عاد معظم طلاب المدارس الى مقاعد الدراسة في الخريف، بعد غياب دام لنحو سنتين، وبدأوا التأقلم مجددا مع حياة شبه طبيعية لا سيما بعدما عاشوا الحجر او العزلة، عاد وباء كورونا ليستفحل من جديد، ارقام الاصابات والوفيات ترتفع بشكل يومي، وفي الدول القريبة والبعيدة يتفشى متحور اوميكرون (Omicron)، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كمتحور مثير للقلق، مؤكدة أن الأدلة الأولية تشير إلى أنه “يزيد خطر الإصابة مجددا بالفيروس”. وقد يكون أكثر نشرا للعدوى، وهو ما جعل عدة دول تفرض قيودا على السفر لاحتواء الموقف.
لم يسجل حتى اللحظة اي اصابة من المتحور الجديد في لبنان، لكن ارقام الاصابات وحدها كفيلة بزيادة القلق، في بلد فقد معظم مقومات الحياة، المستشفيات تعاني والادوية ان لم تكن مقطوعة فـ”أسعارها نار”… لذا لا بد من العودة الى التشدد.
وفي هذا الاطار عاودت اللجنة الوزارية المكلفة متابعة إجراءات فيروس كورونا اجتماعاتها في السرايا الكبير، واتخذت سلسلة من التوصيات من ابرزها تحديد عطلة الاعياد في المدارس من مساء 16 كانون الأول حتى صباح 10 كانون الثاني، الامر الذي تبناه وزير التربية عباس الحلبي للحد من تفشي الوباء وتداعياته.
اذًا السؤال، كيف سيكمل العام الدراسي بدءا من الشهر الاول من العام المقبل؟
الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، يشرح عبر وكالة “أخبار اليوم” ان قرارا صدر عن وزارة التربية باطالة فترة العطلة التي يفترض ان تكون من 22 كانون الاول لغاية 10 كانون الثاني، مشددا على ان السبب صحي بحت بسبب التفشي الكبير لوباء كورونا في الايام الاخيرة، اضافة الى المتحور الجديد، وذلك خشية من تفشي الوباء في المؤسسات التربوية على الرغم من انه في كل الدول تمت المحافظة على استمرارية عمل المؤسسات التربوية، واقفلوا مرافق اخرى.
وردا على سؤال، يقول نصر: صحيح ان بعض الحالات تظهر في المدارس ولكن تتم ادارة الازمة بشكل فاعل، اذ يعالج الموضوع وتستمر الحياة المدرسية بشكل طبيعي وان اضطرت هذه المؤسسة او تلك الى الاقفال يوم او يومين او اقفال صف لعدد من الايام.
ويؤكد ان لا مانع لدى المدارس الكاثوليكية من الالتزام بخيار وزارة التربية، آملا ان تصب هذه الفترة في اطار الفائدة العامة على ان نعاود العام الدراسي بدءا من صباح 10 كانون الثاني، ونعود الى استمرارية عملنا التربوي، وهذا الاهم.
واذا حصل تفشٍ على غرار العام الفائت، هل وضعت المدارس خططا بديلة عن التعليم الحضوري؟ يجيب الاب نصر: السيناريو الذي كان الافضل سابقا اصبح الاسوأ حاليا، ويوضح: كان التعليم عن بُعد او المدمج هو الافضل سابقا، لكنه تحوّل الى الاسوأ بسبب انقطاع التيار الكهربائي وضعف شبكة الانترنت في الاشهر الاخيرة، وبالتالي لم يعد بامكاننا كمدارس الاعتماد على التعليم عن بعد.
ويضيف: لذا نبحث عن حل آخر وهو ما يسمى باللغة الفرنسية asynchrone اي ليس بالموازاة فيتم ارسال الدروس، على ان يتابعها الطالب عندما تتوفر لديه الكهرباء او الانترنت ، ويرسل في وقت لاحق الفروض الى الاستاذ… قد يكون هذا الحل البديل، لكنه يحتاج الى تحضير.
ويكشف، الاب نصر، في هذا السياق ان المدارس الكاثوليكية في اجتماعات متلاحقة لتدارك كل السيناريوهات الممكنة، هناك من يقول ان لا امكانية للاستغناء كليا عن online حتى كان الاعتماد على هذا الاسلوب اقل مما كان سائدا العام الفائت، هذا اذا كان لا بد من العودة الى اجراءات الحجر.
ويختم: اذا كان التعليم الحضوري غير ممكن يبقى التعليم عن بعد هو المتاح، وهناك عدة اساليب يجري البحث فيها.