال تشكيلها. إلّا أنّ تاريخنا يشير إلى أنّ أمل تشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية وقبل الانتخابات الرئاسية خلال أشهر قليلة ضئيل جدّاً، وسيؤدي إلى تشنّج في البلد. وجميع المؤشرات تدّل على أنّ الدولار سيتجاوز في ربيع الـ2022 عتبة الـ30 ألف ليرة”.
وفي رأيه، “من المرجّح أن يرتفع الدولار إلى ما يزيد عن الـ35 ألفاً بين فصل الربيع ونهاية العام 2022”.