كتبت ليلي جرجس في ” النهار”:
عذراً أيها المواطن، لكنّ الدواء ممنوع عليك، لم تعد مؤهّلاً لأن تستغيث طبابة واستشفاءً في لبنان، فالدولار يتحكّم بالسوق، وكارتيلات الدواء تتحكّم برقبة القطاع الصحّي، والمواطن يغرق بعجزه. هذه التسعيرة الجديدة للائحة الأدوية التي صدرت اليوم بعد مفاوضات واجتماعات متواصلة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، هي أشبه بصفعة جديدة وفاتورتها باهظة، باهظةٌ
جدّاً.
اعلان رفع الدعم الجزئي عن الأدوية المزمنة اليوم تلقفته مواقع التواصل الاجتماعي بغضب واستياء لما أسماه الرواد بالمهزلة التي تمّ التحضير لها منذ أسابيع قبل أن تصدر رسمياً. حالة الاستنكار والامتعاض بلغت ذروتها على وسائل التواصل الاجتماعي، البعض رأى أن الدواء بات للأغنياء فقط، في حين تساءل البعض عن صمت المواطن خصوصاً أن الموضوع يخص صحته. فيما رفض الكثيرون حالة الذل التي وصلت إليها شريحة كبيرة من اللبنانيين، وكما قال أحدهم “دواء مش متل البنزين، فينا نقعد بلا سيارة بس ما فينا نكون بلا دوا”.
توجه رفع الدعم الذي بدأ به المعنيّون منذ شهر تقريباً أُعلن عنه اليوم رسميّاً، وما كان يُحاك في الخفاء ظهر إلى العلن بلوائح جديد تؤكّد أنّ هذه الأدوية التي هي من حقّ اللبنانيين لن تكون بمتناول كثيرين منهم. هذا الواقع المأزوم ، وما كان يسوّق له على أنّه ترشيد الدعم للأدوية المزمنة أصبح اليوم حقيقة مرّة برفع الدعم الجزئيّ، ويبقى الخوف الأكبر في رفع الدعم الكلّي.
على السنة الجديدة.
على سبيل المثال دواء Arbiten 160 الذي يعطى لارتفاع ضغط الدم ارتفع سعره من 18.926 ألفاً إلى 126 ألف ليرة. أمّا دواء aripezil 5mg الذي يعطى لإدارة مرض ألزهايمر ارتفع سعره من 49 ألفاً إلى 223 ألفاً.
في حين أنّ دواء ascova 20mg الذي يعطى لخفض الكولسترول أصبح 183 ألفاً بعد أن كان سعره 39 ألفاً. أمّا الـconcor am 5 فارتفع سعره إلى 109 آلاف بعد أن كان 29 ألفاً.
يستبعد نقيب الصيادلة غسان الأمين في حديثه لـ”النهار” بالوصول إلى رفع الدعم كليّاً، برأيه “ستبقى هناك أدوية مدعومة وأخرى مدعومة جزئيّاً وأخرى غير مدعومة. لم يعد هناك مخرج آخر، فمصرف لبنان يخصّص حوالى 35 مليون دولار لدعم الأدوية المستعصية، من ضمنها 10 ملايين للمستلزمات الطبية، ويبقى 25 مليوناً لدعم الأدوية المستعصية والمزمنة.
وبما أنّ الدعم سيبقى كاملاً على الأدوية السرطانية، تبقى الأدوية المزمنة تدور في حلقة مفرغة بين انقطاع شبه كامل أو تهريب لأدوية غير معروفة الجودة وطريقة التخزين.
وأضاف أنّ “رفع الدعم عن الدوية المزمنة كان جزئياً ، وهي في طبيعة الحال غير متوفّرة في السوق. وعليه، لم يستورد لبنان منذ 4 أشهر ونصف شحنات أدوية جديدة، ما دفع بالناس إلى استيرادها من الخارج بأضعاف الأسعار، ناهيك عن الأدوية المهرّبة التي نجهل كيفية تخزينها
ومدى جودتها ونوعيتها نتيجة شحنها.
وعن المعايير التي تمّ اعتمادها لتصنيف الأدوية ورفع الدعم عنها، يُجيب أنّ الأدوية الرخيصة بقيت مدعومة بنسبة 25%، أمّا المتوسّطة فهي مدعومة على الـ45% أمّا الغالية فبقيت مدعومة بنسبة 65%. في حين لم يتمّ المسّ بأدوية السرطان وبقيت مدعومة بشكل كامل،
وستصبح متوفّرة”.
لم يعدّ في يد الوزارة وإنّما مصرف لبنان العاجز عن تخصيص دعم أكبر للقطاع الدوائي، وفق الأمين. وبعد نقاش طويل مع مصرف لبنان، قبل الأخير بإبقاء الدعم ولو جزئياً على الأدوية المزمنة حتى لا يُرفع الدعم كليّاً عنها وإلّا نكون أمام كارثة صحية كبيرة.
ما اختلف اليوم أنّ وزير الصحة السابق كان مصرّاً على إبقاء الدعم كاملاً على الأدوية المزمنة، في حين أنّ مصرف لبنان لم يؤمّن له المبلغ المطلوب. وعليه، وصلنا إلى انقطاع هذه الأدوية والتهريب والتزوير بات اللاعب الأقوى، أمّا اليوم وجد وزير الصحة الحلّ لأنّ “صحة الناس مش
لعبة” فكان القرار في رفع الدعم جزئياً.
وهنا أسعار الأدوية بعد رفع الدعم عنها جزئياً حسب تصنيفها
الأدوية التابعة للشريحة A1 (CIF: 0-5.35 USD) نسبة دعم السعر المجاز CIF 25%
الأدوية التابعة للشريحة A2 (CIF : 5.35-10.7 USD) نسبة دعم السعر المجاز CIF 45%
الأدوية التابعة للشريحة B (CIF: 10.7-52.5 USD) نسبة دعم السعر المجاز CIF 65%